رذاذ القصيدة للكاتب القاص عبد الكريم ينينة / بوكرش محمد


رذاذ القصيدة للكاتب القاص عبد الكريم ينينة / بوكرش محمد
‎محمد بوكرش‎
تعبيرية الأديب القاص ينينة عبد الكريم من البداية كانت الاشارة.. بعنوانه هذا (رذاذ القصيدة )، يفرض علينا متابعة حروفه بفطنة بالغة ودعوة مقبولة جد ذكية، وأنت تنتظر المفاجأة وبيت القصيد من ذلك، لأن القصيدة كنص لا رذاذ له ولا القصيدة تمت بصلة  للسوائل أو لمعانى ذلك ، وأنت تحت سياط الحيرة والسؤال يسحبك مجرورا بهدوء لاعب شطرنج ماهر،  مقدما لك أجمل طعم يسيل له اللعاب ..قائلا:
أسمعني آخر شيء شاقولي تنزل عليه.
نلاحظ بتعبيره  السردي
هذا (أسمعني آخر شيء شاقولي تنزل عليه ) انه استعمل قوة المنظور التشكيلي في التكوين الهندسي البنائي (هندسة فراغية) لأجمل صورة انزال ، من أعلى الى أسفل تعبيرا على وحي يوحى..أو شيئ مقدس لا مثيل له..وأنت تبتلع المعني بطمأنينة، يخضك لتصحو وتنتبه، أنه لا يقصد هذا تماما، لأن مرارة المصيبة قادمة وقائمة بالقسط والوزن بالتفعيلة والاحتراف بقوله:
كان إلقاؤه لرذاذ القصيدة على وجهي احترافيا !
بين بيت (...) و
الوضوء وموقع الالقاء من المستمع المسافة معدومة نهائيا لدرجة استفزت الكاتب القاص ينينة عبد الكريم، لكن حفاظا على ماء الوجه وتقديرا لهذا المحيط ومن يتردد عليه من فطاحلة الشعر( ... ) قال:
لما انتهى..مسح فمه، وحفاظا على مشاعره لم أمسح وجهي !
هو في الواقع والحقيقة شاعر لكن...غابت عنه أمور تربوية وأخلاقية يتجاهلها المعظم وهي من الأصول الثقافية ..بهذا يشير القاص عبد الكريم ينينة أن همنا الوحيد تركيز على الأنا واهمال حقوق مراعاة الآخر..يقول الكاتب:
نظر إلي وقال : مارأيك ؟ هه ؟.
من هنا شرع الأديب القاص الأستاذ ينينة في تسريب ذروة الحبكة الفنية الهزلية بالتقسيط مهيئا انفجارا غير متوقع..قال:
- قلت رائعة،  هذا هو الناموس الذي كان يأتي عيسى.
وفي سري أكملت : عيسى جارنا ! حين يفتقد «الباستي»
ثم استسمحته للذهاب إلى دورة المياه
ورحت أغسل وجهي حيث يغسل الناس مؤخـ...!

مشتاقون اليوم كمتلقين وكقراء لهذه المهارات والقدرات التعبيرية الفنية النادرة لنتباهى ونقول : لنا كتاب لنا مؤلفون وفنانون..أصابنا القرف والاسهال والتسمم بمعظم الروايات والروائيين المتهافتين على رؤوسنا كأوراق الخريف في بلدان لا تعرف للرسكلة طريقا..
تهانينا أستاذي الفنان الكاتب القاص عبد الكريم ينينة وتهانينا للقراء به كقلم يحسب له ألف حساب.
بوكرش محمد 02/11/2013
ــــــــــــــــــــــــــــ
المرجع:
رذاذ القصيدة
أسمعني آخر شيء شاقولي تنزل عليه
كان إلقاؤه لرذاذ القصيدة على وجهي احترافيا !
لما انتهى..مسح فمه، وحفاظا على مشاعره لم أمسح وجهي !
نظر إلي وقال : مارأيك ؟ هه ؟
- قلت رائعة،  هذا هو الناموس الذي كان يأتي عيسى
وفي سري أكملت : عيسى جارنا ! حين يفتقد «الباستي»
ثم استسمحته للذهاب إلى دورة المياه
ورحت أغسل وجهي حيث يغسل الناس مؤخـ...!
ينينة عبد الكريم

تعليقات

  1. عبد الكريم ينينه3 نوفمبر 2013 في 9:56 ص

    أستاذي بوكرش، لقد سرتني هذه الرؤية الجمالية منكم لقصة "رذاذ القصيدة"، فهي صادرة من تشكيلي بارع ، فبقدر ما لامس عمق النص فقد أضاف له وزاده اتساعا ، يوما بعد يوم أزداد يقينا بأن التشكيلي من أقدر الناس على فهم النصوص الأدبية فهما جماليا، على اعتبار أن الأدب هو الصورة ،شكرا صديقي الأديب والفنان محمد بوكرش، وتحياتي لكم أيها الكبير نقي القلب

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح