الفنان الكبير تابرحة نور الدين بتلمسان من 10 الى 15 ماي 2014 / بوكرش محمد

الفنان الكبير تابرحة نور الدين بتلمسان من 10 الى 15 ماي 2014 / بوكرش محمد

 الفنان نور الدين تابرحة برصاص الفنان شنفرى داي سفيان

مسيرة الفنان نور الدين حافلة بالعطاء والبحث الدائم في عمق وصلب الموروث الثقافي التشكيلي المغاربي الذي استخلص منه ما يتماشى وأبجدياته التي صنعت

نصوصه التشكيلية المميزة بقوة عن باقي التشكيليين الجزائريين.من عمق الموروث الشاوي الأمازيغي ومن وشم الحياة  القاسية التي مر بها هؤلاء انطلاقا من فجر التاريخ وما قبله الى اليوم الى أن انحدر الفنان نور الدين قطرة العرق التي تفوح بعطر أبويه وتتضح بملامح الصورة الأولى لوجه ام لا يغادر أبدا ذهن الفنان..انتقلت الى رحمة الله تاركة وشما اضافيا حاملا كل تفاصيل كينونته، كينونة جمال خالد صنع هويته وبالتالي صانع بصمته التي عرفناه بها وعرفنا من خلالها أهمية ذلك عنده في عالم مجحف في حق ارث موجوع ، مغيب ..

يرى الفنان نورالدين أن هذا جريمة لا تغتفر في حقه ومحاولة هدم ماضيه  وحاضره وبالتالي هي محاولة هدم مستقبله..ينطلق الفنان نور الدين تابرحة من قناعة، أن العالم لا كيان له في غياب مكنونات بنيته الطبيعية أولا  ومكونات ارثه الثقافي الفكري وبالأحرى ارثه الفني التشكيلي والموسيقي بالوعاء المنمذج بالأيادي الأصيلة التي حافظت على ذلك آلاف السنين الى أن جاء به القدر لاحقا وملحقا لكل ذلك، اعتنق الاسلام دينا ونطق العربية الصحيحة متأخرا بعد التحاقه بالكتاب القرآني ومنه الى المدرسة والمدينة بعيدا عن مسقط رأسه وعن حضن طبيعته التي يتغنى بها اليوم بصوت الأ لوان وتركيبات مباني أعماله الفنية، معرجا على مدينة تلمسان عاصمة الزيانيين لينعم وأعماله الفنية بالحوار الضمني الثقافي بينه وبين الموروث الحضاري التلمساني..الحوار المبني أساسا بتناغم تكاملي أمازيغي عربي اسلامي، حب من حب وكره من كره ولا يمكنه بأية حال من الأحوال أن يكون غير ذلك..من النباهة والحضور التام أن يتواجد الفنان نور الدين تابرحة اليوم بتلمسان تحديدا، تلمسان التي تذكرنا بسقوط غرناطة بمن هم فيها من أسر منحدرة من هناك..نتيجة نكرانهم (...) للآخر بالأندلس دينا وثقافة وعرقا...وكأن الفنان نور الدين يلقي درس مراجعة الماضي بمعرضه "وشم"  للاستفادة من دروس ارتكاب جرائم لا يغفرها التاريخ ولا الانسانية..جرائم في حق التميز بالرائحة والطعم باللسان والعادات والتقاليد والأسماء. "وشم" معرض تنبيه ودق ناقوس خطر اللا مبالاه المعتمدة والمتعمدة في سياسات الاقصاء والتهميش الغير بناء....معرض "وشم" يستحق أن يكون درسا تشكيليا وبالأحرى درسا ثقافيا أدبيا فكريا وفلسفيا بمخابرالجامعات الجزائرية والمغاربية كلها...أشد على أيادي صديقي الفنان نور الدين تابرحة بقوة مراعيا فيه ومقدرا جانب الافراط في حب وطنه المغرب الاسلامي الكبير..هنيئا لعاصمة الزيانيين به هنيئا لتلمسان بمعرض "الوشم ..." هنيئا لصديقي الفنان الكبير نور الدين تابرحة برحلته التاريخية بين الماضي البعيد والحاضر الذي نتوسم فيه الخير ان شاء الله لمغربنا الكبير وعالمنا الاسلامي...

بوكرش محمد تيبازة الجزائر 13/05/2014     

BOUKERCH MOHAMED