الفنان جمال طالبي بين مطرقة مخبر الخيمة التشكيلية بسيدي بلعباس وسندان المركز الثقافي الفرنسي بالجزائر / بوكرش محمد

الفنان جمال طالبي بين مطرقة مخبر الخيمة التشكيلية بسيدي بلعباس وسندان المركز الثقافي الفرنسي بالجزائر

بوكرش محمد 20/09/2014

وجهت جمعية البصمة التشكيلية لسيدي بلعباس دعوة رسمية للفنان التشكيلي جمال طالبي ليحضر فعاليات مخبر الخيمة التشكيلي الذي انتهينا منه نهاية شهر اوت 2014 فكان موافقا رسميا ليحضر هذه التظاهر التي يتبادل فيها الفنانون الأخبار، المعرفة الاكتشافات والخبرات..وتنجز فيه أعمالا نموذجية يتضح من خلالها معين كل فنان..

حضر الجميع وغاب الفنان جمال طالبي دون تبرير ذلك، لا بالهاتف ولا كتابيا، ليكون الجانب الأخلاقي في التعامل مع الآخر محسوما..

من باب السؤال عن حاله وعن غيابه اتصلت به بالسكايب.. سلمت عليه وما زلت استفسر عن باقي انشغالاته وما يحبك من جديد في عالم الفن.. لأني أعرفه من خلال نشاطاته الدائمة الفنية التي يعتمد عليها وعلى مداخلها أيضا في حياته اليومية..أي لا دخل له ماعدى مقابل ما ينجزه من أعمال فنية وظيفية تزيينية للملاهي الليلية والصالونات والسكنات الفخمة  أو بيع أعماله الفنية اذا وجد لذلك سبيلا..

بادر الفنان جمال طالبي يدعوني لحضور تدشين استعراضه الفني الذي انجزه بعد ان وافق المركز الثقافي الفرنسي على طلبه بفضاء المركز الثقافي الفرنسي وهو الأمر الذي تركه يفضل النشاط بالمركز الثقافي الفرنسي على أن يحضر مخبر الخيمة التشكيلية التي وعد بالحضور والمشاركة بفعلياتها.

فكان جوابي فور انتهائه من دعوتي لذلك، انه لا يشرفني أن أحضر معرضا جزائريا بالجزائر تحت سقف بيت أجنبي ( فرنسي) ..لا لشيء سوى أن العملية عملية حماقة جزائرية تعطي لفرنسا فرص اثبات أن الجزائري والجزائر في حاجة دائمة اليها ومن الغير ممكن أن يكون وتكون شيئا بدونها..

هذا ما يشاع وما تريد فرنسا اثباته لحثالات مستعمراتها ولأصدقائها  واقناعهم على الأقل متخذة مثل هذه العينات الباهتة شواهد وأدلة..

رفض الفنان جمال طالبي السيادة بالحضور لمخبر الخيمة التشكيلية بسيدي بلعباس الجزائرية بدعوة رسمية جزائرية جزائرية وقبل بانتظار رد المركز الثقافي الفرنسي على طلبه للقيام بعمل قد اقترحه لهم ، هذا الذي راح لأجله وعده بالحضور لمخبر الخيمة أدراج الرياح بمجرد قبولهم ذلك تزامنا مع أيام مخبرخيمتنا...

السؤال الذي يفرض نفسه بقوة: ما الفرق بين أن نعرض ونستعرض قدراتنا بمخبر الخيمة التشكيلية الجزائرية بالجزائر ونعرض ونستعرض قدراتنا بمركز الثقافة الفرنسي بالجزائر؟.

في الحالة الأولى استعراض ومعرض مخبر الخيمة التشكيلية الجزائرية موجه للجمهور الجزائري 1  وللجمهور الجزائري 2  بالخيمة الجزائرية بالجزائر، الفرق في نظري أن معرض مخبر الخيمة التشكيلي موجه لكل الجزائريين دون تمييز، أما معرض المركز الثقافي الفرنسي موجه لجمهور الجزائر 2... تحت سقف فرنسي  بالجزائر، وهم من ينادي بعودة فرنسا للجزائر ثانية أو من يبكي بمرارة  ذهابها على مدى الحياة..

صديقي الفنان جمال طالبي كان غيابك عن مخبر الخيمة التشكيلية الجزائرية موجعا.. وكان رغم هذا يكون مقبولا ومبررا لو كان معرضك واستعراضك للشعب الفرنسي بفرنسا بوساطة  مركزهم الثقافي ببلدنا وهذه مهمته الحقيقية في غير بلده، ان يعرف الفرنسيين بما ينتجه الجزائري الذي اضطهدته بالأمس بفكرة فكه من وحشية حيوانيته وتأخرة كما كانت تزعم وما زالت ..

لكن أن تعرضك علينا فهذه حماقة منك و ليس منهم. من منا لا يعرفك؟ الى درجة أننا أحسسنا بوجع غيابك على الخيمة التي تستحقك بالفعل.

لو كان مشروعك الذي قدمته للمركز الثقافي يعني لمركز الثقافة الفرنسي بالجزائر شيئا من خلال هذا بديهيا أنه يعني أشياء لفرنسا بالذات وبالتالي لا تحرم نفسها منه ويقام لذلك حفلا بعرضه في متحف اللوفر حبيبي..أو استضافة ذلك بأضعف الايمان بقاعة عروض محترمة بباريس أو بفضاء مركز بومبيدو ليمكن الشعب الفرنسي من اكتشاف عجب ما اكتشفه مركزهم الثقافي بالجزائر.. وليس بعرضك لنا نحن...

عزيزي جمال طالبي ما لم يحصل هذا، ثق أن سيدي بلعباس والجزائر ومخبرنا التشكيلي هم من يقدروا ما تقدمه أحسن تقدير وأحوج الناس اليك..مثل ما أقدره وقدرته لك بالأمس القريب ،اليوم وغدا..

ولن يثني من ايماني بذلك أحدا أو يشككني في قدرات أبناء وطني وذلك بارادتهم الاساءة لك ولنا من خلال قراءة أعمالك ، حتى وان كان ناقدا فرنسيا أو غيره،، مثل ما لا نتفاجأ اذا تكرموا  ومنوا عليك بشيئ تستحقه وهذا غير وارد اطلاقا ، لأن السياسة الفرنسية قائمة على تقزيم الآخر وخاصة نحن بالذات وتحسيسنا بالنقص ما لم تبادر هي بعلاج الفرد ليكون مواليا لها في بلده وليس بفرنسا وخاصة من هم برقعة مستعمراتها السابقة واليوم....وتتمادى بمن يكون منكم  لها معولا وجسر عبور الى...

سعدت باللقاء بك على السكايب وأقدر ظروفك وما ذهبت اليه بحسن نية، لكن...

مزيدا من العمل صديقي، ما زلت شابا يافعا والطريق أمامك لا يتسع الا للعباقرة وحاجة الناس* اليهم والأقربون أولى بالمعروف.

بوكرش محمد 20/09/2014

BOUKERCH MOHAMED