”نفور الروائيين الجدد من رأي النقاد موقف مزاجي عابر” / الأستاذ الجيلاني شرادة


”نفور الروائيين الجدد من رأي النقاد موقف مزاجي عابر”/ الأستاذ الجيلاني شرادة

 أوضح الأستاذ الجيلاني شرادة بأن ”المنطق العلمي والنقدي يتحتم ضرورة الإقرار بتلازم فني الأدب والنقد، وهو ما يمكن استنتاجه من مسيرة التكامل بينهما عبر العصور الأدبية، فحتى وإن تأخر بروز النقد ـ نسبيا ـ إلا أنه ظل ملاحقا وفاعلا في العملية الإبداعية الأدبية منذ مراحلها الأولى. وللتدليل على مظاهر التلازم والتكامل المصيري بين النقد والأدب عموما، يمكن ملاحظة الملامح التالية”. إن أول ناقد للعمل الأدبي، حسب الأستاذ شرادة، هو الكاتب صاحب العمل نفسه، الذي يسعى منذ ساعة ميلاد إبداعه إلى التعديل فيه بالحذف أو الإضافة، وما يترتب على ذلك من أساليب التنقيح، وهي كما نعلم عملية تطبيق نقدي ذاتي. وكان أهم نقاد العرب مبدعين أدبيين بالأساس، بداية بالناقد العربي الأول؛ ”النابغة الذبياني” الذي كان شاعرا فحلا، مرورا بالناقد ”الجاحظ” الذي كان قاصا، وصولا إلى الشاعر والقاص ”عباس محمود العقاد”، كما كان الناقد الكبير ”طه حسين” قاصا ومبدعا، ما يؤكد التصاق النقد بالإبداع الأدبي. ويرى المتحدث ذاته أنه عبر العصور الأدبية؛ كان كلما ازدهر الأدب، إلا وصاحبه ازدهار في النقد الأدبي، ولم يحدث أن برز أحدهما في غياب الآخر، ويفسر هذا الأمر ازدهارهما في العصر العباسي، وركودهما في عصر الضعف، وعودتهما في عصر النهضة، مضيفا: ”مما سبق نستخلص أن التلازم والتكامل بين الأدب والنقد ضرورة أدبية، ولا يعقل التنافر بينهما، ما يوحي بأن العلاقة بين النقاد والروائيين ـ مثلا ـ ينبغي أن تكون علاقة تعاون وتجاذب حميمي، يخدم الإبداع الأدبي عموما والرواية الحديثة على الخصوص”.  وبرأي شرادة، فإن ما يشاع من اختلاف بين النقاد والروائيين يعتبر حادثا عارضا، كما أن نفور بعض من جيل الروائيين الجدد من رأي النقاد، يعدّ موقفا مزاجيا عابرا، يصدر من بعض الروائيين، لا يمكن تسجيله كظاهرة أدبية أو نقدية حديثة. كما يجدر التأكيد أن لموقف بعض الروائيين هذا أسبابه ودوافعه؛ منها ما تعلق بطبيعة النقد الحديث نفسه، ومنها ما يتعلق بسلوكات بعض المحسوبين على النقد الروائي. ولعلاج هذا الخلل، ينبغي اعتبار النقد، حسب المتحدث، على أنه إثراء للنص الأدبي بالوقوف على جمالياته وإبرازها، وبإظهار فنياته الإبداعية وتثمينها، بعد ما تتم عملية الغربلة والتمحيص، وما يستوجب ذلك من تقييم موضوعي وتوجيه أدبي عند الضرورة.

ــــــــــــــــــــــــــــ
من ملف
أعد الملف: حميد عبد القادر
أعد الملف: حميد عبد القادر
أعد الملف: حميد عبد القادر
 http://webcache.googleusercontent.com/search?q=cache%3AGsFrPJBYXngJ%3Awww.elkhabar.com%2Far%2Fculture%2F447453.html+&cd=1&hl=ar&ct=clnk&gl=dz

تعليقات

  1. كل الشكر أستاذنا الفاضل محمد بوكرش على المشاركة والتشجيع ..تقديرنا الدائم لجهدكم ..

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح