سأعتذرُ لكمين الغياب / الشاعر والاعلامي علي مولود الطالبي



سأعتذرُ لكمين الغياب / الشاعر والاعلامي علي مولود الطالبي


موطني .....
العتباتُ تنام و تصحو على خطونا
في الركنِ القديم مقعد و مزهرية
رغيف خبز
فنجان قهوة ...
في الجهة الأخرى
يعلّم دمي كيف أمنحه أسماء المدن التي تعرفنا
تأتي صدفة ... لكن أعرفكَ
تأخذ شكلي في غفلة مني
أعلى من أراجيح الطفولة
أعلى من معركة خاسرة بيننا
كنا ندفع الحب في تفاصيل الذاكرة
والطفولة تقيم أعراسها فينا أبداً
سأعتذر لقهوة الصباح
سأعتذر لكمين الغياب
وبصمات الكف على مقبض القلب
قلب يطل من وراء زجاج الفراق
وهذه المدن أينعت في قلبي مسبحة حنين
افترقنا يا صديقي
وعلى حافة البكاء تركنا زوايا مقفرة
وحلماً في نخاع الطفولة
سأعتذر للمدن التي حرّكت فجرا في الذات
لزهرة وحيدة تطل على أنقاض تهورنا البعيد
هكذا أرى ضجيج الغياب يلقي أصوات الدّمع
على صرخة الذكرى .......
ماله البيت و العكاز و لون الشجرة
صاروا جميعا في خبر كان
"كان يا ما كان
كان بيت مثل الجنّة
كان الجار يقطف منه
خوخا / عنبا / أو مرجان
صار البيت أبعد / أبعد
و اليوم نقول كما قالوا
كان يا ما كان ..."
شعر : علي مولود الطالبي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح

آعـظـم 100 كتاب فـي تـاريخ الـبشريـة ... (جميعها جاهزة للتحميل)