* تخلف بنكهة البْعَرْ * / عبد الكريم ينينة



 * تخلف بنكهة البْعَرْ */ عبد الكريم ينينة


هل صحيح أن الفوضى عادت إلى غرداية؟ وأي تخلف أكبر من الذي عشناه هذا العام هناك؟! في الواقع عشنا الأمس البعيد لبقية العالم المتحضر، جزائري يركب ناقة تعمّد إخفاء لوح ترقيمها، يجندل جزائريا آخر، وآخرون يصيحون: أخرجوا لنا شجعانكم، وصبايا يداوين جروح الفتيان "المغاوير" بطحين القهوة، وفوق السطوح نسوة يزغردن على أبنائهن الذاهبين نحو الفتح المبينِ عن شرخ في الوحدة الوطنية
 
 

في العالم دول فيها طوائف وديانات متعددة، وَحّدتْها اللغة، أما نحن فنوشك أن نتحول إلى شعب أخرق، يجمعه دين واحد، لكن اللغة تكاد تفرقه، لقد رأينا كيف حاول البعض أن يترجم جينات الأمازيغ إلى العربية، فحصدنا بغضا دفينا، وكراهيةً مؤسسةً لكل ما يمت إلى العربية بصلة، نرى نتائجه اليوم متباكين على اللحمة الوطنية التي أضحت أوهن من بيت العنكبوت، بعضهم بصدق، وبعضهم لا يرى هذه اللحمةَ إلا في فخذ البقرة القادمة من آبار نفط اللعنة المكررة.
ربما يجدر بنا العودة إلى زمن العشائر والقبائل، والإثنيات غير القابلة للمصاهرة أو الإنصهار، حتى ننطلق من جديد على أشلاء بعضنا، ونشيد ممالك تنطبق على خصوصياتنا التي تشكل في تنوعها ما يمكن أن يجعلنا شعبا غير أحمق، بتنوعه الثقافي، هذه القوة التي اعتمدها الدين الإسلامي في ما يسمى بـ"الأمة" وتعتمدها أمريكا حاليا وكثير من الدول الغربية في ما يسمى بـ"الأمة" أيضا، إذ يذوب الفرد في معنى الوطن رغم اعتقاده ولغته وشكله المغاير، لقد فشلنا، ورسبنا، فتعال نعيد السنة، بل الدورة التاريخية يا صديقي
.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح