لقاء مفتوح مع الروائي محمد الإحسايني حول رواية "فارس من حجر"
لقاء مفتوح مع الروائي محمد الإحسايني حول رواية "فارس من حجر"
كان جمهور الدار البيضاء في ساحة السراغنة، يوم السبت 12 أبريل 2014 على موعد للقاء مع محمد الإحسايني، حول توقيع روايته الأخيرة : "فار س من حجر". اللقاء أغناه تقديم الأستاذ الدكتور شعيب حليفي من آداب بنمسيك، والقراءة التي قدمها الأستاذ الباحث : محمد فالح حول الرواية، والنقاش المفتوح. تقديم د/ ش. حليفي )دكتوراه الدولة، الذي يمتاز ببحوثه عن الرحلات في الأدب العربي، والمشاركات الدولية بهذا الصدد، بالإضافة إلى تخصصاته في الرواية الحديثة، والنقد الأكاديمي،وأيضاً هو معروف على الصعيد الوطني بروايات متميزة بلغت قمة الإبداع الأدبي والفني، نذكر منها " مساء الشوق"، "زمن الشاوية"، رائحة الجنة"، "مجازفات البيزنطي"، إلى جانب أنشطته الاجتماعية المنفتحة على المستوى الأكاديمي، والشعبي، والإعلامي. أما "مجازفات البيزنطي"، فهذا العنوان في ذاته، أثار ولا يزال، حوافز الباحثين والروائيين على السواء، ودهشتهم لما يضمره ويخفيه، وبما يثيره من انزياحات دلالية، وبالثيمات المصاحبة له، من حيث جَدّةُ الابتكار، والإثارةُ غيرُ المتوقعة. إنه الدهشة، إعلان غير متوقع، عن فتح جديد لعصر الرواية الحديثة في المغرب. وهكذا ابتلع العنوان ذاته، الفراغ بين النص وعتباته، كأنه عصى موسى ع.س. أمام سحرة فرعون ومهرجيه. حتى إنه يسيطر على تبئير المتلقي ذاته، فكان على حليفي أن يضع القلم ويترك النص للقارئ. وهكذا أضاف لبنة أخرى إلى سجل الرواية الذهبي(.
أفاض د/ شعيب حليفي في التذكير بما يمثله مؤلف : "فارس من حجر" على مستوى السلوك والتخلق، والترفع، ومن كتابات نقية صافية بدء اً من روايته "المغتربون"، سنة 1974، ثم تطرق إلى المتابعات النقدية للأعمال الروائية بالمغرب، وأن تلك المتابعات ترتبط بالإخوانية، وبالتزلف "للنقاد"، وأشاد بخلق مؤلف "فارس من حجر" وبأسلوبه في الكتابة عامة، ولم يخف إعجابه بعمله الأخير الذي يعد طفرة إلى الأمام.
الأستاذ الباحث محمد فالح بدوره، قام بقراءة تطبيقية للرواية، ليستخلص في نهاية بحثه أن مؤلف "فارس من حجر" وضع أمام عينيه قارئاً مفترضاً مشاركاً في نسج أحداث الرواية، والمشاركة الفعالة في بناء معناها، وتأويلها، وبذلك يحتمل النص أكثر من تأويل منفتح على قراءات متعددة".
وأوضح أن الأدب هو نظرة للعالم، أو بالأحرى منظار يحاول الأديب أن يجعلنا نرى من خلاله الجمال في كل شيء، ويجعلك تستنطق ما قد تظنه جامداً، ساكناً صلباً كالحجر ؛ فقد تلمس في الصلابة الليونة والنبل. أو قد تعالج قضية، وما يأتي بعد، هو الافتراض، وليس اليقين. وأكد أن العمل الروائي أبعد بكثير عن ربطه بشخصيات، أو فضاء زمان، بل أنه دعوة لاستكشاف المكنون، والتوغل في عوامل اللازمان واللازمان ونمذجة الشخصيات، إنه محاولة لإنتاج المعرفة. وخلص إلى القول : "هكذا أوحت لي رواية "فارس من حجر"، من أول قراءة لها، تلك السيرة الموضوعية التي يُتكلم فيها من مجتمع تعنى فيه الرجولة، الخشونة بلسان المرأة ذلك المخلوق الليّن واللطيف، أنه الأدب الوحيد القادر على استيعاب ذلك، القادر على جعل الرجل يستنطق ذات الأنثى والعكس".
"رواية "فارس من حجر"، عبارة عن رحلة صراع بين جيلين مختلفين في الوعي والتفكير، بين جيل متمسك بالعادات والتقاليد، وطرق في العبادة يجعل من الرجل كياناً يدل على الفحولة والسلطة والقهر أحياناً، ومن المرأة ذاتاً خاضعة لهذه السلطة، ضعيفة لا حول ولا قوة لها، وجيل ينبذ العادات ويحاول أن يجد لنفسه مكانة ضمن الوضعية العالمية الجديدة التي فتح الاستعمار أعيننا عليها.ويستشهد الأستاذ محمد فالح بقول بطلة الرواية غالية ليؤكد أحد مظاهر صراع الأجيال في الرواية : "تجربة بايا ليست تجربتي، وعصري ليس كله عصرها" ص 89 .تمر غالية بلحظات جديدة من حياتها، تبحث فيها عن فارس من حجر، يضحي من أجلها، تجده، تعيش رفقته أحاسيس الحب بفرحه وقرحه، يفرض عليها قوانين المجتمع، تخضع لها فتتخلى عن نزعتها الأنثوية الثورية التي أعلنت عنها مرات عدة :" آه لو حكمتنا امرأة" !
أصوات الرواية :
يحصى الباحث الأستاذ محمد فالح مراتب شخصيات الرواية، حسب الأولوية بين شخصيات رئيسية وأخرى ثانوية :
الغالية : الشخصية الرئيسية.
دادا بايا : شخصية عانت في طفولتها من العبودية والاسترقاق،قبل أن تتحرر، وتجد لنفسها مكاناً في المجتمع، إنها رمز العادات والتقاليد، الأنا الأعلى للغالية.
أحمد : الحبيب والفاررس الحجري( …) .
خوسيفا : عرافة يهودية، ترمز إلى مخاوف غالية من الغيب وتعطشها لمعرفة المستقبل.
زبيدة : الصديقة الحميمة، رمز اجتهاد الفتاة البدوية، والوجه الآخر لشخصية الغالية.
• الشاعر فريد : يرمز إلى وضعية المثقف.
• وهناك ضشخصيات ثانوية أخرى مثل كومباس :العشاب،الجارات، إيزا، الديواني وزوجته، نجيب...
حركة الزمن الروائي :
"يشغل الزمن والفضاء في "فارس من حجر" دوراً أساسياً في بناء الدلالات، فهو اللحمة العامة للرواية والأفق الواسع المبهم الحدود،حاله في ذلك حال نفسية غالية، أو أمغار- شيخ القرية وحارسها، ورمز البيئة الاجتماعية المحافظة التي فرضت على غالية حتميات جديدة، بل وكل مكان في الرواية يوازي هواجس غالية، وتجاربها الجديدة، فالحب مرتبط بمعرض الفنون التشكيلية، ارتباط الحب بالجمال، والأمر يسري على باقي الأماكن على طول الرواية. أما الزمان،فتشوبه اختراقات لحظية، خصوصاً الاسترجاع، فكانت غالية تنتقل بين طفولتها القاسية والمبهمة أحياناً كموت أبيها،وحاضرها،ولحظات استحضار لما جرى لها مع خوسيفا ودادا بايا. ومن الملاحظات المثيرة في الرواية، الحوار الذي يقل( …) بالمقارنة مع الأعمال الروائية الأخيرة، وبالتالي تنفرد هذه الرواية بكونها مونولوغ الغالية في محاولة إقناعها لذاتها بالتجارب الجديدة وخوضها.وهناك بعض الحوارات التي لم تحقق عملية التواصل بقدر ما كانت ردة فعل لغالية.
أما اللغة ؛ فتميزت بشاعريتها، وقدرتها السردية الوصفية التي تجعل القارئ ينصهر بين كلماتها وحروفها لدقة الوصف، وتلائم الصور المجازية، بالإضافة إلى استخدام مصطلحات الوصف من رحم التخصص : "الواحة، أمغار، الصحراء..."
"وأخياراً، يمكن أن أستنتج أن رواية"فارس من حجر" تجذبك من أول كلمة، فتدخل بك عوالم الخيال، وتشركك في الصراعات الداخلية لغالية، فتحس كما لو أنك تشاركها انفعالها، مدها وجزرها،همومها ولحظاتها الحاسمة، وأيضاً الأسلوب التحدث باسم المرأة واصفاً ضعفها وقوتها، طموحها وهواجسها...ما يجعلنا نعيش معها. أليست هذه الأنثى التي لا تفهمها إلا أنثى، وها قد استنبطها الروائي".
"لقد وضع محمد الإحسايني أمام عينيه قارئاً مفترضاً مشاركاً في نسج أحداث الرواية، والمشاركة الفعالة في بناء معناها، وتأويلها، وبذلك يحتمل النص أكثر من تأويل منفتح على قراءات متعددة".
أفاض د/ شعيب حليفي في التذكير بما يمثله مؤلف : "فارس من حجر" على مستوى السلوك والتخلق، والترفع، ومن كتابات نقية صافية بدء اً من روايته "المغتربون"، سنة 1974، ثم تطرق إلى المتابعات النقدية للأعمال الروائية بالمغرب، وأن تلك المتابعات ترتبط بالإخوانية، وبالتزلف "للنقاد"، وأشاد بخلق مؤلف "فارس من حجر" وبأسلوبه في الكتابة عامة، ولم يخف إعجابه بعمله الأخير الذي يعد طفرة إلى الأمام.
الأستاذ الباحث محمد فالح بدوره، قام بقراءة تطبيقية للرواية، ليستخلص في نهاية بحثه أن مؤلف "فارس من حجر" وضع أمام عينيه قارئاً مفترضاً مشاركاً في نسج أحداث الرواية، والمشاركة الفعالة في بناء معناها، وتأويلها، وبذلك يحتمل النص أكثر من تأويل منفتح على قراءات متعددة".
وأوضح أن الأدب هو نظرة للعالم، أو بالأحرى منظار يحاول الأديب أن يجعلنا نرى من خلاله الجمال في كل شيء، ويجعلك تستنطق ما قد تظنه جامداً، ساكناً صلباً كالحجر ؛ فقد تلمس في الصلابة الليونة والنبل. أو قد تعالج قضية، وما يأتي بعد، هو الافتراض، وليس اليقين. وأكد أن العمل الروائي أبعد بكثير عن ربطه بشخصيات، أو فضاء زمان، بل أنه دعوة لاستكشاف المكنون، والتوغل في عوامل اللازمان واللازمان ونمذجة الشخصيات، إنه محاولة لإنتاج المعرفة. وخلص إلى القول : "هكذا أوحت لي رواية "فارس من حجر"، من أول قراءة لها، تلك السيرة الموضوعية التي يُتكلم فيها من مجتمع تعنى فيه الرجولة، الخشونة بلسان المرأة ذلك المخلوق الليّن واللطيف، أنه الأدب الوحيد القادر على استيعاب ذلك، القادر على جعل الرجل يستنطق ذات الأنثى والعكس".
"رواية "فارس من حجر"، عبارة عن رحلة صراع بين جيلين مختلفين في الوعي والتفكير، بين جيل متمسك بالعادات والتقاليد، وطرق في العبادة يجعل من الرجل كياناً يدل على الفحولة والسلطة والقهر أحياناً، ومن المرأة ذاتاً خاضعة لهذه السلطة، ضعيفة لا حول ولا قوة لها، وجيل ينبذ العادات ويحاول أن يجد لنفسه مكانة ضمن الوضعية العالمية الجديدة التي فتح الاستعمار أعيننا عليها.ويستشهد الأستاذ محمد فالح بقول بطلة الرواية غالية ليؤكد أحد مظاهر صراع الأجيال في الرواية : "تجربة بايا ليست تجربتي، وعصري ليس كله عصرها" ص 89 .تمر غالية بلحظات جديدة من حياتها، تبحث فيها عن فارس من حجر، يضحي من أجلها، تجده، تعيش رفقته أحاسيس الحب بفرحه وقرحه، يفرض عليها قوانين المجتمع، تخضع لها فتتخلى عن نزعتها الأنثوية الثورية التي أعلنت عنها مرات عدة :" آه لو حكمتنا امرأة" !
أصوات الرواية :
يحصى الباحث الأستاذ محمد فالح مراتب شخصيات الرواية، حسب الأولوية بين شخصيات رئيسية وأخرى ثانوية :
الغالية : الشخصية الرئيسية.
دادا بايا : شخصية عانت في طفولتها من العبودية والاسترقاق،قبل أن تتحرر، وتجد لنفسها مكاناً في المجتمع، إنها رمز العادات والتقاليد، الأنا الأعلى للغالية.
أحمد : الحبيب والفاررس الحجري( …) .
خوسيفا : عرافة يهودية، ترمز إلى مخاوف غالية من الغيب وتعطشها لمعرفة المستقبل.
زبيدة : الصديقة الحميمة، رمز اجتهاد الفتاة البدوية، والوجه الآخر لشخصية الغالية.
• الشاعر فريد : يرمز إلى وضعية المثقف.
• وهناك ضشخصيات ثانوية أخرى مثل كومباس :العشاب،الجارات، إيزا، الديواني وزوجته، نجيب...
حركة الزمن الروائي :
"يشغل الزمن والفضاء في "فارس من حجر" دوراً أساسياً في بناء الدلالات، فهو اللحمة العامة للرواية والأفق الواسع المبهم الحدود،حاله في ذلك حال نفسية غالية، أو أمغار- شيخ القرية وحارسها، ورمز البيئة الاجتماعية المحافظة التي فرضت على غالية حتميات جديدة، بل وكل مكان في الرواية يوازي هواجس غالية، وتجاربها الجديدة، فالحب مرتبط بمعرض الفنون التشكيلية، ارتباط الحب بالجمال، والأمر يسري على باقي الأماكن على طول الرواية. أما الزمان،فتشوبه اختراقات لحظية، خصوصاً الاسترجاع، فكانت غالية تنتقل بين طفولتها القاسية والمبهمة أحياناً كموت أبيها،وحاضرها،ولحظات استحضار لما جرى لها مع خوسيفا ودادا بايا. ومن الملاحظات المثيرة في الرواية، الحوار الذي يقل( …) بالمقارنة مع الأعمال الروائية الأخيرة، وبالتالي تنفرد هذه الرواية بكونها مونولوغ الغالية في محاولة إقناعها لذاتها بالتجارب الجديدة وخوضها.وهناك بعض الحوارات التي لم تحقق عملية التواصل بقدر ما كانت ردة فعل لغالية.
أما اللغة ؛ فتميزت بشاعريتها، وقدرتها السردية الوصفية التي تجعل القارئ ينصهر بين كلماتها وحروفها لدقة الوصف، وتلائم الصور المجازية، بالإضافة إلى استخدام مصطلحات الوصف من رحم التخصص : "الواحة، أمغار، الصحراء..."
"وأخياراً، يمكن أن أستنتج أن رواية"فارس من حجر" تجذبك من أول كلمة، فتدخل بك عوالم الخيال، وتشركك في الصراعات الداخلية لغالية، فتحس كما لو أنك تشاركها انفعالها، مدها وجزرها،همومها ولحظاتها الحاسمة، وأيضاً الأسلوب التحدث باسم المرأة واصفاً ضعفها وقوتها، طموحها وهواجسها...ما يجعلنا نعيش معها. أليست هذه الأنثى التي لا تفهمها إلا أنثى، وها قد استنبطها الروائي".
"لقد وضع محمد الإحسايني أمام عينيه قارئاً مفترضاً مشاركاً في نسج أحداث الرواية، والمشاركة الفعالة في بناء معناها، وتأويلها، وبذلك يحتمل النص أكثر من تأويل منفتح على قراءات متعددة".
تعقيب محمد الإحسايني- نقاش
أشكر د/ شعيب حليفي على ماقدمه حول روايات، وأذكر أنني فرأت له "مساء الشوق" إبان خروجها،وكل رواياته قمة في الإبداع، إلى جانب بحوثه الأكاديمية. كما أشكر الأستاذ الباحث محمد فالح على تخصيص وقته للقيام بقراءة تطبيقية للرواية. ما أود ذكره بحصوص "فارس من حجر"، أن الرواية كتبت بضمير الأنا، أحاول فيها تطبيق خيار تيار الوعي، وهي عمل روائي دائري، يبتدئ بـ "شكون" لينتهي بـ "مَن" ص/ص :14/46/71/85/ماذا؟ ص131/مرحباً ليلى141/184/193.
أول المتدخلين عمر عزيز السملالى الذي حاول أن يذكر المؤلف بالأيام التي قضاها معه في جريدة "العدالة" بالدار البيضاء،مشيراً كيف مزج المؤلف بين الواقعي والخيالي حيث أن الرواية كتبت بضمير الآنا؟
أما محمد العرش فقد عاد إلى أيام ثانوية الأزهر حيث حثهم تيغزري أستاذ الفلفسفة على قراءة المغتربون التي كانت تتناول الصراع الطبقي، وهذا يرجع إلى خمس وثلاثين سنة. السؤال هل تمتح من رواياتك القديمة ؟ بالطبع لا، لأنه لم تعد ملك يدي.
كما تدخل عمر الإحسايني ابن الروائي محمد، بعد إلحاح من د/شعيب حليفي، فأجاب أن لديه روحاً علمية، بعيداً عن الأدب. ولكنه يتذكر كيف صاحبه والده، وهو ابن عشر سنوات ليتسلم بعض النسخ من رواية "المغتربون"، من دار النشرالمغربية.
أما كويندي فلاحظ أن الرواية تتميز بنقلة نوعية.وطفرة نوعية أيضاًللكتلة السردية.ثم انبرى أحد المتدخلين ليلح في طلب الكلمة، فتسائل عن"الأنا" التي تحدث عنها المؤلف هل هي حلال أو حرامن مما أثار حفيظة د/شعيب حليفي. بيد أن الكاتب محمد الإحسايني، أجابه بإجابة"صادق" بطل رواية فولتير، حيث وقف أمام حاكم ظالم، فألقى عليه كهنة الحاكم : هل أكل لحم الغولة حلال أو حرام، فأجاب إذا كانت الغولة موجودة فأكلها حلال بالطبع وإلا فلا.كذلك إن وجدت هذه "الأنا"- وهي موجودة، فهي حلال.
جواب المؤلف عن المداخلات : عزيز السملالي، مرحباً إني أتذكرك الآن.وجواباً عن كيف يمكن للمؤلف المزج بين الواقع والخيال في رواية كتبت بضمير المتكلم، أجاب الكاتب بأنها نفس الطريقة التي تكتب بها الضمائر الأخرى.
محمد العرش يذكر بدوره أنه قرأ"المغتربون" منذ تلمذته في ثانوية الأزهر، حينما حثهم ا المنصوري تيغزري، أستاذ الفلسفة على الآشتغال بها، على أنها تعالج الصراع الطبقي، وذلك منذ 35 سنة.فأمنه المؤلف بأن تيغزري أيضا زميله في جريدة المحرر، وأنه من خلال دار النشر المغربية أمكنه الاطلاع على الرواية، أو ما كتبه عنها ذ/ محمد عز الدين التازي في ذات الجريدة إبان ذلك. أما عن الذين سألوا متى كتب المؤلف"فارس"، فأجاب أنه كتبها في ظروف قاسية حيث تعرض لكسر في يده اليسرى، وقضى أياما في الترويض الطبي، واكتملت الرواية يوم شُفيَ.
أشكر د/ شعيب حليفي على ماقدمه حول روايات، وأذكر أنني فرأت له "مساء الشوق" إبان خروجها،وكل رواياته قمة في الإبداع، إلى جانب بحوثه الأكاديمية. كما أشكر الأستاذ الباحث محمد فالح على تخصيص وقته للقيام بقراءة تطبيقية للرواية. ما أود ذكره بحصوص "فارس من حجر"، أن الرواية كتبت بضمير الأنا، أحاول فيها تطبيق خيار تيار الوعي، وهي عمل روائي دائري، يبتدئ بـ "شكون" لينتهي بـ "مَن" ص/ص :14/46/71/85/ماذا؟ ص131/مرحباً ليلى141/184/193.
أول المتدخلين عمر عزيز السملالى الذي حاول أن يذكر المؤلف بالأيام التي قضاها معه في جريدة "العدالة" بالدار البيضاء،مشيراً كيف مزج المؤلف بين الواقعي والخيالي حيث أن الرواية كتبت بضمير الآنا؟
أما محمد العرش فقد عاد إلى أيام ثانوية الأزهر حيث حثهم تيغزري أستاذ الفلفسفة على قراءة المغتربون التي كانت تتناول الصراع الطبقي، وهذا يرجع إلى خمس وثلاثين سنة. السؤال هل تمتح من رواياتك القديمة ؟ بالطبع لا، لأنه لم تعد ملك يدي.
كما تدخل عمر الإحسايني ابن الروائي محمد، بعد إلحاح من د/شعيب حليفي، فأجاب أن لديه روحاً علمية، بعيداً عن الأدب. ولكنه يتذكر كيف صاحبه والده، وهو ابن عشر سنوات ليتسلم بعض النسخ من رواية "المغتربون"، من دار النشرالمغربية.
أما كويندي فلاحظ أن الرواية تتميز بنقلة نوعية.وطفرة نوعية أيضاًللكتلة السردية.ثم انبرى أحد المتدخلين ليلح في طلب الكلمة، فتسائل عن"الأنا" التي تحدث عنها المؤلف هل هي حلال أو حرامن مما أثار حفيظة د/شعيب حليفي. بيد أن الكاتب محمد الإحسايني، أجابه بإجابة"صادق" بطل رواية فولتير، حيث وقف أمام حاكم ظالم، فألقى عليه كهنة الحاكم : هل أكل لحم الغولة حلال أو حرام، فأجاب إذا كانت الغولة موجودة فأكلها حلال بالطبع وإلا فلا.كذلك إن وجدت هذه "الأنا"- وهي موجودة، فهي حلال.
جواب المؤلف عن المداخلات : عزيز السملالي، مرحباً إني أتذكرك الآن.وجواباً عن كيف يمكن للمؤلف المزج بين الواقع والخيال في رواية كتبت بضمير المتكلم، أجاب الكاتب بأنها نفس الطريقة التي تكتب بها الضمائر الأخرى.
محمد العرش يذكر بدوره أنه قرأ"المغتربون" منذ تلمذته في ثانوية الأزهر، حينما حثهم ا المنصوري تيغزري، أستاذ الفلسفة على الآشتغال بها، على أنها تعالج الصراع الطبقي، وذلك منذ 35 سنة.فأمنه المؤلف بأن تيغزري أيضا زميله في جريدة المحرر، وأنه من خلال دار النشر المغربية أمكنه الاطلاع على الرواية، أو ما كتبه عنها ذ/ محمد عز الدين التازي في ذات الجريدة إبان ذلك. أما عن الذين سألوا متى كتب المؤلف"فارس"، فأجاب أنه كتبها في ظروف قاسية حيث تعرض لكسر في يده اليسرى، وقضى أياما في الترويض الطبي، واكتملت الرواية يوم شُفيَ.
تعليقات
إرسال تعليق