من شيئيات المحيط البيئي كان الفنان التشكيلي عيساوي عبقريا../ بوكرش محمد
من شيئيات المحيط البيئي كان الفنان التشكيلي عيساوي عبقريا..
الفنان عيساوي عبد المجيد في لحظة تعبير..بمناسبة افتتاح صالون معسكر التشكيلي في طبعته الخامسة 2013
نتساءل عن حالنا اجتماعيا واقتصاديا في بلد غني كالجزائر بين الحضور القوي للنظام وغياب الدولة الشبه الكلي..وأقصد الفرق الشاسع بين ما هو نظام حاضر بقوة تحكمه الأهواء والمحسوبية والرشوة، وغياب دولة حقوق الانسان بالقانون فوق الجميع...
حضور الأولى وغياب الثانية مهد لكثير من الأوبئة والأمراض التي اكتسحت رقعتنا السياسية ، الاقتصادية والاجتماعية وبالتالي الثقافية والفنية..ومن خلالها تدهور وانحدر مستقبل قدراتنا العلمية وما يكملها، ان لم يكن قد ...
من ضيق الحال والمحال، كيف ينبغي للفنان أن يكون؟، ويضمن لنفسه البقاء، الفنان معروف بالتحدي، معروف بتذليل العراقيل بقدراته الفكرية وذكائه الخارق وحضوره الدائم في الظروف الصعبة، فما بالكم بالظروف السوية..
ما دامت الظروف السوية على جميع الأصعدة غير واردة في قاموس الأنظمة (...) على الفنان أن يعيش ويستمر..
للفنان وفنه مكانة مرموقة متقدمة مهما ساءت الأوضاع وتدهورت ، مكانتة جعلت من أعماله المسافر عبر الزمن بالتسلسل المفيد المتطور والبديل لكل النقائص الضارة والفاتكة بالأنظمة نفسها..
اذا أردنا أن نشير الى فنان من هؤلاء الفنانين لا يمكننا بأية حال تجاوز اسم الفنان عيساوي عبد المجيد، ونحن نتفحص تجربته التشكيلية الأخيرة ذات البنية الشيئية المحلية، المستمدة من الطبيعة والمحيط الجزائري..
نتبين من خلالها درجة وعي الفنان ونباهته، التي بها تجاوز نفوذ وضغوط السوق عليه ماليا، ووفرها باتخاذ الجلد والخشب المستحضرة بالطرق التقليدية، مستعينا بالتجارب التقليدية أيضا في تحضير ألوانه التي يرجع عمر العمل والتعامل بها الى آلاف السنين وهي ألوان استعملها الخزاف البدائي واستعملها من قام بصباغة الصوف لحياكة الخيمة وبعض الألبسة الصوفية.. وهي ألوان ترابية ونباتية.
هنيئا لمحراب التشكيل فضاء بوكرش محمد للفنون بهدية الفنان عيساوي عبد المجيد المتمثلة في أحد أعماله الفنية التي انجزت كاملة بهذه المواصفات والمواد البيئية الطبيعية الجزائرية التي لا علاقة لها بما هو جاهز بالسوق مفروض على الفنانين وعلى الأعمال الفنية.
الفنان عبد المجيد فنان مغامر بالتجريب والتنقيب عما يليق بعمل فني معاصر مميز بتميز صاحبه ومختلف باختلاف محيطه وبيئته.. نشد بقوة على أيادي أمثال الفنان عيساوي عبد المجيد للخروج بنا الى الجديد وما يقمع النظام بمواد التركيب والابداع المفيد.
بوكرش محمد تيبازة الجزائر 15/12/2013
تعليقات
إرسال تعليق