الفنان الجزائري الطيب العيدي / بوكرش محمد

الفنان الجزائري الطيب العيدي

لا يخفى على أحد عالميا درجة تمسك فرنسا بالجزائر الى اليوم، ليس لفائدة الجزائر بالقدر الذي يصب في مصالحها الاقتصادية والثقافية..ان دل هذا على شيء لا أظنه يخفى على كبار المستثمرين في جميع الميادين وخاصة الفنية منها، الشيء الذي فتق  مواهب السينمائيين، الكتاب والفنانين التشكيليين ..

مر من هنا كبارهم طيلة الفترة الاستدمارية للشعب الجزائري ولخيراته، عكس ما فعله تماما فنانوها أمثال دولاكروا واوجين فرومونتان

لوحة الفنان ناصر الدين ديني

 وإتيان ديني (الذي اعتنق الاسلام وأصبح يعرف باسم ناصر الدين ديني) وبعض من الأدباء.

 

السبب في ذلك يرجع لجميل ما أبهرهم في حياة البدو وحياة الحضر الثقافية والفنية (سكان القصور) والمدن التي كانت تعبق برائحة الأندلس  وأبناء من رجع بعد سقوطها واستقروا في شمال افريقيا وبالتحديد المغرب الكبير..

بين المدرسة الغربية والشرقية ولد وترعرع الفنان الطيب العيدي ولد بين تياري تداخل فكري فلسفي فني ألهمت العالم باسره.

ولد الفنان في رقعة جغرافية حافظت على  تميزها الأمازيغي الاسلامي، لها ما أضافت للعلوم الانسانية .. وبالتحديد للفنون التشكيلية المعاصرة التي تعتمد على التجريد والاختزال انطلاقا من أيام ادريس الأول واختراع  الأرقام المغاربية الغبارية في عصره المتزامن مع عصر هارون الرشيد بالمشرق (ببغداد) الأرقام التي أصبحت اليوم عالمية النفوذ والوجود ...

 

لا أستغرب اليوم وجود المولود  الفنان الطيب العيدي وهو يقتفي أثر كبار العالم كمرجعية له بين كل ما هو اسلامي عربي وإسلامي أمازيغي مستفيدا من جميل كل ما هو غربي في بحوثه...

 

تركيب لوحاته يعتمد على هندسة الحرف وتجلياته ودرجات الألوان الملائمة لطقوس هذا التجلي اللا متناهي..شيئية متناغمة بين ذبدبات اللون وحركة الخط تبدو في عمومها تماثل وتنافس الايقاع الموسيقي السانفوني تنأى بك الى عالم الاسترخاء والاستسلام لمتعة متاحة بالشكل المريح وتتعدد دعواتها لك بالمماثل بتعدد الأعمال المعروضة..
بوكرش محمد 11/11/2013

 

ـــــــــــــــــــــــ

المرجع:

الجزائر بعيون الفنان الفرنسي

 
Eugène DESHAYES (1865-1954