حوار من القلب للقلب بين فهد الصكر ومحمد الخطاط / محمد جبار الخطاط
حوار من القلب للقلب
بين فهد الصكر ومحمد الخطاط
ف :
الازمات والحروب والكوارث التي اجتاحت اوربا ،انعكست على حركاتها الادبية والفنية واطلقت ثورات وتغيرات عدة في هذا النحو، هل ترى ان الشعر العراقي حقق ثورة بعد ان مر العراق بأزمات مشابهة تقريبا؟
م :
نعم هكذا تقول البداهة .. كل ابداع يتأثر بمعطيات مرحلته . ولأن الشعر جنس من اجناس الابداع . فمن المؤكد ان يتأثر هو الآخر بما تأثر به غيره من الفنون .
الحقب التاريخية التي مر بها العراق افرزت الكثير من الاطوار والانتقالات ( شكلا ومضمونا ) مصداق ذلك قول ابي نؤاس
( قل لمن يبكي على طل درس .. واقفا ما الضير لو كان جلس )
ومن ثم الى الزهاوي وكسره روي القصيدة العمودية والى السياب بشعره الحر .. وهكذا .. وهكذا .. هذا يعني ان الشعر في العراق قد حقق مصداق الثورة بأنتقالاته ( مبنى ومعنى ) عبر التاريخ .. مثله مثل أي شعر كتب بلغة اخرى .
ف : كيف تنظر الى المشهد التشكلي في الوقت الراهن ؟
م :
المتتبع للحركة التشكيلية في العراق ابتداء ً من ( جماعة بغداد للفن الحديث ) التي اسس لها جواد سليم يرى بوضوح تام مدى التطور الذي طرأ على الحركة التشكيلية فيما بعد .. غير ان هذا التطور ( واقولها بأسف ) لم يكن ايجابيا بقدر ما هو سلبي .. حيث افتقاد التشكيلي العراقي خصوصيته وتنصله عن هويته وذوبانه بشكل او بآخر بالتيارات التشكيلية العالمية .
الآن .. بات من الصعب على المتلقي بل والناقد استخلاص منجز تشكيلي عراقي له من السمات ما يؤكد انتماءه الوطني .
لكن مع هذا يمكننا القول ان في الافق ما يبشر بخير وان المستقبل لآت بفن تشكيلي عراقي الجذر والخصوصية .. له من مقومات الثبات ما يخلده ابدا .
ف : كيف تفسر العمل التشكيلي ، وهل تنظر اليه كقضية وجودية أم سؤالا ابداعيا ؟
م :
قد اكون مغاليا ان قلت لك لا وجود لحياة من دون فن تشكيلي .. هذا ما اكده ويؤكده الواقع ابتداء ً منذ الخطو الاول للانسان على وجه البسيطة .. ايام كان ينقش على جدران الكهوف ما يحلو له .. هل ثمة مالم يؤسس له برسم ؟؟ العمارة .. الآلة .. الملابس .. الموبيليا .. الخ ؟؟ اذن فهو حقيقة وجودية ارتبطت ارتباطا وثيقا بحياتنا ليس لنا ان نتجاهلها ولا ينبغي لنا ذلك ابدا ..
ف : هل هناك مدرسة نقدية عراقية خالصة في فضاء التشكيل العراقي ؟
م :
للآن لم اقرأ لأي ناقد تشكيلي عراقي نقدا انطباعيا .. كل ما كتب من نقد تشكيلي لا يتعدى التحليلية واذا ما التفت احدهم ( اعني النقاد ) التفاتة انطباعية فستكون عابرة لا يعتد بها .. المشكلة ياسيدي الصكَر اننا ميالون الى التأويل ولا اعرف ما السر .. عندنا اللوحة وسيلة لتحقيق غاية وهذه مشكلة لا بد من التخلص منها .. العمل التشكيلي ( مبنى ) اولا ومن ثم ( معنى ) فلماذا لا نراه هكذا ؟؟
الخلاصة .. ليس ثمة مدرسة نقدية عراقية وكل ما كتب في هذا الشأن محض تصورات اعتقدها النقاد قولا فصلا .
ف : الى أي مدرسة أو مفهوم نقدي تميل في قراءة اللوحة العراقية ؟
م :
اقرأ اللوحة شكلا ليس الا .. اذ ان المضمون محض عكاز يتكأ عليه من ليس له نصيب من موهبة .
ف : كونك متابعا للمشهد التشكيلي،والشعري هل يرى محمد ثمة روحا مغايرة أضيفت له بعد العام 2003 ؟
م :
على صعيد التشكيل حصلت انتقالات تنم عن عافية .. فبفضل التطور المعلوماتي قـُـّدر للكثير من الفنانين الإطلاع على منجزات العالم .. هذا الإطلاع اضفى على منجزاتهم متانة تكنيكية وتجدد . اما في مايخص الشعر فكأن شيئا لم يحدث .. القصيدة التي قرأناها من قبل هي ذاتها التي نقرأها اليوم .. فلا شعراء الخارج اتوا بجديد مغاير ولا شعراء الداخل .. الكل توقف عند صخرة .
ف : ما هي حصيلتك الابداعية من الشعر،وهل تضع ذات البصمة كما هو الحال تشكيليا ؟
م :
ممتن لك امتنانا جزيلا سيدي الصكَر لحسن ظنك بي تشكيلا اذ رأيتني ذا بصمة .. وصدقا اقول لا اعرف ان كنت كذلك ام لا .. تشكيلا اقمت سبعة معارض شخصية واسهمت في الكثير من التظاهرات الفنية المشتركة . شعرا طبعت مجموعتين ( نهارات رمادية 1986 ) و ( لفادية زهرة القرنفل 2001 ) وللمتلقي الحكم في ما اذا كنت موفقا ام لا .
ف : كيف يمارس الشاعروالرسام محمد طقوس عمل اللوحة ، بأعتبارك شاعرا تجيد لعبة الكلمات أيضا ؟
م :
والله ياسيدي لا اعرف .. ارسم من دون تخطيط مسبق واكتب متى ما وجدت بي الرغبة .. وبكلا الحالين اجدني متصوفا منقطعا انقطاعا تاما حتى اكتمال ما بيدي
ف : كرسام وشاعر، كيف تقرأ نصب الحرية للراحل جواد سليم ؟
م :
كتاب جبرا ابراهيم جبرا ( جواد سليم ونصب الحرية ) اغناني فهما لهذا المنجز العملاق واثرى ذائقتي بفيض جمالي باذخ .. بعد ذاك وجدتني ملزما بفهمه فهما آخر فكان ان اعتقدت ( اعتقادا اشبه باليقين ) بأن ثمة ماغفل او تغافل عنه جبرا .
يوميا اتمعن به .. اتابع مفرداتة واحدة واحدة لأعود بعد ذلك وكلي اجلال لمبدعه الفذ .
بين فهد الصكر ومحمد الخطاط
ف :
الازمات والحروب والكوارث التي اجتاحت اوربا ،انعكست على حركاتها الادبية والفنية واطلقت ثورات وتغيرات عدة في هذا النحو، هل ترى ان الشعر العراقي حقق ثورة بعد ان مر العراق بأزمات مشابهة تقريبا؟
م :
نعم هكذا تقول البداهة .. كل ابداع يتأثر بمعطيات مرحلته . ولأن الشعر جنس من اجناس الابداع . فمن المؤكد ان يتأثر هو الآخر بما تأثر به غيره من الفنون .
الحقب التاريخية التي مر بها العراق افرزت الكثير من الاطوار والانتقالات ( شكلا ومضمونا ) مصداق ذلك قول ابي نؤاس
( قل لمن يبكي على طل درس .. واقفا ما الضير لو كان جلس )
ومن ثم الى الزهاوي وكسره روي القصيدة العمودية والى السياب بشعره الحر .. وهكذا .. وهكذا .. هذا يعني ان الشعر في العراق قد حقق مصداق الثورة بأنتقالاته ( مبنى ومعنى ) عبر التاريخ .. مثله مثل أي شعر كتب بلغة اخرى .
ف : كيف تنظر الى المشهد التشكلي في الوقت الراهن ؟
م :
المتتبع للحركة التشكيلية في العراق ابتداء ً من ( جماعة بغداد للفن الحديث ) التي اسس لها جواد سليم يرى بوضوح تام مدى التطور الذي طرأ على الحركة التشكيلية فيما بعد .. غير ان هذا التطور ( واقولها بأسف ) لم يكن ايجابيا بقدر ما هو سلبي .. حيث افتقاد التشكيلي العراقي خصوصيته وتنصله عن هويته وذوبانه بشكل او بآخر بالتيارات التشكيلية العالمية .
الآن .. بات من الصعب على المتلقي بل والناقد استخلاص منجز تشكيلي عراقي له من السمات ما يؤكد انتماءه الوطني .
لكن مع هذا يمكننا القول ان في الافق ما يبشر بخير وان المستقبل لآت بفن تشكيلي عراقي الجذر والخصوصية .. له من مقومات الثبات ما يخلده ابدا .
ف : كيف تفسر العمل التشكيلي ، وهل تنظر اليه كقضية وجودية أم سؤالا ابداعيا ؟
م :
قد اكون مغاليا ان قلت لك لا وجود لحياة من دون فن تشكيلي .. هذا ما اكده ويؤكده الواقع ابتداء ً منذ الخطو الاول للانسان على وجه البسيطة .. ايام كان ينقش على جدران الكهوف ما يحلو له .. هل ثمة مالم يؤسس له برسم ؟؟ العمارة .. الآلة .. الملابس .. الموبيليا .. الخ ؟؟ اذن فهو حقيقة وجودية ارتبطت ارتباطا وثيقا بحياتنا ليس لنا ان نتجاهلها ولا ينبغي لنا ذلك ابدا ..
ف : هل هناك مدرسة نقدية عراقية خالصة في فضاء التشكيل العراقي ؟
م :
للآن لم اقرأ لأي ناقد تشكيلي عراقي نقدا انطباعيا .. كل ما كتب من نقد تشكيلي لا يتعدى التحليلية واذا ما التفت احدهم ( اعني النقاد ) التفاتة انطباعية فستكون عابرة لا يعتد بها .. المشكلة ياسيدي الصكَر اننا ميالون الى التأويل ولا اعرف ما السر .. عندنا اللوحة وسيلة لتحقيق غاية وهذه مشكلة لا بد من التخلص منها .. العمل التشكيلي ( مبنى ) اولا ومن ثم ( معنى ) فلماذا لا نراه هكذا ؟؟
الخلاصة .. ليس ثمة مدرسة نقدية عراقية وكل ما كتب في هذا الشأن محض تصورات اعتقدها النقاد قولا فصلا .
ف : الى أي مدرسة أو مفهوم نقدي تميل في قراءة اللوحة العراقية ؟
م :
اقرأ اللوحة شكلا ليس الا .. اذ ان المضمون محض عكاز يتكأ عليه من ليس له نصيب من موهبة .
ف : كونك متابعا للمشهد التشكيلي،والشعري هل يرى محمد ثمة روحا مغايرة أضيفت له بعد العام 2003 ؟
م :
على صعيد التشكيل حصلت انتقالات تنم عن عافية .. فبفضل التطور المعلوماتي قـُـّدر للكثير من الفنانين الإطلاع على منجزات العالم .. هذا الإطلاع اضفى على منجزاتهم متانة تكنيكية وتجدد . اما في مايخص الشعر فكأن شيئا لم يحدث .. القصيدة التي قرأناها من قبل هي ذاتها التي نقرأها اليوم .. فلا شعراء الخارج اتوا بجديد مغاير ولا شعراء الداخل .. الكل توقف عند صخرة .
ف : ما هي حصيلتك الابداعية من الشعر،وهل تضع ذات البصمة كما هو الحال تشكيليا ؟
م :
ممتن لك امتنانا جزيلا سيدي الصكَر لحسن ظنك بي تشكيلا اذ رأيتني ذا بصمة .. وصدقا اقول لا اعرف ان كنت كذلك ام لا .. تشكيلا اقمت سبعة معارض شخصية واسهمت في الكثير من التظاهرات الفنية المشتركة . شعرا طبعت مجموعتين ( نهارات رمادية 1986 ) و ( لفادية زهرة القرنفل 2001 ) وللمتلقي الحكم في ما اذا كنت موفقا ام لا .
ف : كيف يمارس الشاعروالرسام محمد طقوس عمل اللوحة ، بأعتبارك شاعرا تجيد لعبة الكلمات أيضا ؟
م :
والله ياسيدي لا اعرف .. ارسم من دون تخطيط مسبق واكتب متى ما وجدت بي الرغبة .. وبكلا الحالين اجدني متصوفا منقطعا انقطاعا تاما حتى اكتمال ما بيدي
ف : كرسام وشاعر، كيف تقرأ نصب الحرية للراحل جواد سليم ؟
م :
كتاب جبرا ابراهيم جبرا ( جواد سليم ونصب الحرية ) اغناني فهما لهذا المنجز العملاق واثرى ذائقتي بفيض جمالي باذخ .. بعد ذاك وجدتني ملزما بفهمه فهما آخر فكان ان اعتقدت ( اعتقادا اشبه باليقين ) بأن ثمة ماغفل او تغافل عنه جبرا .
يوميا اتمعن به .. اتابع مفرداتة واحدة واحدة لأعود بعد ذلك وكلي اجلال لمبدعه الفذ .
تعليقات
إرسال تعليق