بورتريه / الشاعر بوزيد حزر الله باسقاط على الشاعر والفنان التشكيلي العراقي علي رشيد نموذجا / بوكرش محمد
بورتريه / الشاعر بوزيد حزر الله باسقاط على الشاعر والفنان التشكيلي العراقي علي رشيد* نموذجا / بوكرش محمد
ما قام به الكاتب والروائي الصديق الخير شوار بالبورتري الخاص بالمبدع الشاعر بوزيد حرز الله ويخص تجدد هذا المبدع الصديق الشاعر بوزيد باستمرار، بوزيد المتملص بتمرد جميل من فراهدية الشعر العربي وقوالب نظمه التي يحسنها هذا المبدع مثل غيره وأحسن منهم، في كثير من أعماله الكلاسيكية السابقة، محافظا على توابل الجماليات بدقيق وجميل مرامي المعاني المباشرة، الرمزية والمجازية بالاختزال والمختصر المفيد ..وكأني بالأديب الناقد الجميل الخير شوار بالاسقاط، يلامس قصدا أو بغيره عالم الفنانين التشكيليين المعاصرين، وذلك بمثل ما قرأت له في هذا الموضوع أو البورتري.. وبالتحديد يلمس مثل تجارب الفنان التشكيلي العراقي والشاعر الأستاذ علي رشيد* الذي التقيت به بالمنتصف الأول من شهر أوت هذه السنة 2014 بالمهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس تونس. الجميل في الموضوع أن الفنان التشكيلي والشاعر العراقي علي رشيد في حوار معه لمحراب التشكيل وهو سابق لما جاء به صديقي الأديب الخير شوار يصب في ذات الموضوع وخصوصيته التي تبلور وتطور قوالب سرد المعنى من نظم وسابق شكل وقالب الى التحرر بالتجريب والتجدد المستمر..أكد لي هذا ( مرامي علاقة الشعر بالفن التشكيلي) الشاعر المبدع الفنان بوزيد حرز الله بالمشروع الذي هو بصدد العمل على تحقيقه يخص هذا التكامل بالذات بعد ان اتصل بي هاتفيا للتعاون على تجسيده (..سنعلن على ذلك لاحقا بعد دراسته..).
ذكرني أيضا صديقي بوزيد بهذا المشروع المشروع بلقائي بمجموعة شعراء الشعر المعاصر الأروبي بقاعة متعددة الخدمات بكرتاج حنبعل بتونس سنة 1999 أقيم فيها معرضي الخاص التشكيلي وأمسية شعر لهؤلاء الشعرا الذين أجمعوا في حديث وجه لي بالمناسبة: بأن تجدد الفنان التشكيلي بعالم التجريب الذي يقوم به باستمرار علمنا كيف نرى، علمنا كيف نصنع تكوينا وبالتالي علمنا كيف نكتب..
ذكرني أيضا شاعرنا بوزيد حرز الله بما لوح به وشهد بذلك الشاعر مفدي زكرياء في بيت له كتبه بالسجل الذهبي الخاص بالفنان التونسي علي عيسى بمعرض له أقامه بمناسبة احياء عيد ميلاد بورقيبة بمنستير تونس سنة 1965.
يقول في البيت:
الرسم كالشعر الهام وابداع ***والشعر كالرسم اشراق واشعاع.
خلاصة القول أن الأدب .. وخاصة الشعر المعاصر الجزائري بخير بأمثال المبدع حرز الله والخير شوار.
بوكرش محمد 22/09/2014
BOUKERCH MOHAMED
ــــــــــــــــــــــــــــــ
المرجع:
1
حوار مع الفنان والشاعر العراقي علي رشيد
http://www.youtube.com/watch?v=XijfJE_hcMY
2
بورتريه/ الشاعر بوزيد حزر الله
2
بورتريه/ الشاعر بوزيد حزر الله
بسرعة "انتهى" إلى التجريب
الخير. شوار
الأربعاء 20 أوت 2014
"بسرعة" يتجاوز الشاعر بوزيد حرز الله نفسه، ليضع تجربته الشعرية أمام تحد جديد يلخصه في عبارة "انتهيت إليك"، العنوان المبدئي لمجموعته الجديد الجاهزة للنشر عن دار العين القاهرية.
ولأن بوزيد شاعر قلق، فقد يقدم على تغيير العنوان ليصدر في صيغة أخرى، وفي كل الأحوال، فإن العبارة بقدر بساطتها "الظاهرية" تحيل إلى عمق صوفي، وربما الانتهاء الوارد في الجملة لا يوحي بالنهاية بقدر ما يؤكد على المنتهى، وهي القمة التي يريدها أي مبدع ليجد نفسه مخيّرا بين هاوية سحيقة وبين قمة أخرى في جدلية لا تنتهي إلا بانتها التجربة الحياتية كلها.
لقد طوى الشاعر بوزيد حرز الله المسافات، وتجاوز تجاربه السابقة التي انطلقت من الكلاسيكية، لتدخل رحاب التجريب من أبواب متعددة، وفقدت القصيدة عنده اليقينيات القديمة من إيقاع وطول، لتعانق القلق النثري.
وليس سهلا على شاعر نشأ داخل الشكل الكلاسيكي للقصيدة، بارع في الاوزان الخليلية وعارف بأسرار اللغة أن ينفلت من سياجها، لكن بوزيد نجح في ذلك وخلع عنه ثوب القدامة، ليحتضن قلق التجريب في كل مرة، وكم بدت صعبة تجرية "بسرعة أكثر من الموت" على التجاوز، التي صدر في طبعة مشرقية وأخرى جزائرية، منذ مدة ليست بالطويلة، لكنها أصبحت في حكم التراكم الإبداعي لبوزيد الذي عاش جنون التجربة من عقود عديدة وعاصرا أجيالا من الشعراء وتجدد مع كل مرة.
وقبل اكتشاف التجربة الجديدة لبوزيد (انتهيت إليك)، نحاول التخفيف في وطأة السرعة التي تميز هذا العصر، لنعيد قراءة "بسرعة أكثر من الموت" قبل أن يطوي صفحاتها الإصدار الجديد. فمع أن "الشيطان يسكن في التفاصيل" كما يقال، إلا أن هذه التجربة تحاول إيهام القارئ أنها تخلصت منها، لكلها لم تتخلص - في الواقع- إلا من تفاصيل الشكل الخارجي، وكانت أولى الثورات "الشكلية" على قالب الشعر وعموده، وهي الثورة الواعية بحكم أن بوزيد حرز الله واحد من أهم الشعراء المتحكمين في الشكل الكلاسيكي، ومع أن "الثورة" بدأت ضمنية منذ بداية المتن، إلا أنه أعلنها صراحة بعد ذلك في المقطع "المهدى" إلى "الخليل بن أحمد الفراهيدي" (حارس القوالب الشعرية الكلاسيكية) وهو يقول له: "اختصارا للكلام- الشعر- يريد- إسقاط- النظام".
لقد تمكن بوزيد بالفعل من "إسقاط نظام الفراهيدي" الذي سجن داخله الشعراء قرونا طويلة ولم يسلم من "بطشه" إلا من كانت شعريته متميزة وعابر للقوالب واللغات.
وتكتسب عند بوزيد القصيدة معنى جديدا، ويقول بشأنها: "حين توقع بي- وتسلمني للبياض- ستعلن عن موتها". ولا مكان هنا لموت "المؤلف"، الذي يتجاوز الأشكال والقصائد" ويعيش تجربة جديدة مع كل نص جديد يكتبه.
تعانق القصيدة "البوزيدية" تفاصيل أخرى، وهي تقرأ بالوعي الشقي من كتاب الحياة الواسع ومن كتاب الرحلة على وجه الخصوص، حيث تحضر التجربة الوجودية مستترة أحيانا وواضحة في بعض المفاصل، ونقرأها أيضا في أسماء الكثير من أصدقاء الشاعر وقد أهدى لهم نصوصه أو كانوا حاضرين بأسمائهم في بعض المتون وهم من شهود التجربة الشعرية بكل تمردها وقسوتها وحميميتها.
وتزداد سرعة التجريب في المتن ما قبل الأخير ولا ينتهي إلا بكتابة عن أمكنة مختلفة بروح تتجاوز الشكل الخارجي لأدب الرحلة كما هو معروف، وبكلمات قليلة جدا نقرأ "مستخلص" بعض المدن والقرى، ومعها نقرأ أسماء بعض الأشخاص، مثل الشاعر المغربي إسماعيل غزالي ابن مدينة مريرت بالأطلس المتوسط، وفي مقطع باسم "مريرت" يقول بوزيد: فيها انهار من عسل- فيها أسرار الطين- فيها الوحش صديق للفقراء- فيها الإنسان تطهر بالصلصال- فيها آلهة الشهر- ونبي فيها- يدعى إسماعيل غزالي.
"بسرعة" ينتهي بوزيد حرز الله إلى مغامرة جديدة مفتوحة على كل الاحتمالات الجميلة.
تعليقات
إرسال تعليق