الأقصر تحتفي بأحد مبدعي قنا / ميدل ايست أونلاين


الأقصر تحتفي بأحد مبدعي قنا



الشاعر محمود مغربي: رغم كل المغريات هنا وهناك تظل قنا بيتي الاثير، فما أروع ان تتجول في شوارع تعرفك وتحنو عليك قبل ان تعرفها.

ميدل ايست أونلاين

أحد المخلصين لتجريته وللحركة الثقافية

الأقصر (مصر) ـ أقام فرع اتحاد كتاب مصر فرع الاقصر بقصر ثقافة قنا احتفالية لتكريم الشاعر الجنوبي محمود مغربي حضرها جمهور موسع من محبي واصدقاء المغربي، وأدارها الشاعر فتحي عبدالسميع، وفي حضور كوكبة من الادباء والشعراء والفنانين وأعضاء هيئة التدريس بجامعة جنوب الوادي. منهم الشاعر الدكتور ابوالفضل بدران، والفنان الدكتور أحمد عثمان.

وتحدث الشاعر والناقد فتحي عبدالسميع في بداية ادارته الفعالية عن المغربي الصديق والشاعر وايضا الجار وابن الحي وعن رحلة طويلة تمتد لسنوات، وعن أهم المحطات والمراحل والتفاصيل مشتركة في رحلة الابداع والشعر.

* ثم تحدث الشاعر محمد جاد المولى رئيس فرع الاقصر قائلا: تحية لكل الحضور جميعا وباسم مجلس ادارة اتحاد كتاب مصر، نكرم الليلة في احتفاليتنا أحد شعراء الجنوب ومصر، أخلص كثيرا للكتابة وللثقافة وللحركة الادبية، ويعد من انشط الشعراء، كرم في مصر كثيرا وفي خارج مصر في المحافل الدولية الادبية والفنية، ونحن هنا نكرمه بين أهله ومحبيه في قنا التي يعشقها ويقول عنها دائما:

"ورغم كل المغريات هنا وهناك تظل قنا بيتي الاثير، فما أروع ان تتجول في شوارع تعرفك وتحنو عليك قبل ان تعرفها، هنا اشتبك في عناق حميم مع وجوه الناس، خصوصا البسطاء، تتفاعل مع كل شيء حولك في المقهى أرصد كل شيء وأتامل كل شيء حولي. هنا كل شيء يربت عليّ بمحبة وحنو رغم القسوة التي يعرفها العالم عن الصعيد.. نعم هناك مدن تسحرني ولكن لا مدينة تحتويني سوى قنا".

ومحمود مغربي أحد المخلصين لتجريته وللحركة الثقافية في مصر وعلى مدار عقود لم يتوقف، يكتب ويشارك ويصدر مجموعاته الشعرية ويشارك في تقديم الاصوات الجديدة في صعيد مصر وغيره.

ثم تحدث الشاعر الدكتور ابوالفضل بدران عن المغربي وتفاصيل من اهمها حفل تنصيب اتحاد طلاب كلية الاداب في قنا عام 1980 حيث كان هو رئيس الاتحاد وكان المغربي وحفل الاتحاد مختلفا ومغايرا، كان مهرجانا شعريا كبير لشعراء الصعيد في حضور محافظ الاقليم في ذلك الوقت الراحل عبدالمنصف حزين وقيادات المحافظة وكليات قنا التابعة لجامعة اسيوط في ذلك الوقت، وكلنا من ذلك الوقت قلنا هذا الفتى الشاعر لن يتوقف عن الكتابة والنشيد واستمرت رحلة المغربي مشرفة لنا جميعا في مصر وخارجها تحية للمغربي الصديق والشاعر ورفيق المحبة.



ثم انشد قصيدته "محمود أنت" المهداة الى المحتفي به، ويقول فيها:

محمودٌ أنتَ

لماذا جئتَ لتغرفَ من طين الأرض كلاما،

يغدو شعرا،

كيف غزلتَ شعور النسوةِ؛

فَصّلتَ قصائدهنّ قدودا مُلسا؟

مَنْ أنبأكَ سرائرهنّ،

حكايتهن وبسمتهنّ وغمّازة أعينهنّ،

وحزن الفقدِ، ووجد صبابتهنّ،

ومن أنبأكَ بهن؟

ومن علمك حلاوتهنّ،

فرحت تطاردهن بأرض الله،

وتفتنهنّ

وتلقي شعرك في مكناس،

مراكش،

رحت تجوب الأرض تصورهن

بمشرقهنّ ومغربهنّ،

فَعُدْ لبلادك واصرف عنه الكيد

فمحمودٌ يصبو كالموج إليهن

قطّعن لشعرك يا محمود أياديهن

أغويْنكَ ،

فصبوت إليهن

ألقَيْنكَ في جُبّ الحب،

فوَيْلَكَ منهنْ

هن ملاذك ، لكنْ

أخشى أن تغدو بين العشاق شهيدا يقتلن ويقتلهن

يا محمود

شِعرك من نبت الأرض،

فإن ناءت أرضك من أوجاع زمانك ، فابحث عنهنْ

محمودٌ "جُنَّ وربّ الكعبة"

محمودٌ جُنَّ بهنْ !

كما تحدث الشاعر والكاتب المسرحى صفوت البططي قائلا: المغربي من أحب الناس لقلبي، واحد الوجه التي اخلصت للثقافة والابداع على مدار العقود، لم يبخل على احد، ساند الكثير من الشباب والاجيال الجديدة ومازال يواصل العطاء، والمغربي الان في اسفاره هنا وهناك يحصد ما قدمه من عطاءات خلال عمره الادبي منذ 1980 وحتى الان، تحية تليق بالمغربي الشاعر والانسان الذي يجيد خلق المحبة في اي محيط يوجد فيه، ويبقى ان اقول للحضور شكرا لكم محبتكم للمغربي.

بعدها قدم الشاعر محمود مغربي شهادته التي نرى فيها ملامح بعض محطاته الادبية ويقول في بعض سطورها:

ها أنا محمود مغربي ابن الصعيد قنا تحديدا أجلس امامكم اتحدث في شهادة كما يحلو يسميها البعض، وانا اقول هي حديث مني اليكم واليَّ ايضا، فيها استعيد السنوات التي فرت سريعا ما بين فبراير 1962 الى اليوم الخميس 11 سبتمبر 2014 عقود مرت بحلوها ومرها، تفاصيل يصعب حصرها رغم اني ازعم أنني احد أصحاب الذاكرة القوية.

ولكن لما لا نحاول بجهد حميم ان نفتح بوابة الذاكرة والتفاصيل البعيدة هنا وهناك!؟

** أول ما يطل على وجه ابى يرحمه الله (مغربي) الرجل الذى بالكاد كان يكتب اسمه في الحضور والانصراف في عمله، وايضا استمارات المرتبات بهيئة الطرق والكبارى بقنا. أبى الذي اقول عنه في قصيدة "أبي":

أبي

ما عادَ يمسكُ غرَّةَ الفجرِ

أبي

فأسُهُ الهائجُ ما عادَ يرقصُ

تحتَ إبطه !

فقط ...

يلوكُ دمعةً ..

يدخلُ كونًا غائمًا!

ابي مغربي أول معلم لي.. سويا كنا نسبح وقال تعلم السباحة لا نكن جبانا وترهب الماء في كل مكان وتعلمتها وأصبحت ماهرا بين اقراني.

علمني كيف احترم الارض والحقل والماء معا لانهم مصدر الحياة، وكنت فخورا وهو يكلفني اثناء غيابه بحرث الارض بالمحراث القديم الفرعوني وانا اغني خلف المحراث بالموال الشعبي "اسمر سلامة"، واجبر البقرات ان تنصاع لأمري ولا تستهين بصغير مثلي.
وأستعيد الان مشاهد رعايته لحقله، وللقمح خصوصا كيف كان يخرج الحشائش الضارة ليكون الحقل خاليا من الطفيليات.

اكتسبت منه محبة الاطفال الصغار في الشاعر وجيران الحقول المجاورة، كان يجلسهم على حجره ويأكلون معه، حتى ذلك الطفل المعوق الذي كانت تقفل الابواب في وجهه من الجيران، تعلمت منه كيف يحتوي الطفل ويغسل وجهه من جدول الماء ويجلسه بيننا انا واخوتي ليأكل معنا فطارنا الصباحي في الحقل، كان الطفل بداخلي يرصد كل هذا بعمق شديد.

** وامي يرحمها الله السيدة الخمرية الملامح، بنت القرية التي عاشت في حي شعبي من احياء شرق مدينة قنا، علمتني الكثير والكثير وكانت كنز حكايات الطفولة والامثال الشعبية والطقوس القروية تفاصيل عديدة لا حصر لها.

امي المرأة الحميمة التي تحنو وتحب اصدقائي وصديقاتي في كل مراحل عمري، فقد كان بيتنا مفتوحا، وطبليتنا نمدها دائما، بأفضل الموجود ولا أخجل من هذا ابدا، علمتني كيف اكون كريما مع الجميع، حتى مع يتصف بالبخل وينفر منه الناس.

ومن حسن حظي ان هذه الام جاءت قبل موتها بيوم واحد الى شقتي وكان يوم جمعة وقضيت يوما كاملا مع اولادي وكانت توصيني كثيرا على كل شيء اخوتى البنات واخي محمد واولادي .. ووتفاصيل عديدة.

ان والدى وأمي هما بالفعل الكنز الحقيقي الذي جلعني الان بينكم واكون بين الناس هنا وهناك في مصر وخارجها، لذا ليس بكثير ان اتوقف كثيرا في حضورهما الدائم رغم الغياب.

** من المحطات المهمة في حياتي

- البدايات دائما لها روافد وقنوات مختلفة، يمكنني القول بأن بدايتي تجلت في مشاركتي لجماعة "رباب الأدبية" عام 1980 والتي كان يشرف عليها الشاعر أمجد ريان في فترة وجوده في محافظة قنا بصعيد مصر, وارى أن وجودي واحتكاكي بكل أفراد هذه الجماعة أضاف وفتح الكثير من النوافذ الهامة لي, في هذا المناخ تعرفت عن قرب على إبداعات الكبار أدونيس وسعدي يوسف وعبدالمعطى حجازي والبياتي وصلاح عبدالصبور والسياب وأمل دنقل والأبنودي وغيرهم.

كل هذا أضاف لي الكثير وفتح أمامي نوافذ جديدة لأول مرة, عرفت بأن هناك شعراً مختلفاً غير ما درسناه في المراحل الدراسية المختلفة وجعلني أدرك مبكرا تطورات القصيدة العربية عبر مسيرة أجيالها، ومع جماعة "رباب الادبية" تعرفت وصادقت صحبة مبدعة واحترمها كثيرا في قنا من طلاب الجامعة في ذلك الوقت امثال: ابوالفضل بدران، قرشي عباس دندراوي، عبدالرحيم كمال، عبدالله صالح وغيرهم .

وهناك أيضا أشخاص أدين لهم بالفضل أذكر منهم الشاعر أمجد ريان أول مستمع حقيقي لما كنت أكتبه في ذلك الوقت، وجهني كثيرا ونشر لي اول قصائد ومقالات في أعداد مجلة "رباب" وهي احدى مجلات الماستر, وهناك أيضا الروائي يوسف القعيد الذي شجعني بحماس في أول زيارة له لصعيد مصر في عام 1980, ومن مبدعي الصعيد الرواد لنا في هذه الفترة سيد عبدالعاطي, عطية حسن, والأديب الشامل محمد نصر يس، حمدي منصور، محمد عبده القرافي وغيرهم.

* أول مرة انشد فها الشعر امام الجمهور..

ونحن في مكبتة رباب جاءت الى دعوة لحضور حفل تنصيب اتحاد طلاب كلية الاداب بقنا. حفل تنصيب اتحاد طلاب كلية الآداب بقنا في عام 1981 حضرت بدعوة من أسرة كلية الآداب شاركت كغيري من شعراء المحافظة وكنت اصغرهم، وكان رئيس الاتحاد الطلالب في ذلك الوقت هو الطالب الشاعر محمد أبو الفضل بدران (أستاذ الأدب العربي حاليا في العديد من الجامعات المصرية والعربية) وشاركنا في حضور الحفل الكبير شعراء وأدباء قنا أذكر منهم الأديب محمد نصر يس، كرم الابنودي، محمد عبده القرافي، أمجد ريان، سيد عبد العاطي، وغيرهم.

** لمن اكتب ولماذا؟

- الكتابة هي الفعل الحقيقي ضد الموت .. ضد الفناء, بالكتابة أسماء عديدة رحلت ومازالت تعيش بيننا, الكتابة هي الفعل الخلاق وجدير بأن نضحي كثيراً من أجله.

- طقوسي في الكتابة هي محاولة حميمة لشخبطة هذا البياض لتخرج القصيدة التي وحدها تدخل الفرح لقلبي وتحاول أن تقول للآخرين شيئا. ودائما أرى بأن كل ما هو يحركني, يهزني بشكل تلقائي وعنيف هو دافع حقيقي للكتابة, للبناء, لذا أعتقد بأن علينا أن نفتش عما يبهرنا ويهزنا من أجل أن نعيش في كنف الكتابة وتجلياتها الخصوصية.

لدى إيمان راسخ بأن الشعر والإبداع والفنون في جوهرها عطاء إنساني، إذن كيف لي وأنا القارئ والمعايش لكثير من هذه التفاصيل أن أعيش بروح البخل في محيطي، إذن لا بد من التعاون والمشاركة في الدور الثقافي الذي أرى أنني أقوم به بشكل غير تقليدي منذ سنوات بعيدة، إذ أدعو دائما للمعرفة والجمال والفنون، ولا ابالغ إن قلت لكم إننى أفعل ذلك حتى في أثناء جلوسى في المقهى وفي سيارة الأجرة وفي القطار وفي عملى بهيئة الطرق والكبارى بقنا، ولقاءاتي في مراكز الشباب والرياضة المختلفة والجامعات والمعاهد، وأحيانا في المدارس الابتدائية، وفي الحقول عندما كنت أحرث الأرض وأعتلي النخيل، وبسبب ذلك صار لي خلال العقود الماضية مئات الأصدقاء والصديقات من أصحاب الأقلام المبدعة والفنانين التشكيليين، وكذلك من عشاق القراءة؛ كل هؤلاء كانت بداياتهم برفقتي، وكانت المحبة هي الجوهر والعنوان لأن بـ (الحب قصيرة هي مسافات السفر)، وأيضا بـ (الإخلاص.. حتما تصل إلى ما تريد، وأضع تحت كلمة (إخلاص) نخلة من نخيل الصعيد.. باختصار (أنا محب لكل شيء حولي، حتى للجماد، للطبيعة، لكل مفردات الله سبحانه وتعالى هنا وهناك)، لذا أرى في كل ما أقدمه (المحبة في جوهرها).

* جواز مروري في حديقة الشعر

أغنية "الولد الفوضوي" هو جواز مروري الحقيقي لعالم الشعر الغني والداهش والسحري. لقد صدرت المجموعة عن سلسلة الكتاب الأول بالمجلس الأعلى للثقافة المصرية 1998 ووجدت صدى طيبا جدا في الصحف والمجلات، فقد تمت مناقشتها في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب ضمن برنامج المقهى الثقافي, ونوقشت في أبحاث مؤتمر أدباء مصر من خلال الناقد الدكتور مجدي توفيق, كما نوقشت في دراسات موسعة في المجلات والصحف المصرية من أهمها دراسة تحت عنوان "الحداثة النقيض في شعر محمود مغربي" للأديب والناقد عبدالجواد خفاجي وكتب عنها آخرون أمثال فتحي عبدالسميع ومحمود الأزهري وغيرهم.

* لو تحدثت عن شبكة الانترنت اقول:

- شبكة الإنترنت هي بصدق إعجاز العصر الحديث الذي توفر لكل الناس, من خلالها أعتقد بأن الإبداع أصبح أكثر رواجا وفتحت أمامه الأبواب المغلقة وكسر الحواجز هنا وهناك يعني أن الشبكة لها فضل كبير على حركة النشر والتواصل بين الكتاب والقراء وبين الكتاب وبعضهم البعض، هي لها جهد خارق في تواصلنامع كتابات الآخر، في كل بقاع المعمورة, إذن نحن مع شيء سحري يدهشنا ويقدم الجديد كل يوم ويظهر لنا الجديد في كل المجالات، وعلينا أن نعلم جيدا بأن فتح النوافذ والشبابيك والأبواب خير من إغلاقها, فتح النوافذ يعني الضوء والنور والهواء الصحي و و و و و و و ولنطمئن بأن الإبداع الحقيقي سوف يبقى ويصمد لأنه حقيقي أما المزيف سوف يندثر تماما, التاريخ والأيام تغربل كل شيء وتضعه في مكانه الحقيقي الذي يستحقه.

من المواقف التى لا تنسى في حياتى بأن أول دعوة توجه لي للمشاركة خارج مصر كانت من خلال شبكة الانترنت فقد تمت دعوتي للمشاركة في فعاليات الطبعة الثانيى لعكاظية الجزائر للشعر العربى من خلال وزارة الثقافة الجزائرية، الديوان الوطني للثقافة والاعلام، وذلك في الفترة من 8 الى 14 مايو 2008، فرحت كثيرا وقتها وشكرتهم على الدعوة وسألتهم عن الجهة التي قامت بترشيحي للمشاركة في هذه الدورة أجابني مدير العام للمهرجان لخضير بن تركي بان هذه الدعوة موجهة لي من وزارة الثقافة الجزائرية والترشيح ايضا منها، وذلك بعض اطلاع من يحق لهم ترشيح ادباء العالم العربي على مشاركاتي على شبكة الانترنت وزيارة مدونتي. وتمت ارسال الدعوة على اميلي الذي اخذ من مدونتي وكذلك تم الاتصال عبر هاتفي المدون في تفاصيلى الشخصية في المدونة.

* وقال المغربي عن المرأة:

المرأة محور مهم ليس في حياة الشاعر وحسب بل في كل حياتنا، هي ضرورية للكون، فكما أقول (الحياة بلا امرأة صحراء)، أنا أحد الذين خبروا الصحراء وعاش فيها مفردا لشهور كثيرة، وعشت مع مفردات عظيمة خلقها المولى سبحانه وتعالى مثل البحر والجبال والرمال، والصحراء كنز حقيقي للتأمل ولفضاءات أخرى عديدة، كل هذا أعطى للمرأة بعدا آخر مهما للحياة، لذا أرى المرأة المفردة الكبرى في قاموس الحياة، بدونها يختل توازن الطبيعة. المرأة ببساطة هي حديقة الحياة بحلوها ومرها، فكيف لا نحتفي بها بشكل حقيقى وندرك قيمتها؟!

ويمكنني القول بشكل عام إن قصائدى محاولة مخلصة للبحث والتأمل، ومحاولة مخلصة من أجل الخير والعدل والحق، ومحاولة من أجل أن أعيش في كنف المعرفة وشقائها المحبب، تجربتي أتركها لغيري يقيمها، ولكن بصدق أشعر بسعادة غامرة وأنا أجد الحفاوة الحقيقية في بلدي مصر وخارجها أثناء مشاركتي في المؤتمرات، وهذا لن أجده سوى في الكتابة؛ فهي الفعل الخلاق القادر على الدهشة ووضعنا في مرتبة تستحق الاهتمام والحفاوة.

* وعن السفر للخارج قال المغربي:

في مايو 2010 كانت اولى سفرياتي للخليج تحديدا الى دولة الامارات العربية المتحدة بدعوة من اتحاد كتاب الامارات مشاركا في فعاليات "ايام الاقصر الثقافية بدولة الامارات" ردا على زيارة ادباء الامارات للاقصر، وكنت سعيدا وانا أقف على شاطىء الخليج العربي بدون كفيل، وقلت ساعتها شكرا للشعر الذي جاء بي الى هنا، واقول الان شكرا للشاعر الكبير حسين القباحي صاحب الجهد الاكبر في اتمام هذه الفعالية لان تواصله الحميم والراقي مع ادباء الامارات وفر النجاح لهذه الزيارة التي تظل عالقة في الروح والذاكرة بكل ما تحمله من وجوه عربية قابلتها هناك في مدن الشارقة وابوظبى ودبي، وتظل للرحلة الاولى عبق خصوصى لا ينتهي مهما سافرنا كثيرا بعد ذلك.

