حين يصبح القتل أثراً جانبياُ...بين اليأس وأبعد منه ..!! / عبد السلام أبوخزار Abdussalam Abukhuzam
عبد السلام أبوخزار Abdussalam Abukhuzam
حين يصبح القتل أثراً جانبياُ...بين اليأس وأبعد منه..!!
نادراً ما تحتشد عدة حالات نفسية في فرد أو شعب، لكن إخوتي في الوطن والعروبة والإسلام حققوا مثل هذه الحالة المعجزة، فالتحالف الآن بين الشيزوفرنيات وحالة الانكار والفكرة المتسلطة أو ما يسمى الاعتقاد الخاطئ باتت مستشرية بينة وظاهرة في حياتنا اليومية وأحداثنا المتوالية والموسمية.
فبالرغم من أن الناس في بلادنا ومنطقتنا العربية يلعنون الغرب وحضارته علناً، وفي مقدمته الولايات المتحدة جهاراً نهاراً إلا انك تجدهم يسبحون بفضائله على مدار ما تبقى من ساعات الليل، ويقارفون كل ما هو قبيح في تصورهم من تلك الجغرافيا النائية، ورغم أنهم يكرسون الاعتقاد بأن الغرب هو سبب كل مصائبهم وكل ويلاتهم وبلائهم، لكنهم ما ان تصيبهم مصيبة حتى يهرعوا طالبين نجدته لهم بكل عدته وعتاده وأحلافه ومناصريه، وما أن يمرضوا بداء سياسي ويستعصي الداء على المعالجة بالدواء المصنع محلياً حتى يقبلوا أعتاب كل غرف عمليات الغرب ومستشفياته السياسية ومطابخه الإعلامية في كل عواصمه دون استثناء لاحداها، والمتفوق منهم أو من يظن ذلك على الأقل، يرى في جامعات اوروبا وامريكا القبلة الاكاديمية المنقذة القادرة على تشخيص الحالة وتقديم الحلول التي تجترح الآفاق وتصنع المعجزات معاً.
وإذا كانت الشيزوفرينيا قد عرفت ولو باختزال سيكولوجياً، فان حالة الانكار التي نسميها احياناً المكابرة السياسية وربما حتى الاجتماعية لا تحظى بهذا الوضوح النسبي لا من الناحية الاستراتيجية ولا الجيوبولتيكية ولا السيسيولوجية.
تتلخص حالة الانكار الوطني والعربي في تكذيب الحقائق حتى لو كانت تُرى بالعين المجردة وتلمس بالأصابع، انها حالة من حالات البلوغ إلى ما يسمى التفكير الرغائبي او «الوشفولثنكينج» المستشري عندنا الى حد تجاوز الأعراض إلى أقصى درجات نتائجه المرضية، وبحيث لا يرى السياسي في التشاور مع كل الإدارات الغربية والقوى الإقليمية، وهو تشاور يشبه التبعية من نوع فتق الرتاق لها غاب عليها من تفاصيل الحالة الداخلية أي غضاضة، في حين تراه يرفض أي فكرة مفادها الالتقاء بالأطراف الوطنية أو الاقليمية على طاولة حوار وطني أو اقليمي يقارب جواهر المسائل العالقة بما يعني إنقاذ البلاد والعباد وتحقيق صلاحها وصالحها، وتراه مرة أخرى يبرر المواقف من هذا النوع بدعوى الوفاء لأي شيء هو في حقيقته محل جدل وغير قابل للإجماع عليه، ليبقى هذا السياسي في وطني كالمريض المصاب بكل أدران التعالي والفوقية والتخوين وقابلية التشطير والتقسيم الذي يلوح عند الأفق غير بعيد، وليبقى هو وحده الذي لا يرى غير ما يراد له رؤيته ولا يسمع غير صدى صوته، وليغيب مرة أخرى من قدر لهم افتراضاً صنع القرار في وطني عن الحقيقة كما هي لا كما يراد لها أن تكون.
ولو اخذنا مثالاً سياسياً واحداً هو الموقف الامريكي المقدس من الحالة الليبية الذي تعبر عنه السفيرة الأمريكية (ديبورا) بشغف في اتجاه الانتصار ما تراه هي حقوق مكتسبة لفريق سياسي لا ننكر ليبيته، على حساب الفريق المقابل في حالة تتجاوز الرعاية إلى أقرب ما تكون حالة إعلان تبعيته لها، لنراه أي هذا الفريق المسنتصر بها وقد ابتهجت سرائره ليعلن المزيد من الغلو في لحمنا، وليزايد الفريق الأخر على جراحنا اليومية باعلان كرامته المزيفة والمختزلة لإرادة كبير القتلة الأوائل والقائم مقام المصالح الامريكية في المنطقة على ضفاف شاطيء بالحر الأحمر.
كل ذلك يحدث في عز مزيد من تكريس المواقف الأمريكية من الكيان الصهيوني، والذي يعبر عنه كل نزلاء البيت الابيض من مختلف الاسماء والالوان لوجدنا ان هناك رفضاً لتصديق ما يقال.
تماما كما ان الانسان الضعيف والاشبه برهينة الذي يبرر بعض مواقف سادته المعلنة ولا يرها إلا دعابة وذلك كي يسهل عليه ابتلاعها حتى وان كان هضمها أعسر من هضم الحصى وابتلاع السكين.
فعندما يقول الرئيس الامريكي وكذا وزير خارجيته بملء الفم إن شئتم الفصحى وبعظمة لسانه ان شئتم العامية انه وبلاده مع (اسرائيل) في السراء والضراء، وان أمنها من أمن الأم الرؤوم في واشنطن، وان كل ما اقترفته وسوف تقترفه من جرائم ومنها ما يشمل الغزو المتكرر وتدمير البنى التحتية وإذلال البنى الفوقية وتكسير عظام الاطفال وقتل سائقي مركبات الأجرة وادعاء انتحارهم الجماعي هو من باب الدفاع عن النفس، وهو ذات الدفاع المشروع الذي يوضع الدولار والسولار والفيتو والفانتوم في خدمته، وهنا تتجسد حالة الانكار في النطاق العربي الأوسع بعدم تصديق هذا الكلام رغم انه (كلام السرايا وليس كلام القرايا) كما يقول الناس في بلادنا، ليخرج علينا القادة العرب في قمتهم التي لا تحسن إلا التصديق على محاضر اجتماع مجلس الأمن وكل مقررات دوائر صنع القرار في الغرب ونحصد منهم باللغة العربية غير اسهال الكلام وامساك التفكير في واقع الأمة ومستقبلها، بكلمات أقل ما يمكن وصفها به أهنا كلمات مصاب أصحابها بانفصام عضال حتى النخاع، وعلى رأسهم رئيس مؤتمرنا العام المبجل الذي أحسن تقديم اعتراف مجاني بالكيان الصهيوني عندما نعته بـ(دولة إسرائيل)، ولو أن السؤال لا يبرح يلح علينا (هل هو اعتراف مجاني حقاً أم أنه مدفوع الثمن ومن الذي دفعه؟؟) والنتيجة خير قرينة سحب الشرعية الانتخابية عن مجلس النواب واعادة الاعتبار الشرعي للمؤتمر الوطني العام وبذات الرئيس،، ما يدفع المرء للاعتراف ببركة الماما أمريكا وربما قريبا يعلن رفع الستار عن ضريح سيدي (اسرائيل) في عديد العواصم العربية من باب تسهيل الزيارة للسائل والمكروب والمحتاج وما أكثرهم بعد رياح الربيع الجاف.
هكذا تتفاقم حالة الانكار ايضا لتشمل كل ما يبث من صور وتقارير عاجلة واحصاءات عن الوضع الأمني الوطني والقومي وكل تداعياته الوطنية والإقليمية، وكأن صور الاشعة ما فوق البنفسجية التي تلتقطها الأقمار الاصطناعية والطائرات بدون طيار والتي تمطرنا بها وسائل الإعلام الغربي ليل نهار قد التقطت لمدن في الواق واق، أو في قارة أطلنطس الاسطورية، والتي تعززها جملة من الدراسات الدولية وتقارير التنمية او بمعنى أدق تقاريرالانيميا العلمية والثقافية والصحية والدينية وحتى العسكرية والأمنية في مقدمتها جميعا أنيميا النزعة الانسانية حيث لا يكاد يمر يوماً عربياً بائساً إلا وتغزوا فيه مشاهد النحر والذبح باسم الله وطلب الحور العين موائد الفقراء والبؤساء حتى باتت تلك المشاهد معجونة بخبز يومهم، ناهيك عن الانقسام الداخلي بين فصائل القوى السياسية وتناحرها المرهق للجميع والمعطل لكل شيء في البلاد، لتواجه كل تلك المتظافرة من الصور القبيحة وأوعية الساسيين الفارغة (كي لا أجمع وعيهم على الفارغ) بإنكار مماثل وكأن المقصود بها هم عرب العصر العباسي الثاني في فصله الختامي الذي شهدت على سقوطه المدوي أجساد أجدادنا وخزائن كتبهم التي نحرت في جريمة ابادة جماعية على شواطيء دجلة والفرات.
إن كل اطباء العالم وفي مقدمتهم أبقراط ليحارون أو قد يصابون بالجنون وهم يرون مرضى مزهوين بأمراضهم مثلنا نحن بني الشرق، يربونها كاللحى ويرعونها كرعاية الأثواب من النجس، ويرتجفون إذا لاح احتمال باكتشاف دواء أو عشبة عربية من بيئة المكان قادرة على معالجة الأعراض أو ظهر لهم أنها قابلة للشفاء..
لهذا سأضيف مرضاً خامساً من معجم السايكولوجيا هو الماسوشية الوطنية والقومية وهي التلذذ بالألم واستعذاب العيش تحت ضغط ووطأت العذاب والبحث عن اسباب لهجاء إرادة الذات، وفي حالة عدم وجودها يتم اختراعها على الفور، فحين يصبح القتل أثراً جانبياً في سرديات المعاش اليومي وحين تصبح صور القتل غموس الخبز الناشف لمواطن الشرق البائس لا يعود اليأس نهاية المطاف، فقد يليه اصدار عريضة اتهام يصدرها النائب العام في أي من عواصمنا العربية غير المعصومة الراهنة والمرتهنة للشقيقات السبع، يواجه فيها الكائن الحي باتهام مفاده بأنه مسكونُ بالجرم المشهود حيث لا يزال على قيد رشده وهويته وذاكرته المستعصية على التغييب، ولأنه مارق أو بعير أجرب وجب استبعاده من قافلة القطيع التي أثبتت التجربة أنها غالباً ما يتناوب على قيادتها أشباه الحمير!..فقط كي لا تظلم الحمير، وليبقى لسان حال المواطن (×) ذلك الذي سجل جبنه وخيانته مسبقاً يخاطب الجميع (أي بلاهة هذه،، متى يعلن العقل العربي ثورة عليه لذاته،، متى تنتهوا عن قذف التاريخ كذبا وزورا وانتم ترمونه بإعادة انتاج نفسه،، وتغفلون عن عهر غبائكم المركب المستفحل فيكم، لتعلموا في نهاية المشهد الانتحاري أن التاريخ قد كان كريماً معكم أكثر مما تستحقون، إذ هو لم يتجاوز حدود عرضكم على ذات الامتحان مرة تلو أخرى غير أنكم لا تكفون عن ارتكاب ذات الأخطاء والمجازر فلابد لكم من حصد ذات النتائج،،، حتى لا يحار المرء بأي لهجة عربية أو أمازيغية أو أو أشورية أو سريانية،يخاطبكم،، يلعن أبو البطون التي نفضتكم).
فبالرغم من أن الناس في بلادنا ومنطقتنا العربية يلعنون الغرب وحضارته علناً، وفي مقدمته الولايات المتحدة جهاراً نهاراً إلا انك تجدهم يسبحون بفضائله على مدار ما تبقى من ساعات الليل، ويقارفون كل ما هو قبيح في تصورهم من تلك الجغرافيا النائية، ورغم أنهم يكرسون الاعتقاد بأن الغرب هو سبب كل مصائبهم وكل ويلاتهم وبلائهم، لكنهم ما ان تصيبهم مصيبة حتى يهرعوا طالبين نجدته لهم بكل عدته وعتاده وأحلافه ومناصريه، وما أن يمرضوا بداء سياسي ويستعصي الداء على المعالجة بالدواء المصنع محلياً حتى يقبلوا أعتاب كل غرف عمليات الغرب ومستشفياته السياسية ومطابخه الإعلامية في كل عواصمه دون استثناء لاحداها، والمتفوق منهم أو من يظن ذلك على الأقل، يرى في جامعات اوروبا وامريكا القبلة الاكاديمية المنقذة القادرة على تشخيص الحالة وتقديم الحلول التي تجترح الآفاق وتصنع المعجزات معاً.
وإذا كانت الشيزوفرينيا قد عرفت ولو باختزال سيكولوجياً، فان حالة الانكار التي نسميها احياناً المكابرة السياسية وربما حتى الاجتماعية لا تحظى بهذا الوضوح النسبي لا من الناحية الاستراتيجية ولا الجيوبولتيكية ولا السيسيولوجية.
