أول الغيث.... رعد وبرق. من هنا يبدأ النقد الجزائري الجاد... النقد الشجاع المثمر.. / حبيب مونسي
أول الغيث.... رعد وبرق.
من هنا يبدأ النقد
الجزائري الجاد...
النقد الشجاع المثمر..
ما أثاره أمين وما رد به حميد يعبر عن واقع وأزمة في التفكير النقدي الجزائري الحديث لا تخصهما وحدهما، وإنما تخص حاضر الفكر النقدي الجزائري. فالرد على أمين يتطلب منا فرز مصطلحاته والتأكد من مراميه والنظر في الأبعاد التي يقصدها ففسحة الحوار لا تتيح أبدا للمتحدث أن يفصح عن رأيه مدلالا بأمثلة ونقود.. ولنا أن نقول أن ما جاء في تصريح أمين يستفز الذاكرة التراتثية في استحضاره لمسألة الفقه الشجاع والتراث الشجاج وما يجب على الروائي الحديث الاتكاء عليه ليخرج للقارئ رواية عالمة.. ذلك هو التحدي الحقيقي في حديثه عن الواقع الجديد في طبيعة الكتابة الروائية الجزائرية.. وما رد به حميد يحتاج كذلك وبقوة فحصا للمصطلحات المستعملة وكشفا عن مراميها داخل المتن الروائي الجزائي من خلال إبراز النصوص التي تجاوزت عقدة السياسي والأيدجيولوجي والتي تكتب بعيدا عن هوس الجائزة وإرضاء طرف على حساب طرف آخر ففي التجربة الروائية الجديدة تتفتح آفاق للكتابة لم يعرف عنها السابقون شيئا حينما كان الانغماس في الهم الفكري مؤطرا للفعل الكتابي.. إننا بين الرجلين نقف على حقيقة التباين بين جيلين يتماسان نعم ولكنهما يفترقان.. التماس فيهما من حيث كونها لا يزالان فاعلان في الساحة الإبداعية يؤثران بشكا مباشر من خلال الصحافة والإذاعة، ومن خلال ما ينثران على درب الإبداع من نصوص ومن خلال ما يزكيان من كتابات... كان علينا أن نحتفي بهذا الصدام الحسن المثمر لنجعل منه سببا للكتابة والرد.. سببا لمناقشة أمين في علاقته بالتراث، وأي تراث يقصد؟ وأي جانب من الفقه يحبذ؟ وأي كتابات في التراث يراها قمينة بأن تستثمر لتكون نموذجا للكتاب الجدد.؟ هي بعض أسئلة لو كنت أمام أمين لسألته عنها ولحاصرته فيها لأسمع منه جوابه، ثم أسس عليه حكمي الخاص.. كما أنني لو كنت قريبا من حميد لسألته عن النصوص التي يعتد بها مبدعا، وعن الجانب الذي يرشحه فيها لتكون بديلا إبداعيا لنصوص نحسبها من ماضي الكتابة الجزائرية.. هنا أسأل الصحافي الذي واكب الحركة وفسح لها من جريدته مجالا لنثر إبداعاتها، كما أسأله روائيا متورطا في الفعل الإبداعي يمارسه، كما أسأله عن الرأي النقدي الذي يخول له الدخول في معارك نقدية تتجدد مساحاتها كل يوم بما يُطرح من جديد النقد وجديد النص.
وسأبدأ الكتابة عنها ريثما يستقر بي المقام لأنني لا أريد من هذه الزوبعة أن تثمر غبارا وإنما أريدها رياح تلاقح حتما ستتفتح زهراتها في ربيع أدبي مشرق..
حبيب مونسي
ما أثاره أمين وما رد به حميد يعبر عن واقع وأزمة في التفكير النقدي الجزائري الحديث لا تخصهما وحدهما، وإنما تخص حاضر الفكر النقدي الجزائري. فالرد على أمين يتطلب منا فرز مصطلحاته والتأكد من مراميه والنظر في الأبعاد التي يقصدها ففسحة الحوار لا تتيح أبدا للمتحدث أن يفصح عن رأيه مدلالا بأمثلة ونقود.. ولنا أن نقول أن ما جاء في تصريح أمين يستفز الذاكرة التراتثية في استحضاره لمسألة الفقه الشجاع والتراث الشجاج وما يجب على الروائي الحديث الاتكاء عليه ليخرج للقارئ رواية عالمة.. ذلك هو التحدي الحقيقي في حديثه عن الواقع الجديد في طبيعة الكتابة الروائية الجزائرية.. وما رد به حميد يحتاج كذلك وبقوة فحصا للمصطلحات المستعملة وكشفا عن مراميها داخل المتن الروائي الجزائي من خلال إبراز النصوص التي تجاوزت عقدة السياسي والأيدجيولوجي والتي تكتب بعيدا عن هوس الجائزة وإرضاء طرف على حساب طرف آخر ففي التجربة الروائية الجديدة تتفتح آفاق للكتابة لم يعرف عنها السابقون شيئا حينما كان الانغماس في الهم الفكري مؤطرا للفعل الكتابي.. إننا بين الرجلين نقف على حقيقة التباين بين جيلين يتماسان نعم ولكنهما يفترقان.. التماس فيهما من حيث كونها لا يزالان فاعلان في الساحة الإبداعية يؤثران بشكا مباشر من خلال الصحافة والإذاعة، ومن خلال ما ينثران على درب الإبداع من نصوص ومن خلال ما يزكيان من كتابات... كان علينا أن نحتفي بهذا الصدام الحسن المثمر لنجعل منه سببا للكتابة والرد.. سببا لمناقشة أمين في علاقته بالتراث، وأي تراث يقصد؟ وأي جانب من الفقه يحبذ؟ وأي كتابات في التراث يراها قمينة بأن تستثمر لتكون نموذجا للكتاب الجدد.؟ هي بعض أسئلة لو كنت أمام أمين لسألته عنها ولحاصرته فيها لأسمع منه جوابه، ثم أسس عليه حكمي الخاص.. كما أنني لو كنت قريبا من حميد لسألته عن النصوص التي يعتد بها مبدعا، وعن الجانب الذي يرشحه فيها لتكون بديلا إبداعيا لنصوص نحسبها من ماضي الكتابة الجزائرية.. هنا أسأل الصحافي الذي واكب الحركة وفسح لها من جريدته مجالا لنثر إبداعاتها، كما أسأله روائيا متورطا في الفعل الإبداعي يمارسه، كما أسأله عن الرأي النقدي الذي يخول له الدخول في معارك نقدية تتجدد مساحاتها كل يوم بما يُطرح من جديد النقد وجديد النص.
وسأبدأ الكتابة عنها ريثما يستقر بي المقام لأنني لا أريد من هذه الزوبعة أن تثمر غبارا وإنما أريدها رياح تلاقح حتما ستتفتح زهراتها في ربيع أدبي مشرق..
حبيب مونسي
تعليقات
إرسال تعليق