عن السعادة ../ حبيب سايح
عن السعادة ../ حبيب سايح
الحبيب السايح (كاتب): "لمّا طرحت السؤال، ضحكتُ. وهنا تتجسّد مقولة "ومن الهمّ ما يُضحِك". ضحكتُ لأنّني أحسستُ فعلا أنّني مهموم جداً، بحيث أنّ مساحة هذا الهمّ تتّسع أفقيًا وعموديًا وتأتي على كلّ إشارة لأيّ سعادة. لماذا؟ أوّلا لهذا الوضع العربي المفجع جدًا بفعل ما انقلب إليه الربيع العربي من ويلات تطال الإنسان العربي في وجوده وفي حياته وفي أملاكه. وأيضًا بفعل هذا الحصار الكبير الذي لا نعرف كيف نفكّه من مائنا إلى مائنا. وأيضًا زاد ذلك تعاسة وحزناً ما يعيشه الشعب الفلسطيني هذه الأيّام في غزّة. هذا كلّه يؤثّر بشكل مباشر عليّ كجزائري ومن ثم يأخذ منّي كثيرا من أوقات السعادة التي كان من المفروض أن أُحظَى بها.
وفي الجزائر بلغت ظروف السياسة جموداً وظروف الاجتماع انفجاراً وظروف الاقتصاد ذروة المخاوف وظروف الثقافة قمّة البؤس. ظروف تجتمع لتسرق من الجزائري أيّ وميض يشرق أمامه مبشّراً بأيّ سعادة. فكيف نسعد نحن الجزائريين وسط هذه الظروف؟
في السبعينيّات كنتُ شابّاً طموحاً جدّاً إلى بناء مجتمع تسوده العدالة والحقّ والديمقراطية. لأنّني كنتُ أشعر بالسعادة الغامرة وأنا أقوم بحملات التطوّع لصالح الفلاحين. كما كنتُ أشعر بالسعادة الكبرى وأنا أناضل داخل الجامعة من أجل تطويرها وانفتاحها على العلوم الإنسانية. لكن للأسف مع بداية الثمانينيّات وقع الانهيار، وهو الأمر الذي لا تزال نتائجه تلاحقني. ورغم ذلك أبقى متفائلاً في أن نستعيد قدرتنا على التحكّم بمصيرنا من خلال نهضة مؤمّلة لنخبنا الوطنية".
الحبيب السايح (كاتب): "لمّا طرحت السؤال، ضحكتُ. وهنا تتجسّد مقولة "ومن الهمّ ما يُضحِك". ضحكتُ لأنّني أحسستُ فعلا أنّني مهموم جداً، بحيث أنّ مساحة هذا الهمّ تتّسع أفقيًا وعموديًا وتأتي على كلّ إشارة لأيّ سعادة. لماذا؟ أوّلا لهذا الوضع العربي المفجع جدًا بفعل ما انقلب إليه الربيع العربي من ويلات تطال الإنسان العربي في وجوده وفي حياته وفي أملاكه. وأيضًا بفعل هذا الحصار الكبير الذي لا نعرف كيف نفكّه من مائنا إلى مائنا. وأيضًا زاد ذلك تعاسة وحزناً ما يعيشه الشعب الفلسطيني هذه الأيّام في غزّة. هذا كلّه يؤثّر بشكل مباشر عليّ كجزائري ومن ثم يأخذ منّي كثيرا من أوقات السعادة التي كان من المفروض أن أُحظَى بها.
وفي الجزائر بلغت ظروف السياسة جموداً وظروف الاجتماع انفجاراً وظروف الاقتصاد ذروة المخاوف وظروف الثقافة قمّة البؤس. ظروف تجتمع لتسرق من الجزائري أيّ وميض يشرق أمامه مبشّراً بأيّ سعادة. فكيف نسعد نحن الجزائريين وسط هذه الظروف؟
في السبعينيّات كنتُ شابّاً طموحاً جدّاً إلى بناء مجتمع تسوده العدالة والحقّ والديمقراطية. لأنّني كنتُ أشعر بالسعادة الغامرة وأنا أقوم بحملات التطوّع لصالح الفلاحين. كما كنتُ أشعر بالسعادة الكبرى وأنا أناضل داخل الجامعة من أجل تطويرها وانفتاحها على العلوم الإنسانية. لكن للأسف مع بداية الثمانينيّات وقع الانهيار، وهو الأمر الذي لا تزال نتائجه تلاحقني. ورغم ذلك أبقى متفائلاً في أن نستعيد قدرتنا على التحكّم بمصيرنا من خلال نهضة مؤمّلة لنخبنا الوطنية".
تعليقات
إرسال تعليق