وفي عام 2011 بدات الكتابة في مجلة اسرة مغربية بطلب من رئيسة التحرير منال شوقي وخصصت صفحة زاوية شهرية تحت عنوان "همسات شعرية" وللعجب هو نفس الاسم للزاوية التي كنت اكتبها في مجلة "أقلام قنائية" المجلة الفقيرة الماستر التي كانت تصدر عن مديرية الشباب والرياضة بقنا ويرأس تحريرها الناقد خير سليم، وكنت مشرفا على القسم الادبي في المجلة وذلك لاني حريص على وجود الابداع والفنون في كل مكان، ومن لفت نظري للزاوية والاسم والتطابق مع الاختلاف مجلة اسرة مغربية فخمة جدا وصفحات كثيرة وبها جهد تحريري وتنافس مجلات الخليج العربى، هو الفنان عبدالملك عطية الذي كان يقوم برسم واخراج مجلة "اقلام قنائية" لسنوات طويلة في بداية التسعينيات، المهم وهو يتصفح العدد الذي كان بيدى قال لي بالحرف: الاخلاص لا بد ان يحقق النجاح يا مغربي، الكلمة جعلتني اتوقف كثيرا واستيعد المشاهد والسنوات الطويلة، التي يعرفها فقط من عاصر تجربتنا ورحلتنا في قنا والجنوب من أمثال رفاق الابداع فتحي عبدالسميع، أمبارك ابراهيم، محمد حسن علي (محمد حسن العجل) وغيرهم.

وبعد مرور العام تصلني دعوة مشتركة انا وصديقى المبدع الطيب اديب الذي يشاركني الكتابة في المجلة ايضا لزيارة اللمملكة المغربية، وتم وصول تذاكر الطيران وحجز الفندق الفخم في عين دياب افخم بارقى المناطق السياحية في مديمة كازا الدار البيضاء وكذلك برنامج كبير لزيارة مدن المملكة، وتحقق الحلم، وانا مذ الصغر كنت من هواة المراسلة والتعارف وكانت لى صداقاتي في المغرب العربى ليبيا تونس الجزائر والمغرب، وما أجمل ان تتحقق بعض الاحلام.

يكفى وانا أتامل على مدد الشوف جبل طارق والمضيق والعالم الذي اراه بالعين المدرجة مدينة طريفه الاسبانية ومن بعدها بوابة اوروبا وعالم الغرب واتذكر جيدا رحلة الشاب "سانتياجو" راعي الأغنام الأسباني الذي يذهب في رحلة للبحث عن تحقيق حلمه بالعثور على الكنز المدفون قرب أهرامات الجيزة في مصر، وذلك في رواية "ساحر الصحراء" للروائي البرازيلي باولو كويليو، ترجمة الروائي الكبير بهاء طاهر.

وللجنوب الختام:

إن مفردة الجنوبي تجعلنا نستعيد الجنوب، صعيد مصر، بكل تفاصيله الثرية؛ شعراء أميون ومتعلمون، بالجلباب والبنطال، حنان الجنوب وقسوته، مفردة الجنوب تجعلني أرى "المغربي" الصبي حاديا خلف المحراث، يشدو بالمواويل، يؤنس نفسه وروحه المنفردة في الحقول البعيدة عن المدينة في القيلولة، أتذكره مندهشا ومصغيا إلى عازف الربابة الشجي، الذي يجيء مثل غيره في وقت حصاد محصول القمح، إلا أن "الجنوبي" يبقى مرتبطا بشعراء وأدباء كثيرين في الذاكرة العربية أمثال: أمل دنقل، وعبدالرحمن الأبنودي، وبهاء طاهر، ويحيى الطاهر عبدالله، وعبدالرحيم منصور، وحجاج الباي، ومحمد نصر يس، وعبدالرحيم حمزة وغيرهم.
ـــــــــــــــ

http://www.middle-east-online.com/?id=183976

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح