الكتاب .."بين غياب المقروئية، و التأسيس لصناعة حقيقية للكتب"/ سهام عليوات
الكتاب في الجزائر...
"بين غياب المقروئية، و التأسيس لصناعة حقيقية للكتب"
"بين غياب المقروئية، و التأسيس لصناعة حقيقية للكتب"
- سهام عليوات -
حضرت هذا الصباح تسجيل العدد الثاني من حصة ساعة ثقافة التي تبث على القناة الجزائرية الأولى، وكان محور النقاش هو الكتاب و النشر في الجزائر (لا أتذكر العنوان بالتحديد)، وممنونة كشابة جزائرية تهتم بالثقافة عموما و متابعة للمشهد الثقاافي الجزائري، للاعلامي محمد شماني، أولا على برنامجه الثري الذي يعنى بالفنون و يسلط الضوء على مواضيع هامة فيما يخص الثقافة. و أشكره ثانيا على اثارته لنقطة مهمة جدا فيما يخص الكتاب في الجزائر بين النشر و المقروئية، ولو أني أرى بأن ساعة واحدة لم ولن تكون كافية لتحليل معمق للوضع.
بعض الأمور التي كنت أريد ان أطرحها اليوم كوجهة نظر، لكن لم يسمح وقت البرنامج، لذلك لابأس أن أطرحها على هذا المنبر:
- طرح الأستاذ محمد مولودي و الأستاذ أحمد ماضي، رئيس النقابة الجزائرية لناشري الكتب، مسألة عدم التوافق بين عدد دور النشر و عدد المكتبات المنتشرة عبر ولايات الوطن، هناك عدم توازن واضح هنا صحيح، لعدم وجود الدعم الكافي للناشرين من أجل خوض مغامرة طبع كتب كتب الشباب الجدد في عالم الكتابة، دون الخوف من خسارة مكلفة اثر عدم التسويق اللازم للكتاب المطبوع. هذا من جهة.
- ومن جهة ثانية، القضية ليست قضية دعم النشر و الطباعة و التوزيع فقط، انما القضية هي قضية "غياب ثقافة القراءة" في المجتمع الجزائري، حتى صار الكتاب يسوق وسط النخبة فقط. لذلك أنا أرى أنه حتى وان قدم الدعم اللازم من طرف الدولة من أجل طبع و توزيع أكبر عدد ممكن من الكتب، فالسؤال المطروح هنا هو "أين ستسوّق هذه الكتب"؟ ولمن ستسوّق؟ و من سيعمل على تسويقها؟ هناك قطيعة بين الفرد الجزائري اليوم و بين الكتاب.
- بالاضافة الى النقطة التي يثيرها أغلب المبدعين الشباب اليوم، هي "الحقرة" التي يتعرضون لها من طرف "لوبيّات النشر" في الجزائر، خاصة الشعراء منهم، حيث يصطدمون، في كل مرة بالجملة الشهيرة "نحن مجتمع يهتم أكثر بالرواية ولا أحد سيهتم بشعركم"، مما يدفع الناشر الى عدم خوض مغامرة غير محسوبة النتائج في نشر شعر هؤلاء.
لكن اللوم هنا ليس على الناشرالذي رفض نشر ديوان الشعر، لكن اللوم و كل اللوم على من من المفترض أنه سيتلقى هذا الشعر، لا يوجد اقبال لا على الأدب عموما و لا على الشعر بصفة خاصة في مجتمعنا من طرف الشباب. فبطبيعة الحال كل روائي تهمش ابداعاته في الجزائر، يبدع و يلمع نجمه في مجتمعات أخرى أكثر ثقافة.
- خلاصة القول هي أن كل هذه الأمور مرتبطة ببعضها البعض، و مسألة الكتاب بين النشر و المقروئية في الجزائر هي مسألة متشعبة جدا يجب التطرق لها بشكل أعمق من أجل ايجاد حلول فاعلة و فعالة على أرض الميدان، ومن أجل تكوين جيل يقرأ، جيل يهتم بالثقافة، و بداية التأسيس لصناعة حقيقية للكتب.
تعليقات
إرسال تعليق