الفنان الجزائري جمال طالبي / بوكرش محمد
الفنان الجزائري جمال طالبي / بوكرش محمد
من قرى ومضارب العلماء الأجلاء، بالمثلث الخصب الواقع ما بين بجاية، برج بوعريرج وسطيف ، من أعالي جبال بني ورتلان، قرية سيدي ايدير، من جبال القبائل الصغرى تدحرج الطفل..
الطفل الفنان جمال طالبي الى ولاية تيزي وزو، تسلل أمامنا من حدة المنحدر ومرتفع تاريخ الأباء والأجداد وحكي الحرائر، لقن الفنان تاريخ الجزئر..
الفنان الشاب جمال طالبي له مخزون تقليدي ثري ومرجعية معرفية تشكيلية وثقافية ضاربة في عمق التاريخ، ضاربة في وجدان أهاليه، ضاربة في شخصية المكان والزمان.. درس جمال طالبي كباقي زملائه لغة التشكيل والتعابير الواقعية والمجازية التي انتهجتها معظم المدارس التشكيلية، بين ما هو اكاديمي قصد التكوين بالمنظور الهندسي والمنقول الايحائي..
الفنان الشاب جمال طالبي له مخزون تقليدي ثري ومرجعية معرفية تشكيلية وثقافية ضاربة في عمق التاريخ، ضاربة في وجدان أهاليه، ضاربة في شخصية المكان والزمان.. درس جمال طالبي كباقي زملائه لغة التشكيل والتعابير الواقعية والمجازية التي انتهجتها معظم المدارس التشكيلية، بين ما هو اكاديمي قصد التكوين بالمنظور الهندسي والمنقول الايحائي..
لكن الطبع الغالب عل التطبع كان به عمل الفنان الذي انقلب على نفسه انقلابا جذريا، أعاد فيها اهتمامه لما تراه العين وتقرأه القراءة التشكيلية بأمانة.. تاركا وراء ظهره كل التيارات والأساليب...
بالتجريب بين اختزال وتجريد، ذهب الفنان محاكيا ما فعله الانسان المتهور المتوحش بالزمن وبالمكان ، كوارث الحرب الفرنسية المدمرة ، هدم وتمزيق البيوت بما فيها، السبب الذي مهد للهجرة خارج الجزائر.. وداخلها الى المدن ..مدن هندسة دخيلة شوهت المعالم التاريخية والحضارية وأصبحت فاقدة للمعايير الثقافية نهائيا..
بعد الواحد والخمسين سنة من (الاستقلال) بين قوسين فتح الفنان عين المقارنة بين ما هو معمار هجين وما تبقى من دمار العمارة المحلية على بساطتها وذهب يستخلص العيوب من الجماليات متسائلا: أين نحن من أنفسنا في هذا التواجد الأخطبوطي اليوم ؟ اسمنت مسلح عمارة بكذا طابق في بيئة فلاحية تعتمد بالدرجة الأولى على مساحات تربية المواشي والزراعة ...وبعض الصناعات الخفيفة التي تفرضها الحياة اليومية..حياكة الزرابي والبرانيس صناعة الجلود والفخار وما تحتاجه النساء للزينة من الحلي الذهبية والفضية..
للفنان جمال طالبي أعمال مرجعيتها من فلسفة الحياة اليومية وما يحدث وخاصة ما يزعجه منها، أنجزت بعين وريشة نقدية تحليلية وضعت أمامنا نماذج تشكيلية صارخة المعالم تحكي بمرارة صور نتائج ما حققته آلة الدمار المتواصلة بوعي وغير وعي، بقصد وعن غير قصد، ان لم تتوقف.. راحت ضحيتها معالمنا الفنية الثقافية والتاريخية.
الفنان جمال طالبي بارع أيضا في الأعمال الفنية الوظيفية التي جمعت بين الجانب الفني التشكيلي واحتياجات السوق ومتطلبات حياته اليومية..مصمم، نحات ورسام جمع في تصاميمه منجزات مطالب السوق، بين العمارة الحديثة والعتيقة في التصميم الواحد، التصميم الذي يتيح لصاحبه بفتح باب فقط، السفر عبر الزمن بين اليوم والأمس والعكس صحيح...
بوكرش محمد
07/11/2013
تعليقات
إرسال تعليق