2000 حبيب سايح: وما هو بالشعر، أبدا

2000 حبيب سايح: وما هو بالشعر، أبدا


فأنا بكما القتيلْ
قالت ليَ السوداءْ
ما الذي يبقيك في القيدْ؟
أنت الأبيضُ
أنا السوداءْ
أنا فيكَ
ظلمة الضياءْ
أَذقْني مِنْ حرْثكَ طَعْم البشرة اللذيذْ
ومزْمزْني شفتيكَ عذوبة لعتق النبيذْ.

اِنْصبْ رايتَكَ على نَهْدي
وارْشُقْ في باب كبريائيَ سيفكْ
لا أهتمُّ إنْ كان يُردي
أُنطقُ بلوني فيكَ لغةً ترْسُم لخوفِكَ حلْمَكْ
كيْمَا تَجْعلَ منّي امرأةً تقولُ لربيعكَ صيْفَكْ.

عن الخريف لا تُحدّثْ تلك البيضاءْ
فأنتَ بدءُ الفصلْ
اِنْهمرْ في روحي جَمْرَ سَناءْ
فشتاءً أنا أجدرُ من النار بالوصلْ.

قلتُ لها: خدعتْني فيها جميعُ الصداقاتْ
أنا الطفلٌ طالما نَوّر لها المساءاتْ
بحكايا علّمتْها فعْل الحماقاتْ.

فهاتَيْ ماءَ الصبرِ
يا سودائي
من ودي لها أغتسلْ
ووفائي
هذا جسدي خذيه شمعا
فهي الفتيلْ
واشتعلي أنتِ عود ثقابْ
فأنا بكما القتيلْ.
2000
ــــــــــــــــ
وما هو بالشعر، أبدا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح