تأبين الضوء والاختفاء بالعتمة / عدنان بشير معيتيق
تأبين الضوء والاختفاء بالعتمة
19 ديسمبر 2013
بقلم : عدنان بشير معيتيق
معتوق ابوراوي فنان أصيل يرسم كائناته بكل حب يلتصق معها إلى درجةالتوحد يتكلم عن همومها وما يعتمل في دواخلها من آمال وتطلعات, يهتم بالجانب الجمالي مبتعدا عن المعان الرخيصة وما يتطلبه السوق كما يحدث في عالم اليوم من امتهان لشخصية الفنان وتحويله إلى آلة تخدم أغراض شخصية وأهواء مبتذلة لا يتقمص شخصية الفنان المناضل المنهك بقضايا كبير رغم أنها تعيش فيداخله ومتأصلة في وجدانه, فنان أصيل يحترم فنه مخبول بحب ليبيا, يتجلى هذا في نصوصرائع تكتظ بها أعماله الفنية الزاخرة بالجمال.
19 ديسمبر 2013
بقلم : عدنان بشير معيتيق
معتوق ابوراوي فنان أصيل يرسم كائناته بكل حب يلتصق معها إلى درجةالتوحد يتكلم عن همومها وما يعتمل في دواخلها من آمال وتطلعات, يهتم بالجانب الجمالي مبتعدا عن المعان الرخيصة وما يتطلبه السوق كما يحدث في عالم اليوم من امتهان لشخصية الفنان وتحويله إلى آلة تخدم أغراض شخصية وأهواء مبتذلة لا يتقمص شخصية الفنان المناضل المنهك بقضايا كبير رغم أنها تعيش فيداخله ومتأصلة في وجدانه, فنان أصيل يحترم فنه مخبول بحب ليبيا, يتجلى هذا في نصوصرائع تكتظ بها أعماله الفنية الزاخرة بالجمال.
في مراحل متقدمة اهتم بالهجرة الغير شرعية وخصوصا من أفريقيا إلى أوروبا ورسم قوارب الموت وهي تصارع أمواج عاتيةو ابرز معاناة المهاجرين والتي لم ينتبه إليها احد إلا في أخبار عابرة عبر النشرات اليومية وما مدى انزعاج الطرف الآخر منهم, لكن الفنان معتوق ابوراوي كان ينظر من جانبهم وكأنه يعيش بينهم , لهذا السبب كانت الصورة المرسومة عنهم مختلفة ومخيفة إلى حد الاستفزاز, فقدمها بشكل مختلف فقد أضاء الجانب الإنساني الرفيع في البشر, وإنهم ناس جدارين بالحياة رغم الظروف السيئة والحظ العاثر اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا لتلك البلدان التي جاءوا منها هربا من موت يطارد أبنائهم ونسائهم وشيوخهم.
بدأت في تجاربه الراهنة تتضح معالم لعالم أكثر رعبا من عالم الهجرة الغير شرعية وقوارب الموت, جثث معلقة في فراغ مفزع بأكفان بيضاء ,وظلال منتشرة في أرجاء المكان إلى حد الظلمة ونور منحسر في أماكن أخرى ضيقة بالكاد يرى وكأنه يحتفي بالظلام وينعى النور, احمر قرمزي, أجساد غير مكتملة أو مبتورة, كل هذه أفكار مرسومة بفرشاة الفنان المدرك للحياة التي نمر بها جميعا ومدي الوضع الحرج جدا لمصير وطن وما كف الفنان بالإشارة إلى هذا الوضع في اغلب الأعمال المنجزة بتعبيرية خلاقة تتجاوز الفكرة في الكثير من الأحيان لتتصالح مع الجمال وتصبح هي الغاية والهدف, من ظلال شفافة وتدرجات لونية بتنوعاتها وصراحتها المفعمة بالحيوية والنشاط رغم قتامة النسيج العام للوحة. وصوتها العالي يتردد صداه من خلال عناوين هذه المجموعات" تأبين المفقودين " " ثورات الربيع العربي" في زوايا هذه الأعمال بالخوف والقلق الحزن الكبير على كل مفقود ومقتول ومشرد كان يحلم بيوم أفضل.
درس الفن في كلية طرابلس وأكمل دراسته في جامعة غرناطة باسبانيا قام بالعديد من المعارض الفردية والجماعية في داخل وخارج ليبيا , ومن أهمها بالمركزالثقافي الفرنسي ودار الفنون بطرابلس ولاتين أمريكا بكاراكاس فنزويلا , وورش فنية منها مع الفنان النمساوي مارتن هوشتل فينا بالنمسا. معرض جماعي بالمؤسسة العربية الأوروبية بالتعاون مع جامعة غرناطة ومعرض السلفيوم بمدينة بنغازي ومشاركة جماعية في العمل التركيبي ( عند بداية الفجر) في الدار البيضاء بالمغرب.
عدنان بشير معيتيق
فنان تشكيلي من ليبيا
2013.12.17
تعليقات
إرسال تعليق