شرقاوية في كوبا / د. عدنان الظاهر
شرقاوية في كوبا
د. عدنان الظاهر
14/03/2012
زارتْ كوبا
تحملُ أعذاقَ نخيلِ عروقِ بلادٍ باقيةٍ لا تبلى
رقصتْ في الملهى ليلاً سلسا
رقصتْ سمبا رُمبا هزّتْ هزّا
شرِبتْ أثقلَ ما في كوبا
لم تسكرْ فالوهلةُ ما زالتْ أولى
مهلاً يا ستُّ
السُكرُ سيأتي
للفعلِ المطلوبِ سياقٌ تكتيكي
يتطورُ ثانيةً بعدَ الأخرى
هل جرّبتِ سماعَ الطرقةِ بعدَ الكأسِ الأولى
أو أحسستِ بأنكِ وسنى
والأرضَ تميدُ لتغدو سقفا ؟
كانت سكرى تتعرّى في الملهى نصفاً نصفا
تأخذ تعطي درسا
في فنِ الجسِّ ومسِّ الأجساد الأخرى
تتلامسُ ــ تنأى
تتحرّكُ عضواً عضوا
تتبادلُ شمّاتِ رمادِ لهيبِ الأنفاسِ
نَفَساً نَفَسا
حتى تسقطَ أرضاً إعياءَ .
طَربتْ هافانا
أخذتها لمياهِ البحرِ الكاريبي تتقافزُ قفْزا
عامتْ عاريةً ـ تقريباً ـ بالبكّيني
فغلى ماءُ البحرِ شديدا
حبّات الرملِ عيونُ جرادٍ وأفاعٍ تسعى
تتوهج ما بينَ الضربةِ والأخرى شمسا
الشمسُ تعالى تتحدى أمريكا
صاحبتي لا تعرفُ أمريكا
لا تدنو منها خوفا .
كوبا فرحى
سقطتْ فيها عاشقةٌ لا تعرفُ عنها شيئا
جاءتها من أقصى حدٍّ في الدنيا
نقلتها للبحر المائجِ أقدارُ
لا تعرفُ جيفارا
حسبتهُ عيسى
عيناهُ تلاحقُ عينيها في الشارع والتكسي والمقهى
جَمْراً وشراراتٍ من نارِ
قتلتهُ أمريكا
الجيلُ الناشئُ يحملهُ أُممياً نجما
نشرتْ ضيفةُ كوبا فلما
عن فنِ العومِ وهزِّ البطنِ على ضرباتِ الطبلِ
وكيفَ تحاشى أسنانَ القرشِ
لم تتركْ شبراً في برٍّ أو بحرٍ إلاّ
تركتْ منها فيهِ شيئا ...
أمضتْ أسبوعا
عادتْ تتخمّرُ سكرى بالذكرى
حملتْ كوبا
بحراً قَصباً سمبا رُمبا سيكارا
حملتْ جيفارا .
آذار 2012
د. عدنان الظاهر
تعليقات
إرسال تعليق