الصالون الأول للرسم المائي بالأغواط الجزائر. / بوكرش محمد
الصالون الأول للرسم المائي بالأغواط الجزائر.
انطلقت فعاليات الصالون الأول لفنون الرسم المائي بدار الثقافة عبد الله كريو يوم 28/05/2014 بحفل استقبال منقطع النظير على شرف الفنانين المشاركين حضره مدير الثقافة والسادة الدكاترة اساتذة الجامعة بالأغواط ونخبة من الكتاب ورجال الأعلام تصدرتهم الاذاعة المحلية التي كانت لها حصة الأسد وهي التي قامت بدورها باعلامها الجواري باستدراج مواطني الولاية كبارا وصغارا، كان اللقاء بالفنانين يوم الافتتاح بقاعة العرض بمثابة عرس ثقافي، نعم وكان بالفعل كذلك .
حضور مشرف للفنانين الذين جاؤوا من عدة ولايات ملبين هذه الدعوة مثلهم مثل حضور الجمهور الغفير الذي أكثر ما يقال عليه جمهور نموذجي ذواق بين أطفال بأسرهم ومحبي الفن التشكيلي..والأجمل من ذلك وهو الأساسي والمحوري في كل هذا ..أن مجموعة أصدقاء من محبي الثقافة بصفة خاصة من أبناء الأغواط ، نظموا هذا الصالون بالأغواط بحر مالهم وتظافر جهود القريبين منهم ، بمساهمة لوجيستية من دار الثقافة مشكورة التي تعتبر مركبا ثقافيا بكل المرافق اللائقة لاستقبال مثل هذه التظاهرات..وهي بحد ذاتها فضاء مقططف من جنة.. بهندستها المعمارية النموذجية وحدائق ورود ونخيل وتنوع زهورها وخضرتها..حضور حضاري تام اكتشفناه بهذا التنسيق الناجح والرائد بين أبناء الولاية ومسؤول دار الثقافة بطاقمها الكامل ليلا نهارا.
أبارك وأهنئ مثل هذا السلوك الثقافي والحضاري الذي ما زال بخير وعافية في ولاية الأغواط..
السادة المحترمين الأستاذ ريان ياسين، الأستاذ أبو القاسم سعيدات، الأستاذ ميلود مرسلي والأستاذ قدور بوزيدي ومدير دار الثقافة ، الاذاعة المحلية، لا أجد أحسن من القول لكم: بارك الله فيكم وفي سعيكم لما فيه الخير لأبناء الوطن عموما ولأبناء الأغواط خصوصا..لقد كتبتم أنفسكم بأنفسكم، وما لوح مفاتيحي وحسوبي وأنا في هذا الامر، سوى ذاكري خصال الرجال بما قدموه لنا ولخيرة أبناء الجزائر..
انتهى حفل الافتتاح بالتوجه مباشرة لقاعة المحاضرات التي تهيأت هي الأخرى لاستقبال ضيوف الصالون من فنانين وجمهور الولاية لمتابعة محاضرة بوكرش محمد الموسومة بعنوان " بحث في كيفية اختراع الأرقام المغاربية الاسلامية الغبارية وتصحيح أشكالها بالشكل التشكيلي المتناهي الذي يجمع بين الشكل والمضمون"..
لتنتهي المحاضرة بمداخلة بناءة تفضل بها بعض من أساتذة الجامعة الأغواطية زادت المحاضرة قوة فوائد واستفادة..
تلتها في اليوم الثاني توزيع كراريس أوراق الرسم المائي وعلب ألوان مائية وأكياس ريشات الرسم مختلفة الأشكال لتبدأ ورشة الرسم التي أختير لها برجا تاريخيا من العهد الاستعماري تربع على أعلى نقطة في عاصمة الولاية، شرفه مطلة من كل النواحي على المدينة القديمة والحديثة التي احتضنتها غابات النخيل وأشجار تجاوز عمرها عشرات السنين وفيها ما تجاوز عمره القرن والزيادة..
كل الفنانين مع انطلاق الورشة ارتدوا بالمناسبة واحتفالا بها (تيشارتات) وقبعات بيض تحمل اسم التظاهرة قدمت لهم من طرف المنظمين ليحتفظوا بها كذكرى لهذا الحدث الأول في الرسم المائي بالأغولط تحديدا استمرت العملية الى أن بدأ غروب الشمس الذي كان بحد ذاته مهرجان تصوير وتأمل. الجمال الذي سلب عقول المستشرقين من كتاب وفنانين، من بينهم من ترك أثره جليا وهو الفنان "أوجان فرومونتان" والفنان الذي اعتنق الاسلام لاحقا الفنان الحاج نصر الدين ديني "اينيان ديني" سابقا..
مدينة الأغواط مدينة امتزجت فيها العمارة الأمازيغية بالعمارة الاسلامية والعمارة الكولونيالية التي أثمرت لاحقا بنموذج العمارة المعاصرة التي جمعت بن الثلاثة في النموذج الهندسي الذي بنيت به القصور دار الثقافة عبد الله بن كريو المركب التحفة الذي يحمل في طي روحه لمسة أندلسية واضحة المعالم بين هندسة وبستنة.
اختم هذا المقال الذي عجزت فيه بكل صراحة أن أفي أهل مدينة الأغواط حقهم وطعم اللقاء والضيافة لا يزال يؤرجحني بلطفه ولطف أهله الى حد اللحظة.
أشد بقوة على أياديهم لمواصلة مثل هذا النضج والحضور والنباهة بسلوكهم الثقافي النموذجي الذي أتمناه لباقي أبناء وطني الشبه قارة..
على أمل اللقاء بهم ...
بوكرش محمد 31/05/2014
بعد رجوعي من الأغواط ثملا بحبي لهم وحبهم لي ..لهم مني تحية اكبار واجلال.
تعليقات
إرسال تعليق