"اللوحة الفائزة بالمسابقة الدولية للخط العربي في الصنف الحداثي للفنان الجزائري محمد بوعبدالله " / الفنان المغاربي محمد ساعود

"اللوحة الفائزة بالمسابقة الدولية للخط العربي في الصنف الحداثي للفنان الجزائري محمد بوعبدالله " / الفنان المغاربي محمد ساعود

"اللوحة الفائزة بالمسابقة الدولية للخط العربي في الصنف الحداثي للفنان الجزائري محمد بوعبدالله "ـ 

فاز الفنان العراقي محمد نوري رسول في صنف الخط الكلاسيكي بينما فاز الفنان الجزائري محمد بوعبدالله في الصنف الحداثي ويتميز العمل الفني الذي شارك به الفنان محمد بوعبدالله بتوظيف تقنية المحو ، وهي مستمدة من تعلم الكتابة الأبجدية وكتابة الآيات القرآنية على اللوح الخشبي ومحوها بعد حفظها بالصلصال ،، ولذلك تبدو جل اللوحة ضبابية ، وإن كانت هذه التقنية في الفن المعاصر تعني الصراع المرير لذي يخوضه الفنان مع اللوحة ، حيث يرسم لوحة واحدة بعد محوها عدة مرات . 

ولكن الفنان محمد بوعبدالله وظف البعد الواحد " الخط العربي " بطريقة معاصرة محافظا على تشكيلاته التقليدية وفق رؤيا بصرية مختلفة ،حين يشتغل على اللوحة ككل ،، فالمحو الذي تحدثنا عنه سابقا هو بالنسبة للفنان لعبة للخفاء والتجلي تعامل معها بإحكام ،وإن كانت جل الخطوط تلفها طبقة سميكة من البياض تكاد تخفيها ، فإن الفنان يكشف عن بعض هذه الخطوط وسط اللوحة في إطار مربع ،، وهذا ما يضفي على اللوحة طابع القدسية الذي يرتبط به الخط أيضا ، وكذلك جذور التصوف التي تتجلى مؤثراتها واضحة في العمل الفني ، كما أن توظيف اللون وتوزيعه أضاف للوحة بهاءها فالأزرق أحال المتلقي على العمارة حيث كان الخط العربي يوظف فيهما كي لا بقى مقتصرا على مدلوله اللفظي بل فنا من الفنون له قواعده وأصوله ويمكن تطويره كما حالة الفنان محمد بوعبدالله ,

وهنيئا لهذا الفنان المتخلق والمبدع محمد بوعبدالله . ولا يسعني إلا أن اهديك هذه الكلمات التي هي عبارة عن قراءتي للوحة ـ