اشتعـالات الليلـة الاولــى / المبدع لخضر فلوس

اشتعـالات الليلـة الاولــى
الشاعر : لخضر فلوس

يمشي على شفتي سحر الخضرة الزاهـي،
و تندى لفتـة الريحانة الأولى على قلبي
و قد تركت روائحها و سمرتهـا على زنـد الرحيل
تستلني الاعشاب حين تطل من سهر الوسادة،
( و الوسادة شوكة الغربـاء،،
قامت كي تصفف حزن من سرحت بـه
ساعات أول ليلة في البعد عن ظل النخيل..)
يتفتـت المصباح بالأشواق..يبكي ضوؤه الليلي،
تنشر بردة الأقلام زرقتها على طيف تخفى في الدفاتر
يبدأ الألعاب مزهـوا بما حملت يداه،
يدق نافذة الهوى بأصابع الأرض البعيدة..و الحقول
فتسد رائحة البلاد منافذ البحر المسهـد..

تفطن البرك الصغيرة،و الحمام..و نجمة الميلاد،
تسأل دمعة فوق الوسادة عن أناشيد الفصول
تتوقف النقرات حين تفـتـح الأشواك في صدري،
و تنمو زهـرة بيضاء نابضة على صدر السهـول
الزهرة الأولى تطل و تختفـي..
النجمة الأولى تضيء و تختفي..
يشتد نبض الناي بين يدين لست أراهمـا
فيقوم من فـرط اللجاجـة معطفــي..
يا أنت إن الباب يمطــر
و النوافذ أعلنت نيرانها..فتوقفـي
فأقوم مكسوا بأوراق الغصون..و بالمياه..و بالأصيل
الأرض خلف الباب تشهق بالجمــال،
و طفلة جلست على كف السحابة ترسم الشطآن ضاحكة
و تمحوها براحتهــا..
لتمسك شعلـة قبل الدخـول

الآن تقترب السحابة
و احتراق الباب من نبعي دمي،
فأرى الــرؤى:
" طيفين من عسل على عبق النسائم لـوحـا
بيديهـما كـي يحملانــي،،
مرا على وهـج القصيـدة فاستحالا جمــرة
شلـت لسـانـــــي..
فسكــت...أخفيت البنفســج و الحريق
و كـدت أن أتتبـع الذكـرى
و أكتب قامة السـرو المهيب بدفتــري
لكن أحداق الحديقة- رغم بعد ديارها-كانت تراني
هي رغم بعد الدار ترقبني ،تؤلبني على نفسي
تكتب كل أشعاري بنظرتها..و تاريخ الأغاني )
الآن تقترب السحابة من دمي..


الآن تقترب القصائد من فمـي..
الآن...يقترب الوطــن..
أحسـسـت بالخطوات توغل في
الضلوع..تهزها..فعرفتـه
أحسـســت (بالجبل الاشــم) و كبرياء الناس ترفع قامتي..فعرفتـه
لما يجيء و تلمس الأنفاس خيط قصيدتـي.
تهتــز ألــف غمـامـــة..
تهتز أجنحة البحار..وصخرة الميناء..و يخضر الزمن
لما أحس ترابه في القرب
تبكي راحتي في لمسـه،
تبكيه عند رحيلها عنـه فوانيس السفـن
الأشجار في وهـج القصيـدة،
كي تمـد جذورهــا
في القلب وحـده تلمـع الأغصان و الذكرى..
و ترتــاح المـدن
يا أيها الليــل اشتعــل..
حتى اميـز بين روحي
و العيون البابلية..
و الوطن