توضيح بشأن عاشوراء / علي رشيد
علي رشيد
توضيح بشأن عاشوراء
انتهت مراسيم عاشوراء ، وأحيا المسلمون ذكرى مقتل الامام الحسين بن علي ، أبن بنت رسول الله (ص ) ، حيث شكل استشهاده من أجل كلمة حق ، ورفضه لطاعة الظلم والجور ، والفساد نبراسا يهتدى به ليس المسلمين فحسب بل في قاموس الانسانية جمعاء ، فأصبح رمزا لكل الثوريين ، والناشطين في الدفاع عن الحق في عالمنا بجانب رموز أخرى ومن شعوب وثقافات متعددة . وللأسف لم تمر هذه المراسيم دون أن ينبري آخرون في تسخيفها ، وسبها وشتمها وتكفير من يشارك في احيائها ، بل تضخمت ثقافة الكره هذه حد القصاص من المحتفلين بتفجيرات ارهابية ، او بالقتل الجماعي وليس هذا بغريب لأن هذا الحقد متوارث على النبي وآل بيته ، بل وعلى بني هاشم بعد أن خصهم الله بالنبوة التي شرفت مقامهم بين عوائل من قريش جعلهم الاسلام من خلال المساواة بين الناس الى خسارتهم لسيادتهم في الجاهلية ، وثرائهم فكتمت النفوس ضغينتها على النبي وآل بيته حتى وفاته فانفجرت الاحقاد والضغائن والثارات وتوجت بقتل أبن بنته الأمام الحسين ، هذا الحقد الذي أفرز اليوم داعش التي تعاقب العراقيين بالقتل الجماعي لانهم أقرب الى النبي وآل بيته من خصومه .
لكنني كنت أتمنى والناس تحي هذه الذاكرى أن نفهم منها الدرس الكبير الذي شكله استشهاد الحسين ، وليس الجانب العاطفي فقط المرتبط بالبكاء والحزن ، وهي ليست أمنيتي فحسب بل أمنية مثقفين وفنانيين آخرين وسأذكر هنا أمنيتين تختصر مفهوم الدرس في عاشوراء :-
كتب على الفيسبوك الفنان أحمد البحراني متمنيا بأن تسير جموع الغاضبين المشاركين في تظاهرات الحسين وذكراه الى بغداد لتقف بثقلها وقوتها وصوتها ضد الفساد والظلم والتهميش وسرقة ثروات العراق .
كتبت الفنانة الشابة زينه سليم أن تتحول ذكرى استشهاد الحين الى دعوة للمحبة ، والتسامح ، والتضامن بين الطوائف ، ونبذ الكره خصوصا أن الحسين لايخص طائفة دون أخرى .
تمنيت أيضا لو بقى طقس عاشوراء كما كان في ذاكرتنا نقيا بحزنه الشفيف والواعي وأن يتخلص من كل مايسيء له من مناظر الدماء التي كان سيكون لها دورا حسينيا لو تبرع بها الناس لجنودنا وهم يقاتلون دفاعا عن العراق وممارسات أخرى تضر بدلا من أن تنفع في أحياء هذه الذاكرة .
تمنيت لو لم يهفو صديقنا الشاعر ويسب الحسين و الامهات اللواتي بكين الذاكرة وفجيعتها ، صحيح أنه اعتذر وهذا موقف يحسب له ولكنه مازال يسب من اختلف معه في فعله هذا .
تمنيت لو أن الرسام الذي نشر صورة لصديقه الراحل وهو يقاتل في بيروت ، لو لم يقحم مناسبة عاشوراء بالموضوع ويدين اصدقائه الاخرين الذين كتبوا ورسموا واشاروا لذكرى مقتل الحسين ويسميهم بمثقفي عاشوراء ، ويختمها بكلمة " اليوم الحادي عشر من عاشوراء . خلصنا " ، لأم من شارك الناس مشاعرهم في هذه الذاكرة ، شاركهم مقتنعا بأن الفنان والمثقف ضمير شعبه في حزنه وفرحه في انتصاراته او هزيمته .
دعونا ننطلق بالمحبة ونشارك بعضنا بعضا مراسيم افراحنا واحزاننا او على الاقل احترام مراسيم الاخرين ومن كل الطوائف والاديان والقوميات ، بدلا من النيل منها لاشاعة ثقافة التكتل والاختلاف .
تعليقات
إرسال تعليق