الرواية الجزائرية وحالة "فقر" الحب / فيصل الأحمر: حالة الحب الروائي
الرواية الجزائرية وحالة "فقر" الحب
فيصل الأحمر: حالة الحب الروائي
الثلاثاء 10 فيفري 2015
لي رأي خاص في موضوع الحب هذا الذي تتهم الرواية الجزائرية بعدم النجاح في امره مفاده أننا نحن العرب قد أفرغنا شحنات كبيرة في العكوف على هذه التيمة وفي ممارسة الحب الفني – ان جاز لي التعبير- سواء من خلال الشعر القديم او من خلال الغناء الذي يبدو أنه ساحة للحب لا تدخلها مواضيع أخرى؛ لسبب يكاد لا يعلمه الا الله...إلى درجة أننا أصبحنا نجتهد للخروج من دائرته من خلال الأدب "الرسمي" – مع تحفظي الشخصي على هذه الكلمة...واقصد بالأدب الرسمي أو الراقي كل ما هو فائض على دوائر الأدب الشعبي الذي أبدع في هذا الميدان شأنه في ذلك شأن أدب العشاق الشعراء والشعريين الكبار المعروفين في التراث الشعري العربي...
أرى كذلك أننا نعيش الحب كحالة عابرة ولا نتأملها بالقدر الكافي...وهنا أتأسف لغياب قصص الحب الكبيرة التي تتحدث عن الحب بشكل استثنائي يترك اثرا؛ لأن من شأنها أن تقوم بدور التعمق هذا قياما فنيا وفلسفيا...إننا ندخل الروايات الغربية والشرقية فنجد تفكيكا وإثراء لجوانب لم يكن البعض يتوقع إيجادها أصلا، ثم ندخل رواياتنا الجزائرية فنجد نمطا واحدا مبنيا على ترسيمة تكاد تكون واحدة: شباب يحبون مع عسر الوصال ومحاربة البيئة الريفية لرغبة الشباب في التحرر واخذ ما يريده بعضهم من بعض، مع قليل من توابل التعارض الشكلي بين حياة الحب على الطريقة الغربية وبين رأي الدين في كل ذلك...والباقي كله تنويعات على هذا (الموتيف).
الغالب عندي أن الروائيين في حرج كبير عندنا لأنهم غالبا ما يكون لهم انخراط مجتمعي وربما سياسي ويمكننا وصفه بالانخراط الانثروبولوجي أيضا في الجماعات التي يعيشون فيها تعمل عموما على تضييق دائرة القول والبوح والمكاشفة – وذلك جوهر العمل الروائي في الحقيقة- وينتهي الواحد بنا بالتهديد بالقول والمكاشفة دون قدرة حقيقية على الإدلاء بأي رأي في اي شيء...او يجتذبه الإسفاف فينقلب من شطط الإعراض عن القول على شطط قول كل شيء بشكل هدفه الاستفزاز والكشف المبالغ فيه على طريقة ليست حقيقية لأنها تخرج من بطون كتب أجنبية ولا تصدر عن واقع عاشه لا الكاتب ولا أبناء مجتمعه...
وأنا هنا أعرض نفسي للخطر لأن كتابي الذي سيصدر بعد شهور هو رواية عنوانها "حالة حب"...وساكون تحت المجهر للتأكد من أني عند مستوى وعودي لا دونها فيصدق علي اشهر اعتذار في التاريخ ( خذوا بما أقول لا بما أفعل/أكتب)...
والحاصل أننا ننتهي مع الحب في الروايات التي نكتبها إلى حال واحد من اثنين من تأخر عن ركوب القطار ومن خاف التأخير فجاء قرنا كاملا قبل موعد الانطلاق، وهو ينتظر – ونحن ننتظر معه-
مؤخرا كنت واقفا على الحد الواضح بين رواية فلاديمير نابوكوف "لوليتا" وبين رواية واسيني العرج "أصابع لوليتا" وكنت منزعجا قليلا من الرواية الثانية دون أن أفهم سبب عدم ولعي بها...ثم أوصلتني المساءلة الموضوعية إلى أن الإطار الفني للرواية الأولى التي تجعل تيمة الحب الممنوع الغريب هذه هدفا كافيا لها جعتنا أمام تحفة فنية نادرة، في حين يبدو أننا نحن لا نعي الحب هدفا في ذاته ولذاته كما يقول اللغويون، فنعمد إلى إدراج قصة الحب في إطار كبير هو الإطار السياسي والإيديولوجي والتاريخي المرحلي...الخ...وليس الذي يتناول الحب كغاية صميمية كمن يتخذه وسيلة لقول شيء آخر فيصبح الحب عنده وسيلة لا غاية ويتحول إلى عرض لا إلى جوهر...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرجع:
http://www.elhayat.net/article15714.html
الثلاثاء 10 فيفري 2015
لي رأي خاص في موضوع الحب هذا الذي تتهم الرواية الجزائرية بعدم النجاح في امره مفاده أننا نحن العرب قد أفرغنا شحنات كبيرة في العكوف على هذه التيمة وفي ممارسة الحب الفني – ان جاز لي التعبير- سواء من خلال الشعر القديم او من خلال الغناء الذي يبدو أنه ساحة للحب لا تدخلها مواضيع أخرى؛ لسبب يكاد لا يعلمه الا الله...إلى درجة أننا أصبحنا نجتهد للخروج من دائرته من خلال الأدب "الرسمي" – مع تحفظي الشخصي على هذه الكلمة...واقصد بالأدب الرسمي أو الراقي كل ما هو فائض على دوائر الأدب الشعبي الذي أبدع في هذا الميدان شأنه في ذلك شأن أدب العشاق الشعراء والشعريين الكبار المعروفين في التراث الشعري العربي...
أرى كذلك أننا نعيش الحب كحالة عابرة ولا نتأملها بالقدر الكافي...وهنا أتأسف لغياب قصص الحب الكبيرة التي تتحدث عن الحب بشكل استثنائي يترك اثرا؛ لأن من شأنها أن تقوم بدور التعمق هذا قياما فنيا وفلسفيا...إننا ندخل الروايات الغربية والشرقية فنجد تفكيكا وإثراء لجوانب لم يكن البعض يتوقع إيجادها أصلا، ثم ندخل رواياتنا الجزائرية فنجد نمطا واحدا مبنيا على ترسيمة تكاد تكون واحدة: شباب يحبون مع عسر الوصال ومحاربة البيئة الريفية لرغبة الشباب في التحرر واخذ ما يريده بعضهم من بعض، مع قليل من توابل التعارض الشكلي بين حياة الحب على الطريقة الغربية وبين رأي الدين في كل ذلك...والباقي كله تنويعات على هذا (الموتيف).
الغالب عندي أن الروائيين في حرج كبير عندنا لأنهم غالبا ما يكون لهم انخراط مجتمعي وربما سياسي ويمكننا وصفه بالانخراط الانثروبولوجي أيضا في الجماعات التي يعيشون فيها تعمل عموما على تضييق دائرة القول والبوح والمكاشفة – وذلك جوهر العمل الروائي في الحقيقة- وينتهي الواحد بنا بالتهديد بالقول والمكاشفة دون قدرة حقيقية على الإدلاء بأي رأي في اي شيء...او يجتذبه الإسفاف فينقلب من شطط الإعراض عن القول على شطط قول كل شيء بشكل هدفه الاستفزاز والكشف المبالغ فيه على طريقة ليست حقيقية لأنها تخرج من بطون كتب أجنبية ولا تصدر عن واقع عاشه لا الكاتب ولا أبناء مجتمعه...
وأنا هنا أعرض نفسي للخطر لأن كتابي الذي سيصدر بعد شهور هو رواية عنوانها "حالة حب"...وساكون تحت المجهر للتأكد من أني عند مستوى وعودي لا دونها فيصدق علي اشهر اعتذار في التاريخ ( خذوا بما أقول لا بما أفعل/أكتب)...
والحاصل أننا ننتهي مع الحب في الروايات التي نكتبها إلى حال واحد من اثنين من تأخر عن ركوب القطار ومن خاف التأخير فجاء قرنا كاملا قبل موعد الانطلاق، وهو ينتظر – ونحن ننتظر معه-
مؤخرا كنت واقفا على الحد الواضح بين رواية فلاديمير نابوكوف "لوليتا" وبين رواية واسيني العرج "أصابع لوليتا" وكنت منزعجا قليلا من الرواية الثانية دون أن أفهم سبب عدم ولعي بها...ثم أوصلتني المساءلة الموضوعية إلى أن الإطار الفني للرواية الأولى التي تجعل تيمة الحب الممنوع الغريب هذه هدفا كافيا لها جعتنا أمام تحفة فنية نادرة، في حين يبدو أننا نحن لا نعي الحب هدفا في ذاته ولذاته كما يقول اللغويون، فنعمد إلى إدراج قصة الحب في إطار كبير هو الإطار السياسي والإيديولوجي والتاريخي المرحلي...الخ...وليس الذي يتناول الحب كغاية صميمية كمن يتخذه وسيلة لقول شيء آخر فيصبح الحب عنده وسيلة لا غاية ويتحول إلى عرض لا إلى جوهر...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرجع:
http://www.elhayat.net/article15714.html
تعليقات
إرسال تعليق