حريق في بيت اتحاد الكتّاب الجزائريين اهدموا الهيكل.. وارجُموا الكتّاب
حريق في بيت اتحاد الكتّاب الجزائريين
اهدموا الهيكل.. وارجُموا الكتّاب
اهدموا الهيكل.. وارجُموا الكتّاب
بلغ الترهّل باتحاد الكتّاب الجزائريين مبلغا لم يعد في وسع المثقفين الصمت عنه، فقد انحرف كليّة عن الأهداف الكبرى التي وُجد من أجلها في 28 أكتوبر 1963 ليوّحد الكتّاب الجزائريين فيعلنوا "معارك" الأقلام الشريفة في مواجهة الأكاذيب والمغالطات التي روّجت لها فرنسا بعرقلة الجزائر المستقلة أن تمدّ خطاها على طريق الاستقلال بكل وثوق بشخصيتها التاريخية وبكل اعتزاز بانتمائها وهويّتها..
اتحاد الكتّاب الجزائريين برمزيته النضالية وقيمته التاريخية والأدبية، فقد احترامه بين عموم الناس ولم يعد له من دور اجتماعي غير الدّور اليومي الذي يعبّر عنه أطفال وشباب وهم "يتبوّلون" على جداره، وكأن الحاجة المجتمعية الحقيقية لهذا الاتحاد هي أن يكون "مرحاضا عموميا"، وليس فضاء تشعّ فيه روح المجتمع وتتجلّى فيه الملامح الحقيقية للجزائر أدبيا وفكريا وإبداعيا..
هذه الوضعية البئيسة التي آل إليها اتحاد الكتّاب الجزائريين، دفعت مجموعة من الكتّاب الشباب إلى رفع راية التّطهير والتغيير والمطالبة بإعادة اتحاد الكتّاب إلى كل الكتّاب الجزائريين، تحت رئاسة لم يمسسها دنس الفساد ولم تتلطّخ أيديها بالمال الموبوء.. غير أن هذه المجموعة أُغلقت في وجهها أبواب الاتحاد، بل أن بعض الكتّاب تعرّضوا للضرب والإهانة من طرف صاحب دار نشر "مُقيم" بمقرّ الاتحاد، وهو الأمر الذي استهجنه وأدانه كثير من كتّاب الجزائر المقيمين في الظّل وعلى الهامش.. لكن حتى الآن، لم يصدر عن وزارة الثقافة أيّ موقف إزاء ما يحدث في بيت الكتّاب وكأنها غير معنية بما يحدث أو أنها تترقّب الوقت المناسب لتعيد "هندسة" البيت" وفق ما تستدعيه حاجتها.
القضيّة مُرشّحة لتأخذ أبعادا كبيرة، لا سيما وأن شهية الكلام انفتحت وتعدّت الحديث عن وضعية الاتحاد الكارثية و"لاشرعية" رئيسه.. إلى الحديث عن الفساد الثقافي وارتباطاته السياسوية و"مافيا الكتاب" والأدوار "القذرة" التي قام بها من أشرفوا على اتحاد الكتاب الجزائريين خلال عقدين من الزّمن.. ولن تتوقّف شهية الحديث عند هذه الأمور، بل ستطال مؤسسات وشخصيات وصفقات، فللفساد من يرعاه وللمفسدين من يدعمهم ويحميهم، وإذا لم تُقطع الألسن ستسقط رؤوس..
واقع الحال، أن اتحاد الكتّاب الجزائريين ألف هذه المعارك والعمليات "الانقلابية" وهو ما دعا كثيرا من الكتّاب المرموقين أن يهجروا الاتحاد ويقاطعوه، وأعلنوا ضمنيا انسلاخهم عنه، بل هناك من أعلن صراحة تبرّأه من الاتحاد تنزيها لشرف قلمه..
