رحم الله صديق الطفولة / علي رشيد


Ali Rashid
 علي رشيد
 
رحم الله صديق الطفولة ، والخطوة الأولى الفنان عبد الأمير علوان . هنالك غصة في القلب ، وحرقة في الروح لرحيك المبكر . 

 
 التخطيط للصديق منصور عبد علي
قبل اسبوعين اتصل بي منصور صديقنا ، وتوأم روحك ، والأقرب لك واخبرني فرحا بأنك استعدت بعضا من وعيك من خلال حركة بسيطة في عضلة العين ، وفرحنا لهذا الخبر الذي أوصلته لسمير عبد الجبار الذي وعدني بأنه سيهتف عاليا باسمك بدوره المسرحي الذي يعرضه على مسارح باريس احتفاءا بعودة الحياة وأنت ادرى بجنونه ، وبكى بحرقة علي يوسف صديقنا السينمائي الوديع والحنون ، لكن قلبك أبى إلا أن يخذلنا ، حسرتي عليك صديقي . 

 

أتذكر حين أتصلت بك فرحا ومهنئا لوصولك إلى بلاد العم سام ، لم تكن تبادلني الفرحة ، وبصوت شجي قلت لي :- هذا الأرض ليست لي ، ولا السماوات ، سأعود إلى العراق ، يومها أقنعتك أن تبقى من أجل مستقبل أبنتك .
حين شاع خبر وفاتك في حادثة السقوط اللعينة في المرة الأولى رثيتك ، وبعدما تأكد لي أنك مازلت على قيد الحياة ولكنك في غيبوبة ، لم أمسح ذلك الرثاء ، لأنني أردت أن أقرأه عليك لنضحك معا على موتك المشاغب . سأعيد عليك الرثاء اليوم لا لأضحك بل لأهفو لحزني على غيابك الفاجع :-
رحل عبد الأمير علوان صديق الطفولة ، والذاكرة ، والخطوة الأولى . رحل وكأنه يعلن اكتمال المشهد المفعم بالغياب ، سترثيك كربلاء المثقلة بالمراثي، وسينوح عليك " الأسكان " ... ياللخسارة و ياللوجع .
تأخرت يومين لأدون حزني عليك أملا في أن يكون موتك كاذب مرة أخرى .
إلى رحمة الله
التخطيط للصديق منصور عبد علي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح