خواطر حول "مرض العصر": التطرف / أحمد دلباني.
خواطر حول "مرض العصر":التطرف / أحمد دلباني. التطرف: يبدو، في اللحظة الرَّاهنة، ملكا على عرش الغبار في الأرض المريضة. وتبدُو المرحلة الحضارية التي نعيشُ حاضنتَهُ بامتياز وهو يكشفُ، بصورة عميقة، عن بعض أزمات حداثة عولميةٍ لم تصل، بعدُ، إلى نهاية سعيدةٍ للتاريخ الأرضيّ. في كل مكان حديثٌ عن التطرف. في كل مكان خوفٌ متزايد من نتائجهِ المُدمِّرة. كأنهُ التنينُ ذو الأوجه السَّبعة الذي ظل يتربَّصُ بالمُسافر؛ أو كأنهُ ظهرُ ذلك الوحش البحريِّ الذي لجأ إليه البحَّارة اليائسون بعد تحطم سفينتهم ليكتشفوا ورطتهم الفادحة كما أشار إلى ذلك نيتشه ذات يوم. هذا يعني أنَّ التطرف ما فتئ يعرفُ، جيِّدًا، كيف يتسلل إلى حياتنا من الشقوق والتَّصدعات في جُدران مدنيَّتنا الحديثة التي أهملت العدالة واحترامَ الإنسان وغرقت في الصِّراع الأهوج من أجل الهيمنة. التطرُّف: مرضُ العصر؟ ربما يكونُ كذلك. ولكننا لن نُوافقَ – بكل تأكيد – على النظر إليه باعتباره سببًا لمتاعبنا الحالية أو لجحيم العُنف الذي نشهدُ وإنما بوصفه، أولا وقبل كل شيءٍ، نتيجة. التطرفُ نتيجة وليس اختيارًا أو سببا أوَّل يتحكمُ بخيوط الفو...