تتلخص حالة الانكار الوطني والعربي في تكذيب الحقائق حتى لو كانت تُرى بالعين المجردة وتلمس بالأصابع، انها حالة من حالات البلوغ إلى ما يسمى التفكير الرغائبي او «الوشفولثنكينج» المستشري عندنا الى حد تجاوز الأعراض إلى أقصى درجات نتائجه المرضية، وبحيث لا يرى السياسي في التشاور مع كل الإدارات الغربية والقوى الإقليمية، وهو تشاور يشبه التبعية من نوع فتق الرتاق لها غاب عليها من تفاصيل الحالة الداخلية أي غضاضة، في حين تراه يرفض أي فكرة مفادها الالتقاء بالأطراف الوطنية أو الاقليمية على طاولة حوار وطني أو اقليمي يقارب جواهر المسائل العالقة بما يعني إنقاذ البلاد والعباد وتحقيق صلاحها وصالحها، وتراه مرة أخرى يبرر المواقف من هذا النوع بدعوى الوفاء لأي شيء هو في حقيقته محل جدل وغير قابل للإجماع عليه، ليبقى هذا السياسي في وطني كالمريض المصاب بكل أدران التعالي والفوقية والتخوين وقابلية التشطير والتقسيم الذي يلوح عند الأفق غير بعيد، وليبقى هو وحده الذي لا يرى غير ما يراد له رؤيته ولا يسمع غير صدى صوته، وليغيب مرة أخرى من قدر لهم افتراضاً صنع القرار في وطني عن الحقيقة كما هي لا كما يراد لها أن تكون.
ولو اخذنا مثالاً سياسياً واحداً هو الموقف الامريكي المقدس من الحالة الليبية الذي تعبر عنه السفيرة الأمريكية (ديبورا) بشغف في اتجاه الانتصار ما تراه هي حقوق مكتسبة لفريق سياسي لا ننكر ليبيته، على حساب الفريق المقابل في حالة تتجاوز الرعاية إلى أقرب ما تكون حالة إعلان تبعيته لها، لنراه أي هذا الفريق المسنتصر بها وقد ابتهجت سرائره ليعلن المزيد من الغلو في لحمنا، وليزايد الفريق الأخر على جراحنا اليومية باعلان كرامته المزيفة والمختزلة لإرادة كبير القتلة الأوائل والقائم مقام المصالح الامريكية في المنطقة على ضفاف شاطيء بالحر الأحمر.
كل ذلك يحدث في عز مزيد من تكريس المواقف الأمريكية من الكيان الصهيوني، والذي يعبر عنه كل نزلاء البيت الابيض من مختلف الاسماء والالوان لوجدنا ان هناك رفضاً لتصديق ما يقال.
تماما كما ان الانسان الضعيف والاشبه برهينة الذي يبرر بعض مواقف سادته المعلنة ولا يرها إلا دعابة وذلك كي يسهل عليه ابتلاعها حتى وان كان هضمها أعسر من هضم الحصى وابتلاع السكين.
فعندما يقول الرئيس الامريكي وكذا وزير خارجيته بملء الفم إن شئتم الفصحى وبعظمة لسانه ان شئتم العامية انه وبلاده مع (اسرائيل) في السراء والضراء، وان أمنها من أمن الأم الرؤوم في واشنطن، وان كل ما اقترفته وسوف تقترفه من جرائم ومنها ما يشمل الغزو المتكرر وتدمير البنى التحتية وإذلال البنى الفوقية وتكسير عظام الاطفال وقتل سائقي مركبات الأجرة وادعاء انتحارهم الجماعي هو من باب الدفاع عن النفس، وهو ذات الدفاع المشروع الذي يوضع الدولار والسولار والفيتو والفانتوم في خدمته، وهنا تتجسد حالة الانكار في النطاق العربي الأوسع بعدم تصديق هذا الكلام رغم انه (كلام السرايا وليس كلام القرايا) كما يقول الناس في بلادنا، ليخرج علينا القادة العرب في قمتهم التي لا تحسن إلا التصديق على محاضر اجتماع مجلس الأمن وكل مقررات دوائر صنع القرار في الغرب ونحصد منهم باللغة العربية غير اسهال الكلام وامساك التفكير في واقع الأمة ومستقبلها، بكلمات أقل ما يمكن وصفها به أهنا كلمات مصاب أصحابها بانفصام عضال حتى النخاع، وعلى رأسهم رئيس مؤتمرنا العام المبجل الذي أحسن تقديم اعتراف مجاني بالكيان الصهيوني عندما نعته بـ(دولة إسرائيل)، ولو أن السؤال لا يبرح يلح علينا (هل هو اعتراف مجاني حقاً أم أنه مدفوع الثمن ومن الذي دفعه؟؟) والنتيجة خير قرينة سحب الشرعية الانتخابية عن مجلس النواب واعادة الاعتبار الشرعي للمؤتمر الوطني العام وبذات الرئيس،، ما يدفع المرء للاعتراف ببركة الماما أمريكا وربما قريبا يعلن رفع الستار عن ضريح سيدي (اسرائيل) في عديد العواصم العربية من باب تسهيل الزيارة للسائل والمكروب والمحتاج وما أكثرهم بعد رياح الربيع الجاف.
هكذا تتفاقم حالة الانكار ايضا لتشمل كل ما يبث من صور وتقارير عاجلة واحصاءات عن الوضع الأمني الوطني والقومي وكل تداعياته الوطنية والإقليمية، وكأن صور الاشعة ما فوق البنفسجية التي تلتقطها الأقمار الاصطناعية والطائرات بدون طيار والتي تمطرنا بها وسائل الإعلام الغربي ليل نهار قد التقطت لمدن في الواق واق، أو في قارة أطلنطس الاسطورية، والتي تعززها جملة من الدراسات الدولية وتقارير التنمية او بمعنى أدق تقاريرالانيميا العلمية والثقافية والصحية والدينية وحتى العسكرية والأمنية في مقدمتها جميعا أنيميا النزعة الانسانية حيث لا يكاد يمر يوماً عربياً بائساً إلا وتغزوا فيه مشاهد النحر والذبح باسم الله وطلب الحور العين موائد الفقراء والبؤساء حتى باتت تلك المشاهد معجونة بخبز يومهم، ناهيك عن الانقسام الداخلي بين فصائل القوى السياسية وتناحرها المرهق للجميع والمعطل لكل شيء في البلاد، لتواجه كل تلك المتظافرة من الصور القبيحة وأوعية الساسيين الفارغة (كي لا أجمع وعيهم على الفارغ) بإنكار مماثل وكأن المقصود بها هم عرب العصر العباسي الثاني في فصله الختامي الذي شهدت على سقوطه المدوي أجساد أجدادنا وخزائن كتبهم التي نحرت في جريمة ابادة جماعية على شواطيء دجلة والفرات.
إن كل اطباء العالم وفي مقدمتهم أبقراط ليحارون أو قد يصابون بالجنون وهم يرون مرضى مزهوين بأمراضهم مثلنا نحن بني الشرق، يربونها كاللحى ويرعونها كرعاية الأثواب من النجس، ويرتجفون إذا لاح احتمال باكتشاف دواء أو عشبة عربية من بيئة المكان قادرة على معالجة الأعراض أو ظهر لهم أنها قابلة للشفاء..
لهذا سأضيف مرضاً خامساً من معجم السايكولوجيا هو الماسوشية الوطنية والقومية وهي التلذذ بالألم واستعذاب العيش تحت ضغط ووطأت العذاب والبحث عن اسباب لهجاء إرادة الذات، وفي حالة عدم وجودها يتم اختراعها على الفور، فحين يصبح القتل أثراً جانبياً في سرديات المعاش اليومي وحين تصبح صور القتل غموس الخبز الناشف لمواطن الشرق البائس لا يعود اليأس نهاية المطاف، فقد يليه اصدار عريضة اتهام يصدرها النائب العام في أي من عواصمنا العربية غير المعصومة الراهنة والمرتهنة للشقيقات السبع، يواجه فيها الكائن الحي باتهام مفاده بأنه مسكونُ بالجرم المشهود حيث لا يزال على قيد رشده وهويته وذاكرته المستعصية على التغييب، ولأنه مارق أو بعير أجرب وجب استبعاده من قافلة القطيع التي أثبتت التجربة أنها غالباً ما يتناوب على قيادتها أشباه الحمير!..فقط كي لا تظلم الحمير، وليبقى لسان حال المواطن (×) ذلك الذي سجل جبنه وخيانته مسبقاً يخاطب الجميع (أي بلاهة هذه،، متى يعلن العقل العربي ثورة عليه لذاته،، متى تنتهوا عن قذف التاريخ كذبا وزورا وانتم ترمونه بإعادة انتاج نفسه،، وتغفلون عن عهر غبائكم المركب المستفحل فيكم، لتعلموا في نهاية المشهد الانتحاري أن التاريخ قد كان كريماً معكم أكثر مما تستحقون، إذ هو لم يتجاوز حدود عرضكم على ذات الامتحان مرة تلو أخرى غير أنكم لا تكفون عن ارتكاب ذات الأخطاء والمجازر فلابد لكم من حصد ذات النتائج،،، حتى لا يحار المرء بأي لهجة عربية أو أمازيغية أو أو أشورية أو سريانية،يخاطبكم،، يلعن أبو البطون التي نفضتكم).
تعليقات
إرسال تعليق