هل فعلا لدى المثقف العربي رغبة في التغيير ؟ (استطلاع) / السعيد موفقي / قاص و ناقد
بدا لي أنّ مرحلة أدبية هامة تشهدها الثقافة العربية عموما بعد الهزات التي شهدتها دول عربية مهمة ، هل من الممكن أن تتغيّر النظريات التي كانت سائدة و ما مدى تعاطيها مع هذه المرحلة ؟
على الصعيد الأدبي و الثقافي كان لابد أن تتغيّر كثير من المفاهيم على مستوى التنظير و النّص ، و المتوقع أن تكون هذه التغيرات فاعلة بعد ركود طويل و تقليد ثابت على حد قول بعض الكتاب ، و كان لابد من طرح سؤال في الموضوع ، صياغته لا تخرج عن رغبة جماعية لدى الكتاب و القراء العرب على حد سواء ، فتبادرت لي فكرة إشراك الكتاب و القراء و الإعلاميين و الأكاديميين و الباحثين و المبدعين لإثرائه و إبداء أرائهم المختلفة ، تكون الإجابة عنه بكل موضوعية و شفافية من أجل إرساء قاعدة التصحيح ثم التأسيس ، السؤال:
بدا لي أنّ مرحلة أدبية هامة تشهدها الثقافة العربية عموما بعد الهزات التي شهدتها دول عربية مهمة ، هل من الممكن أن تتغيّر النظريات التي كانت سائدة و ما مدى تعاطيها مع هذه المرحلة ؟
أتوجه بالشكر الجزيل لكلّ من تفاعل مع الموضوع ، شارك أو لم يشارك ، و أذكر الأستاذ عبد الله القاسمي من تونس ، الأستاذ عبد الله رزاز من اليمن ، الفنان العالمي محمد بوكرش من الجزائر ،الشاعر شوقي بزيع من لبنان ، الدكتورة غزلان هاشمي من الجزائر ، الأستاذ بشير خلف من الجزائر .
الأستاذ عبد الله القاسمي/ تونس
طبعا هنا يرتبط أساسا بمدى قدرة المثقف على اسيعاب التغيير و انخراطه في العملية الثورية و مدى قدرته على التغير و التأثير و التأثر بالمنجز التاريخي لشعبه
و لقدرة ذاك المثقف على تجاوز العراقيل التي كبلته و إطلاق العنان لابداعه
و لقدرته أيضا على تمثل الوعي الجديد المغاير .
التغيير سيكون حتمية الآن لأن أيّ مثقف لا يتغير ، لن يستطيع أن يتأقلم مع طبيعة لمرحلة و ربما سوف يرفض كمثقف فإن لم يسع إلى انخراط داخل التيار الثوري فسيكون من قوى الردة لذلك.
على هذا المثقف أن يتحول إلى مثقف طلائعي أي في أعلى القوى المناضلة والممهدة لعملية الانتقال الديمقراطي .
عليه أن يتحمل مسؤوليته ، أنا لا استطيع تصور ملامح المرحلة المقبلة و لكنها ستكون مغايرة بأي حال من الأحوال.
و على المثقف أن ينخرط في هذا التغيير و يساهم فيه.
طبعا ليس بالتحول إلى خطيب سياسي ، فهذه ليست مهمته و لكن بمحاولة الخروج من النظرة الأحادية إلى الدعوة إلى فكر تعددي ديمقراطي
و تلك المشكلة التي نواجهها الآن ، كيف نتحول إلى أقطار ديمقراطية بعد ما يزيد عن نصف قرن من الدكتاتورية العقل العربي ، لم يترب على ثقافة الاختلاف والتعدد ، على المثقف أن يروج للثقافة الديمقراطية لا منظور سياسي،
و لكن بالانخراط في المشروع التحديثي الديمقراطي أن ينوع من الأفكار ومن وجهات النظر و يعبر عن احترامه لتعدد و ذلك هو المطلوب في هذه المرحلة
الأستاذ عبد الله رزاز / اليمن
سنعيش ثقافة تعددية وديمقراطية وسنتجاوز الرأي الواحد واللون الواحد وسنتجاوز الخوف وسنمضي في طريق الحرية وهذا سينعكس على الابداع وعلى الانتاج الثقافي بكل معنى الكلمة.
الفنان العالمي محمد بوكرش / الجزائر
المشكل مطروح دائما ما دام المقاولون والانتهازيون في القطاع الثقافي داسما في خدمة الساسة وليس العكس ، التملق لا يترك مجالا للمثقف الحقيقي الذي يهدد دائما الوجود بالبديل المتجدد ، والذي لا يخدم من يريد الاستقرار بذاته وبمحيطه وبالتالي من الصعب جدا نزول المثقف الحقيقي لهذه المراتب التي هي بطريقة أو بأخرى تبقى المرجع الحقيقي بعد فوات الأوان وهذا سبب التخلف الدائم وسبب الهروب لمرجعيات غربية مستهلكة جاهزة تفرض بديلا للجهد الحقيقي البحث الحقيقي الذي لا يراد له الظهور ولا المنافسة لا على المستوى الدولي أو المحلي.
شوقي بزيع ؟ لبنان
في أي حال أنا لا أؤمن بالمنعطفات الحادة في الأدب والفن لأن ثمة تفاوتا شاسعا بين زمن الواقع وزمن الإبداع كما بين التحول السياسي والتحول الأدبي والثقافي فالشاعر والفنان ليس مراسلا حربيا أو سياسيا مكلفا بكتابة التقارير الثقافية المازية للحدث ولذلك فإن معظم ما كتب عن ثورة الجزائر أو حرب السويس أو الانتفاضة الفلسطينية كان ظرفيا ومتسرعا ولم يصمد مع الزمن ، وهو ما ينسحب على الكتابات الأولى التي رافقت الثورات العربية الراهنة حيث تسود النبرة التحريضية المباشرة والأهازيج والمدائح الانشائية في حين أن الكتابة الثورية والمقاومة تحتاج إلى ثورة في الرؤى والمفاهيم وأدوات التعبير وهو ما يحتاج الى تخمر واستبصارووعي عميق بحقيقة التحولات .
د. غزلان هاشمي / الجزائر
إن الثقافة العربية حصيلة مرجعيات مختلفة ،ولأن تاريخ المعرفة وواقع الثقافات البشرية كما يوضح معجب الزهراني تبين أن الأنساق تتغير وتتبدل وتختلف اعتبارا من تغير البنى الثقافية التقليدية لتفسح المجال لوعي مغاير في الظهور من جديد ،من هنا تظهر خطابات معرفية جديدة مؤسسة على الاختلاف وهذا اعتبارا من تغير الحراك السياسي والاجتماعي الذي يجد تبريره فيه،فإذا كانت الدول العربية قد شهدت هزات على المستوى السياسي وثورات على سلطة محددة،فالأمر ذاته سيشهده الوجه المعرفي إذ ستكون هناك ثورة مصاحبة على سلطة النسق المعرفي والثقافي المهيمن،وستضيق العقلية العربية بالخطابات القبلية وكل المرجعيات التي احتكمت إليها لترى فيها نوع من الاضطهاد الممارس والاحتكام إلى المعيارية التي تلوح بسلطة معرفية تتحكم في كل منجز إبداعي وتهدد كل من خرج عنها أو رام المغايرة بالتهميش والإقصاء......ستعلن كل النظريات إفلاسها التام نظرا لهذا السياق الذي يوحي بالتوتر ،إذ سيجد فيها الضمير الشعبي أنها سليلة نظرة استعلائية أو منظور دكتاتوري يبتعد عن مواجع المواطن العربي وحدود اهتماماته.....كيف لا وكل ما وجدناه من نظريات أدبية روج لها الخطاب الثقافي العربي مستعارة من الآخر فصلت عن سياقاتها وطبقت على أرضية مغايرة ،وبما أن العقل الشعبي العربي قد اتجه نحو البحث عن الخصوصية في سياق البحث عن الذات/الهوية ومع تصاعد الصراع العربي/الإسرائيلي ومع محاولة رد الاعتبار للاهتمام الشعبي على حساب السلطوي المؤسساتي فإن المؤسسة الثقافية ستتجه نحو التغيير من نسقها المعفي أو استبدالها بما يوائم متطلبات هذه المرحلة نظرا لعزوفهم ـ أي الشعب ـ عن كل ما له علاقة بالسلطة السياسية المتهالكة أو السابقة،لذا ستعاود ظهورها بشكل جديد إما بتجديد خطاباتها الأدبية ولجوئها لخرق المألوف عن طريق طرح مصطلحات ومناهج ونظريات جديدة،وإما باستيلاء الجيل الجديد على المؤسسة الثقافية المهيمنة وخرق سلطة المفاهيم القبلية وقلبها رأسا على عقب هروبا من المعيارية كما حدث ذلك في تاريخ الغرب .
الأستاذ بشير خلف / الجزائر:
يبدو لي أن هذه الهزات لم تتحدد معالمها بعد..حقا الأدب بكل أجناسه هو تعبير بل هو نبوءة تستشفّ وتمهد للأحداث التاريخية الهامة .ولا يجب أن يغيب عن بالنا أن النخبة العربية التي من المفروض أن تكون في الطليعة ما كانت كذلك حيث التحقت متأخرة بالثورات، وأغلب هذه النخب لا تزال مترددة للوقوف، أو حتى التعبير على الأقل عما يحدث ..وفي رأيي من الصعب الآن أن يتبلور المشهد الثقافي العربي عن رؤى جديدة تساير ما يجري فقط ، وليس تمهد الطريق لفكر جديد ..هو رأيي الشخصي.
على الصعيد الأدبي و الثقافي كان لابد أن تتغيّر كثير من المفاهيم على مستوى التنظير و النّص ، و المتوقع أن تكون هذه التغيرات فاعلة بعد ركود طويل و تقليد ثابت على حد قول بعض الكتاب ، و كان لابد من طرح سؤال في الموضوع ، صياغته لا تخرج عن رغبة جماعية لدى الكتاب و القراء العرب على حد سواء ، فتبادرت لي فكرة إشراك الكتاب و القراء و الإعلاميين و الأكاديميين و الباحثين و المبدعين لإثرائه و إبداء أرائهم المختلفة ، تكون الإجابة عنه بكل موضوعية و شفافية من أجل إرساء قاعدة التصحيح ثم التأسيس ، السؤال:
بدا لي أنّ مرحلة أدبية هامة تشهدها الثقافة العربية عموما بعد الهزات التي شهدتها دول عربية مهمة ، هل من الممكن أن تتغيّر النظريات التي كانت سائدة و ما مدى تعاطيها مع هذه المرحلة ؟
أتوجه بالشكر الجزيل لكلّ من تفاعل مع الموضوع ، شارك أو لم يشارك ، و أذكر الأستاذ عبد الله القاسمي من تونس ، الأستاذ عبد الله رزاز من اليمن ، الفنان العالمي محمد بوكرش من الجزائر ،الشاعر شوقي بزيع من لبنان ، الدكتورة غزلان هاشمي من الجزائر ، الأستاذ بشير خلف من الجزائر .
الأستاذ عبد الله القاسمي/ تونس
طبعا هنا يرتبط أساسا بمدى قدرة المثقف على اسيعاب التغيير و انخراطه في العملية الثورية و مدى قدرته على التغير و التأثير و التأثر بالمنجز التاريخي لشعبه
و لقدرة ذاك المثقف على تجاوز العراقيل التي كبلته و إطلاق العنان لابداعه
و لقدرته أيضا على تمثل الوعي الجديد المغاير .
التغيير سيكون حتمية الآن لأن أيّ مثقف لا يتغير ، لن يستطيع أن يتأقلم مع طبيعة لمرحلة و ربما سوف يرفض كمثقف فإن لم يسع إلى انخراط داخل التيار الثوري فسيكون من قوى الردة لذلك.
على هذا المثقف أن يتحول إلى مثقف طلائعي أي في أعلى القوى المناضلة والممهدة لعملية الانتقال الديمقراطي .
عليه أن يتحمل مسؤوليته ، أنا لا استطيع تصور ملامح المرحلة المقبلة و لكنها ستكون مغايرة بأي حال من الأحوال.
و على المثقف أن ينخرط في هذا التغيير و يساهم فيه.
طبعا ليس بالتحول إلى خطيب سياسي ، فهذه ليست مهمته و لكن بمحاولة الخروج من النظرة الأحادية إلى الدعوة إلى فكر تعددي ديمقراطي
و تلك المشكلة التي نواجهها الآن ، كيف نتحول إلى أقطار ديمقراطية بعد ما يزيد عن نصف قرن من الدكتاتورية العقل العربي ، لم يترب على ثقافة الاختلاف والتعدد ، على المثقف أن يروج للثقافة الديمقراطية لا منظور سياسي،
و لكن بالانخراط في المشروع التحديثي الديمقراطي أن ينوع من الأفكار ومن وجهات النظر و يعبر عن احترامه لتعدد و ذلك هو المطلوب في هذه المرحلة
الأستاذ عبد الله رزاز / اليمن
سنعيش ثقافة تعددية وديمقراطية وسنتجاوز الرأي الواحد واللون الواحد وسنتجاوز الخوف وسنمضي في طريق الحرية وهذا سينعكس على الابداع وعلى الانتاج الثقافي بكل معنى الكلمة.
الفنان العالمي محمد بوكرش / الجزائر
المشكل مطروح دائما ما دام المقاولون والانتهازيون في القطاع الثقافي داسما في خدمة الساسة وليس العكس ، التملق لا يترك مجالا للمثقف الحقيقي الذي يهدد دائما الوجود بالبديل المتجدد ، والذي لا يخدم من يريد الاستقرار بذاته وبمحيطه وبالتالي من الصعب جدا نزول المثقف الحقيقي لهذه المراتب التي هي بطريقة أو بأخرى تبقى المرجع الحقيقي بعد فوات الأوان وهذا سبب التخلف الدائم وسبب الهروب لمرجعيات غربية مستهلكة جاهزة تفرض بديلا للجهد الحقيقي البحث الحقيقي الذي لا يراد له الظهور ولا المنافسة لا على المستوى الدولي أو المحلي.
شوقي بزيع ؟ لبنان
في أي حال أنا لا أؤمن بالمنعطفات الحادة في الأدب والفن لأن ثمة تفاوتا شاسعا بين زمن الواقع وزمن الإبداع كما بين التحول السياسي والتحول الأدبي والثقافي فالشاعر والفنان ليس مراسلا حربيا أو سياسيا مكلفا بكتابة التقارير الثقافية المازية للحدث ولذلك فإن معظم ما كتب عن ثورة الجزائر أو حرب السويس أو الانتفاضة الفلسطينية كان ظرفيا ومتسرعا ولم يصمد مع الزمن ، وهو ما ينسحب على الكتابات الأولى التي رافقت الثورات العربية الراهنة حيث تسود النبرة التحريضية المباشرة والأهازيج والمدائح الانشائية في حين أن الكتابة الثورية والمقاومة تحتاج إلى ثورة في الرؤى والمفاهيم وأدوات التعبير وهو ما يحتاج الى تخمر واستبصارووعي عميق بحقيقة التحولات .
د. غزلان هاشمي / الجزائر
إن الثقافة العربية حصيلة مرجعيات مختلفة ،ولأن تاريخ المعرفة وواقع الثقافات البشرية كما يوضح معجب الزهراني تبين أن الأنساق تتغير وتتبدل وتختلف اعتبارا من تغير البنى الثقافية التقليدية لتفسح المجال لوعي مغاير في الظهور من جديد ،من هنا تظهر خطابات معرفية جديدة مؤسسة على الاختلاف وهذا اعتبارا من تغير الحراك السياسي والاجتماعي الذي يجد تبريره فيه،فإذا كانت الدول العربية قد شهدت هزات على المستوى السياسي وثورات على سلطة محددة،فالأمر ذاته سيشهده الوجه المعرفي إذ ستكون هناك ثورة مصاحبة على سلطة النسق المعرفي والثقافي المهيمن،وستضيق العقلية العربية بالخطابات القبلية وكل المرجعيات التي احتكمت إليها لترى فيها نوع من الاضطهاد الممارس والاحتكام إلى المعيارية التي تلوح بسلطة معرفية تتحكم في كل منجز إبداعي وتهدد كل من خرج عنها أو رام المغايرة بالتهميش والإقصاء......ستعلن كل النظريات إفلاسها التام نظرا لهذا السياق الذي يوحي بالتوتر ،إذ سيجد فيها الضمير الشعبي أنها سليلة نظرة استعلائية أو منظور دكتاتوري يبتعد عن مواجع المواطن العربي وحدود اهتماماته.....كيف لا وكل ما وجدناه من نظريات أدبية روج لها الخطاب الثقافي العربي مستعارة من الآخر فصلت عن سياقاتها وطبقت على أرضية مغايرة ،وبما أن العقل الشعبي العربي قد اتجه نحو البحث عن الخصوصية في سياق البحث عن الذات/الهوية ومع تصاعد الصراع العربي/الإسرائيلي ومع محاولة رد الاعتبار للاهتمام الشعبي على حساب السلطوي المؤسساتي فإن المؤسسة الثقافية ستتجه نحو التغيير من نسقها المعفي أو استبدالها بما يوائم متطلبات هذه المرحلة نظرا لعزوفهم ـ أي الشعب ـ عن كل ما له علاقة بالسلطة السياسية المتهالكة أو السابقة،لذا ستعاود ظهورها بشكل جديد إما بتجديد خطاباتها الأدبية ولجوئها لخرق المألوف عن طريق طرح مصطلحات ومناهج ونظريات جديدة،وإما باستيلاء الجيل الجديد على المؤسسة الثقافية المهيمنة وخرق سلطة المفاهيم القبلية وقلبها رأسا على عقب هروبا من المعيارية كما حدث ذلك في تاريخ الغرب .
الأستاذ بشير خلف / الجزائر:
يبدو لي أن هذه الهزات لم تتحدد معالمها بعد..حقا الأدب بكل أجناسه هو تعبير بل هو نبوءة تستشفّ وتمهد للأحداث التاريخية الهامة .ولا يجب أن يغيب عن بالنا أن النخبة العربية التي من المفروض أن تكون في الطليعة ما كانت كذلك حيث التحقت متأخرة بالثورات، وأغلب هذه النخب لا تزال مترددة للوقوف، أو حتى التعبير على الأقل عما يحدث ..وفي رأيي من الصعب الآن أن يتبلور المشهد الثقافي العربي عن رؤى جديدة تساير ما يجري فقط ، وليس تمهد الطريق لفكر جديد ..هو رأيي الشخصي.
تعليقات
إرسال تعليق