الفنان علي رشيد بمهرجان محرس الدولي الطبعة 27 سنة 2014 / بوكرش محمد
الفنان علي رشيد بمهرجان محرس الدولي الطبعة 27 سنة 2014
كنت من المحظوظين أن أعمل الى جانب الفنان العراقي علي رشيد بورشة التجريب التشكيلي التي منحنا اياها مهرجان محرس الدولي مدة اسبوع كامل بمقربة من ورشات أطفال البحر الأبيض المتوسط.
بسط الفنان علي رشيد مسنده على طاولة من طاولات المدرسة التي اتخذناها ورشة عمل مثله مثل طفل، كله انهماك ولا مبالاة بمن حوله من المارين والمتوقفين حولنا، المتابعين للحدث بكاميراتهم وآلات التصوير..وقف الفنان علي رشيد مطولا ينظر لبياض المسند بشبه غيبوبة وانغماس، ابيض له في نظري كل من حوله بما في ذلك وجودي ووجود الفنان محمد الجلوس..
حركات الفنان علي رشيد كانت شبه حذرة أثناء تمرير لونه الأبيض على سطح المسند أين قام بتوزيع وتلصيق ما مزقه من ورق كراريس مكتوبة جمعها من أعقاب ما تركه تلاميذة هذه المدرسة قبل الرحيل للعطلة الصيفية..
كلها دقائق وأصبح المسند المحطة الشيئية بملمس يشبه ملمس جدار بيت فقراء مهجور.. بعيدا بذلك كل البعد عن نعومة جدران بيوت مدن الأغنياء الكبيرة..
بالريشة، بالغراء، باللون الأبيض بكل ما مزقه من ورق موشوم بأقلام تلامذة المدرسة كان بناء اللوحة التي دار حولها بما لا يعد من الدورات منحنيا تارة الى الأمام وأخرى للخلف وكأن ريحا يقاومها، يتغلب عليها أحيانا بانحنائه الى الأمام متشبثا باللوحة وتثنيه تارة أخرى الى الخلف بقوة تفرض عليه خطوة خلفية يجمع فيها وزنه وانتصابه، ليعود مجددا للوحة دون أن تبرح عيناه مركز الاهتمام المتمركز باللوحة أو بجزء الجدار العتيق الذي صنعه وبدأ يتضح من خلاله جليا شقوقا وخربشات عفوية ، حروف مبعثرة وأرقام بألوان باهتة..وأخرى واضحة بصعوبة، وكأن الدهر قد ساهم في مسح جلها.. وقاوم الباقي منها عناد ذلك..
بالريشة، بالغراء، باللون الأبيض بكل ما مزقه من ورق موشوم بأقلام تلامذة المدرسة كان بناء اللوحة التي دار حولها بما لا يعد من الدورات منحنيا تارة الى الأمام وأخرى للخلف وكأن ريحا يقاومها، يتغلب عليها أحيانا بانحنائه الى الأمام متشبثا باللوحة وتثنيه تارة أخرى الى الخلف بقوة تفرض عليه خطوة خلفية يجمع فيها وزنه وانتصابه، ليعود مجددا للوحة دون أن تبرح عيناه مركز الاهتمام المتمركز باللوحة أو بجزء الجدار العتيق الذي صنعه وبدأ يتضح من خلاله جليا شقوقا وخربشات عفوية ، حروف مبعثرة وأرقام بألوان باهتة..وأخرى واضحة بصعوبة، وكأن الدهر قد ساهم في مسح جلها.. وقاوم الباقي منها عناد ذلك..
متابعتي له فرضت عليه تقاطع نظري بنظره فبادر لا شعوريا باستحضار نفسه بصعوبة مجيبا : ايه ايه، وكأنه يطالبني مستغربا بما حدث أثناء غياب طالت مدته وهي في الحقيقة وواقع الأمر مدة لن تتجاوز النصف ساعة تقريبا من بداية العمل..
كلها ساعتين ونصف وانتهينا من العمل في الفترة الصباحية من ذلك اليوم الصحراوي الساخن لمدينة محرس الساحلية الرطبة بتونس.
اجتمعنا من جديد نحن الثلاثة الفنان محمد الجلوس، المتحدث والفنان علي رشيد موضوعنا..بالفعل الفنان علي رشيد ظاهرة تستحق الدراسة والمتابعة بالتحليل النفسي خاصة، للوقوف على مدارات عالمه وعمله الذي لا يعدو أن يكون الا عالم وعمل طفل ظلمته الأيام والسنين ليصبح بعمره وشكله رجلا غزاه الشيب وتعب السنين المفروض علية وعلى جدران بيته الذي غادره مرغما...
بوكرش محمد 08/09/2014
BOUKERCH MOHAMED
تعليقات
إرسال تعليق