ولعل أكبر معضلة تواجه المجموعة التي تطالب بالتّطهير والتغيير هي إقناع الكتّاب بأن هذه "المرة" لن تكون مثل سابقاتها وأن هذه المجموعة لن تكون مثل المجموعة التي قادت التغيير السابق.. فالمطالب المرفوعة حتى الآن تنادي بإسقاط الشرعية عن رئيس الاتحاد وفتح التحقيقات المالية حول أموال الاتحاد.. وهي مطالب إجرائية وليس فيها ما يدعو إلى تحرير اتحاد الكتاب الجزائريين من كل وصاية سلطوية أو ارتباط سياسوي، إضافة إلى انعدام الرؤية التأسيسية لاتحاد فعّال ومتفاعل مع واقعه ومجتمعه ومتواصل مع المؤسسات والجمعيات ذات الطابع الثقافي والأدبي والفكري..
نعم ستتغيّر الوجوه، فهل ستتغيّر الممارسات والارتباطات والأدوار؟ ربما يحمل هذا الصّيف أجوبة.. وليس في وسع الكتّاب الذين اختاروا الإقامة في الظل والهامش غير الترقّب، فهم يمتلكون الأسرار التي تمنعهم أن يقدّموا ثقة مجانية لأي من كان من حملة راية التّطهير والتغير..
من جهتي أبسط أمام كتّاب الجزائر ثلاثة مقترحات ومطلب واحد، راجيا أن يتّسع صدرهم..
المقترح الأول: حلّ اتحاد الكتّاب الجزائريين واسترجاع ممتلكاته كاملة، فهو في النهاية جمعية يجب أن تتعامل معها الوزارة مثل أية جمعية أخرى تنشط في المجال الثقافي. وليس من حقّ أيّ كان أن يرث تاريخ اتحاد الكتّاب ويستثمر موروثه وإنجازاته واسمه..
المقترح الثاني: نقل المقر المركزي لاتحاد الكتّاب الجزائريين من العاصمة إلى ولاية جزائرية أخرى، ليكون بعيدا عن التجاذبات السياسية وصراعات المصالح.
المقترح الثالث: أن يعلن الكتّاب الجزائريون تبرّأهم من الاتحاد، ليسحبوا البساط من تحت سماسرة الأقلام والمتشوعرون وأنصاف الكتّاب وأشباه المثقفين الذين يمثّلون الثقافة الجزائرية في المحافل الدولية.
المطلب: تحويل مقر اتحاد الكتاب الجزائريين إلى مرحاض عمومي.
إعلامي جزائري
اتحاد الكتّاب الجزائريين برمزيته النضالية وقيمته التاريخية والأدبية، فقد احترامه بين عموم الناس ولم يعد له من دور اجتماعي غير الدّور اليومي الذي يعبّر عنه أطفال وشباب وهم "يتبوّلون" على جداره، وكأن الحاجة المجتمعية الحقيقية لهذا الاتحاد هي أن يكون "مرحاضا عموميا"، وليس فضاء تشعّ فيه روح المجتمع وتتجلّى فيه الملامح الحقيقية للجزائر أدبيا وفكريا وإبداعيا..
هذه الوضعية البئيسة التي آل إليها اتحاد الكتّاب الجزائريين، دفعت مجموعة من الكتّاب الشباب إلى رفع راية التّطهير والتغيير والمطالبة بإعادة اتحاد الكتّاب إلى كل الكتّاب الجزائريين، تحت رئاسة لم يمسسها دنس الفساد ولم تتلطّخ أيديها بالمال الموبوء.. غير أن هذه المجموعة أُغلقت في وجهها أبواب الاتحاد، بل أن بعض الكتّاب تعرّضوا للضرب والإهانة من طرف صاحب دار نشر "مُقيم" بمقرّ الاتحاد، وهو الأمر الذي استهجنه وأدانه كثير من كتّاب الجزائر المقيمين في الظّل وعلى الهامش.. لكن حتى الآن، لم يصدر عن وزارة الثقافة أيّ موقف إزاء ما يحدث في بيت الكتّاب وكأنها غير معنية بما يحدث أو أنها تترقّب الوقت المناسب لتعيد "هندسة" البيت" وفق ما تستدعيه حاجتها.
