الفنان محمد الجلوس ونبض الأحاسيس / بوكرش محمد
الفنان محمد الجلوس ونبض الأحاسيس / بوكرش محمد
أزيد من ثلاثين سنة والفنان محمد الجلوس يمارس أجمل اللعب التي كبرت معه وكبر بها..فنان تشكيلي بكل وحدات القياس أكاديميا، وبغيرها ان كنا نؤمن به مبدعا بما تمرد وشذ عن القواعد المألوفة وهو بالفعل كذلك..محمد الجلوس وجه من بين الوجوه التي كانت ولا زالت تدرس ..
تجرب تبحث وبالتالي تتعلم بتوظيف جديد المعطيات التي تفرز هي الأخرى وتفرض اسلوبا مغايرا متجددا بتجدد معطيات اللحظة والاحساس..
التقينا به بورشة عمل بمهرجان محرس الدولي للفنون التشكيلية بتونس الطبعة 27 سنة 2014 رفقة الفنان العراقي علي رشيد والفنان التونسي سامي بن عامر..
كان اللقاء معه فرصة تعرفنا به وهو على ظهر العمل بحيث تتبعنا تجربته المستوحاة بتكويناتها في نظرنا من هندسة جوانح الطيور وخفة حركاتها وما يتبعها من حركات ارتدادية بيانيا..
عند ممارسة عملية الصعود (التجلي) ومنها التحليق بمفهوم حركة المسافر بسفره المتواصل الذي لا يرسى به على شاطئ بقدر ما يرسى به على قناعات..ومفاهيم ايحائية بايماءات واشارات ورموز تشكيلية معظمها استفزازي مثير للتساؤل وللجدل.
عند ممارسة عملية الصعود (التجلي) ومنها التحليق بمفهوم حركة المسافر بسفره المتواصل الذي لا يرسى به على شاطئ بقدر ما يرسى به على قناعات..ومفاهيم ايحائية بايماءات واشارات ورموز تشكيلية معظمها استفزازي مثير للتساؤل وللجدل.
تكوينات متعرجة ارتداديا تلازمها الوان احتراق متواصل بحمرته البراقة التي تميل بلون برتقالي متدرج باضاءة متناقصة يحفها من الجوانب بني داكن ينتهي بالسواد الفحمي.. ودخان يميل الى ضبابية تلف كونه والتكوين ، محمد الجلوس يذوب أيضا مع تدرج ألوانه في حياته التي تظهر على أنها عادية وما هي بذلك..
اذ يبادر كل مرة باحياء موضوع مناقشة كانت تهم العمل أو ترفيهية بمجرد ما يبدأ الحضور بتجاذب أطراف الحديث الا وينسحب تاركا المجال كله لغيره ويغوص بعالمه الباطني أو ملجأه الذي يؤمن له ما لا نستطيع فعله ..وبالتالي مدة حضوره الذهني والحسي معنا لا تتجاوز مدة ما يراه جزءا من صلب ووعاء ما يفضله أن يكون مخبأ أو مرتع محمد الجلوس.
وبالتالي محمد الجلوس لا يجلس لمن لا تتوفر فيهم كثيرا من التقاطعات معه ومع ما يعتقد ان يكون ويتوفر ..
والا كيف نفسر الوجوه التي كانت له موضوعا وتناولها بما لا يعد من ألوان المعادن...
فترة كاملة قد تتجاوز السبعة سنوات كرسها لمثل تعدد هذه الوجوه وقد تكون تعدد وجوه الوجه الواحد.. وكم هي كثيرة الوجوه متعددة الأقنعة التي أصبحت من استثمارات العصر...
محمد الجلوس فنان عملته ذهبية...نباهة، حضور، يقضة واحساس عالي.. محمد الجلوس مترجم جيد لكل ما ذكرنا في تكوينات عمله الشيئي وبالتالي في عمله الفني..أحمد الله على أن ساقتني الأقدار للتعرف على مثل هذه العينات والتجارب التي تجسدت بفضل المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس تونس 2014 وما سبقها من طبعات قبل سنة 1999 الى سنة 1994.
بوكرش محمد 13/09/2014
BOUKERCH MOHAMED
😀
ردحذف