*البؤس المهندَس* / عبد الكريم ينينة*البؤس المهندَس* / عبد الكريم ينينة
*البؤس المهندَس* / عبد الكريم ينينة
تقول إحدى المعادلات المعوية: تشتري بيتزا "دائرية"، تأخذها بعدما يضعها لك البائع في علبة "مربعة"، لتحملها حيث تأكلها مع عائلتك أو أصدقائك قطعا "مثلثة".
يحدث مرارا هذا المشهد الهندسي في حياتنا اليومية، غير أن الكثيرين تلازمهم طيلة حياتهم أشكال هندسية أخرى، ففي هذا البلد، يظل الإنسان "المستقيم" وحده من يسير على خط "منكسر" إلى أن يهرم و"يتقوس" ظهره من شدة المكابدة، ثم في الأخير ينتهي بشكل "منحن"، فيصير ينظر مرغما إلى حذائه أثناء المشي، حتى لا يتطلع إلى أشياء أعلى، وحين يرفع رأسه بصعوبة لينظر خطأ إلى آبار البترول "الله يبارك" يرتد إليه البصر خاسئا وهو حسير.
في بلد بأقل من أربعين مليون نسمة، وبمساحة تقدر بأكثر من مليونين كلم²، بثروة نادرة فوقنا، من فصول منتظمة، وبثروة هائلة تحتنا من بترول وغاز وذهب ومعادن لها أهميتها القصوى في السوق العالمية، وثروة في البحر لا تحصى، حيث حوت "التون" وحده، يعبر مياهنا بآلاف الأطنان، مرسلا رسائل شكر إلى سلطاتنا أثناء عبوره دون مشاكل أمنية تمس سلامة غلاصمه.
بلد وهبه الله كل شيء، وهو الوحيد الذي يتصدق فيه مسؤولوه على مواطنيه أمام شاشات التلفزيون، في إذلال موثق بالصوت والصورة، مثلما الحال مع قفة رمضان.
دعونا من كل هذا، ولنطرح السؤال المصيري: فبعد قضمة المواطن الأولى لمثلث البيتزا، أي شكل هندسي تراه سيشكله؟! بالتأكيد سيكون الشكل "المنحرف"!
المرجع:
https://www.youtube.com/watch?v=ROTW9kbVT9A#t=24
تعليقات
إرسال تعليق