الماضون ... عفوا ...الخالدون .. / حبيب مونسي



الماضون ... عفوا ...الخالدون .. / حبيب مونسي


عفوا سعد الله.. أبا القاسم... ما أجمل الأسماء.. وما أجمل المسمى...
‎حبيب مونسي‎هكذا في غمرة الصمت وفي ضباب من التعمية.. يمر المثقف الى مثواه الأخير ترافقه أطياف الكتب التي قرأ وأخيلة المخطوطات التي قلبها في رفق وحنان .. وتشيعه الورقات السوداء التي خط بها مذكراته.. لاشيء من الدنيا يتبعه سوى ساعات من السهر كحلت عينيه، ولحظات من الإشراق أنارت بصيرته.. وشقت حجب الغيب أمام عينيه.. يمضي فيقف على جنبات الطريق رتل من الذين مضوا قبله في صمت ينظرون إلى جنازته وقد خرج إليها السادة والساسة والأعيان.. وخرج إليها الطلبة وعشاق العلم والكتب.. يقف هؤلاء وهؤلاء على صعيد واحد.. وفي قلوب الصف الأول مراسيم جنازة لابد أن يكون برتكولها على هذا النحو.. ثم يعودون إلى سمسراتهم وأسماره.. ويقف هؤلاء وفي قلوبهم ألم الفقد.. وعظم الرزية.. وفداحة الخسارة..، يشهدون الفراغ الذي يتركه هذا الطود في حقل المعرفة وقد اجتث منه اجتثاثا... إنهم الماضون في صمت الذين يخلفون في التاريخ ثلمات لن تلتئم أبدا، ولكنهم الخالدون حقا حينما ترفعهم الكتب على عرشها المقدس الأبدي... إنهم حقا هم الباقون على مر الدهور والأزمنة.

حبيب مونسي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح

آعـظـم 100 كتاب فـي تـاريخ الـبشريـة ... (جميعها جاهزة للتحميل)