القضيّة مُرشّحة لتأخذ أبعادا كبيرة، لا سيما وأن شهية الكلام انفتحت وتعدّت الحديث عن وضعية الاتحاد الكارثية و"لاشرعية" رئيسه.. إلى الحديث عن الفساد الثقافي وارتباطاته السياسوية و"مافيا الكتاب" والأدوار "القذرة" التي قام بها من أشرفوا على اتحاد الكتاب الجزائريين خلال عقدين من الزّمن.. ولن تتوقّف شهية الحديث عند هذه الأمور، بل ستطال مؤسسات وشخصيات وصفقات، فللفساد من يرعاه وللمفسدين من يدعمهم ويحميهم، وإذا لم تُقطع الألسن ستسقط رؤوس..
واقع الحال، أن اتحاد الكتّاب الجزائريين ألف هذه المعارك والعمليات "الانقلابية" وهو ما دعا كثيرا من الكتّاب المرموقين أن يهجروا الاتحاد ويقاطعوه، وأعلنوا ضمنيا انسلاخهم عنه، بل هناك من أعلن صراحة تبرّأه من الاتحاد تنزيها لشرف قلمه..
ولعل أكبر معضلة تواجه المجموعة التي تطالب بالتّطهير والتغيير هي إقناع الكتّاب بأن هذه "المرة" لن تكون مثل سابقاتها وأن هذه المجموعة لن تكون مثل المجموعة التي قادت التغيير السابق.. فالمطالب المرفوعة حتى الآن تنادي بإسقاط الشرعية عن رئيس الاتحاد وفتح التحقيقات المالية حول أموال الاتحاد.. وهي مطالب إجرائية وليس فيها ما يدعو إلى تحرير اتحاد الكتاب الجزائريين من كل وصاية سلطوية أو ارتباط سياسوي، إضافة إلى انعدام الرؤية التأسيسية لاتحاد فعّال ومتفاعل مع واقعه ومجتمعه ومتواصل مع المؤسسات والجمعيات ذات الطابع الثقافي والأدبي والفكري..
نعم ستتغيّر الوجوه، فهل ستتغيّر الممارسات والارتباطات والأدوار؟ ربما يحمل هذا الصّيف أجوبة.. وليس في وسع الكتّاب الذين اختاروا الإقامة في الظل والهامش غير الترقّب، فهم يمتلكون الأسرار التي تمنعهم أن يقدّموا ثقة مجانية لأي من كان من حملة راية التّطهير والتغير..
من جهتي أبسط أمام كتّاب الجزائر ثلاثة مقترحات ومطلب واحد، راجيا أن يتّسع صدرهم..
المقترح الأول: حلّ اتحاد الكتّاب الجزائريين واسترجاع ممتلكاته كاملة، فهو في النهاية جمعية يجب أن تتعامل معها الوزارة مثل أية جمعية أخرى تنشط في المجال الثقافي. وليس من حقّ أيّ كان أن يرث تاريخ اتحاد الكتّاب ويستثمر موروثه وإنجازاته واسمه..
المقترح الثاني: نقل المقر المركزي لاتحاد الكتّاب الجزائريين من العاصمة إلى ولاية جزائرية أخرى، ليكون بعيدا عن التجاذبات السياسية وصراعات المصالح.
المقترح الثالث: أن يعلن الكتّاب الجزائريون تبرّأهم من الاتحاد، ليسحبوا البساط من تحت سماسرة الأقلام والمتشوعرون وأنصاف الكتّاب وأشباه المثقفين الذين يمثّلون الثقافة الجزائرية في المحافل الدولية.
المطلب: تحويل مقر اتحاد الكتاب الجزائريين إلى مرحاض عمومي.
إعلامي جزائري
صدقت. وللحديث بقية.
ردحذف