الفنان التشكيلي حنيف حمو بين الحلم المكسور والرماد المراق / غريب ملا زلال jan gino

الفنان التشكيلي حنيف حمو
بين الحلم المكسور والرماد المراق

يؤكد حنيف منذ البدء بأن التعاطي مع ما يمس الإنسان كحلم هو مسألة تحتاج إلى ما يفضي الإحتفاء بواقع يشي كل ما فيه إلى صمت يلخص مياسم محاكاته مع اللون وعلى نحو مركب منكفئاً إلى جوهرية غياب الإنسان بدفعه للوعي إلى انهيار الآمال للتحولات العاكسة وخاصة تلك المسارات المنبثقة من فضاءات افتراضية مع إرتياد بعد ( بضم الباء ) متداخل مع رموز قد تكون لها وظيفة إقترانية لتخطي مرحلة عنفوان متخيل . وهذا ما ما يشي إلى نفض كل تلك التساؤلات التي يحب حنيف أن يطرحها في هذا العمل وذلك عبر إستحضار لحظة ما من محطة ليست أخيرة بالنسبة له , فليس هناك أي إستعادة للذات الضيقة هنا , و إنما أراد حنيف أن يحول هذه الذات إلى تكوينات تنبثق من ملامح قد تتبلور فيما بعد , المتوالدة منها , والمنبثقة من وظيفة قيمية متجذرة و إن بدرجات متفاوتة , فهو يعزل , وبذكاء حاد وعبر علائق جمالية متلاحقة لتحولات الأحداث, كل التراكمات المزلزلة لأكثر المحاور ببعديه الزماني و المكاني للعمل الفني , فترسيخ العجز للحلم المكسور ولادة يتسرب هنا من بين أصابع حنيف برماد مراق و طاغ , ليشير إلى كل الهزائم النائمة منها والمبعثرة في الطرقات , والممتد من القرمزي الجاد في التغيير في كل سموات التشييد ألى إنكسار الحلم و لا عبثية إحيائه , فهو يعزل غالباً الجمالي من آمال مرحلة تنخرط بقوة في الحاضر و في ما هو آت .
فتفاصيل عمله وعبر حكاية وجه , و بإعتراف لائق و دون أي كاتم لأحاسيس القلب يهمس بأن الإنكسار باتت من مقتضيات اللاوعي دون إختزاله في أي بؤس قد لا يحتمل غير الرماد , فحنيف يحاول وبقوة أن يمزج بين اللافت لحضور يحمل أفقاً من إضافات , و بين الناهض للإشتغال على ما ينطوي عليه من طموح قيمي / فني يقتضي التحيز للإنسان , الباحث عن مفاهيم مهاجرة , و راسمة حول دعواها حدوداً لا بد أن تنهار , فنقطة البحث عند حنيف تبدأ في كسر تلك الحدود أينما وجدت وعلى نحو أهم بين التشكيل كقيمة فنية والتكوين كقيمة إيقاعية , و هذا ما سيرفع لديه من فاعلية التأثير على المتلقي بمحاولة ترتيب كل تلك الفوضى غير المحايدة والمنفتحة على كل التداخلات و إن بتعديلات تحمل أهمية كبيرة لقيم متحيزة للداخل في أكثر الأحيان و ذلك ضمن خطاب تشكيلي مؤثر به يوغل حنيف في البعد الزمني لعمله الفني هذا فهو يرتاد أمكنة تحتاج لغة تعبيرية معقدة , وحنيف لا يخشى ذلك ولهذا يخرج منها بحرفية مميزة و برطانة مهييبة وبذلك تتجدد العلاقة لديه , خاصة فيما بينه وبين خلق خطاب مركب يرتبط بتراكيب تشكيلية ذي صبغة ملائمة الإنفصال عن الجهود المبذولة , وبذلك يثبت مقولة ميخائيل باختين / إن الرواية هي التنوع الإجتماعي للغات / ولكن في التشكيل فحنيف بإستكشافاته لمستويات تكوينية مع تطويعه لكل أدوات الخلق , و على وجه التحديد ربط مستويات حياتية بمستويات إبداعية / فنية و كإنه يقول : العمل الفني هو التنوع الإجتماعي للاوعي للغات وذلك بمزج التأمل مع المحلوم به بتجديد الإحتجاج عبر تجديد الرفض دون التكيف مع سبل وصفية , فهو يبلور ولو جزئياً تجسيد الإيقاع دون إنتظار طويل لجهد يرفض التخلي عن خلق صياغات جديدة مرتبطة بتفاصيل تعلل وبعمق مقتضيات المبنى بالإهتمام بمناخ يعلل كسر التقديس حتى في أقاصي تجربته هة , و لهذا يواكب حنيف من خلال تهجين الذاكرة بدقة العدسة مع الإهتمام بتقنيات الدلالة الموازية للعمل الفني و هذا ما يستدعيه متابعة التطلع لطموحات قادرة على حماية قيم أولت جل إهتماماته , فهو هنا يستعيد أسس تتوفر فيها النزعة الإنسانية وفق معادلة البحث عن الوجود , وذلك بربط البحث بتكوين يفككه ثم يشخصه حتى يعيد تركيب تلك المفردات التي فيها من الهزائم ما يوازي ملكوت السماوات . غير أن حنيف لا يتعجب حين يأني و يذر الرماد على الحيز الاكثر من المشهد وعلى أكثر الأبعاد الحاضرة منها والحاملة لمرجعية لم تعد مرادفة لأية قيمة , فليس بالممكن محاورة مرحلة فيها من التعقيد / من ألفه إلى يائه / دون تحديد ما هو ممكن الإقتران به لا كغواية بل كربط مشروعية الصعود بمشروعية الإنجاز وبالتالي التفكه و بإستراتيجية للإستجلبة لتطويع اللون و إنتهاك المتعة .
.................. jan gino

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح