مساء الخير معشر الفنانين / جلال حيدر
مساء الخير معشر الفنانين / جلال حيدر
قرأت ما كتبته أستاذنا وفناننا القدير محمد بوكرش، وتصفحت معظم التعاليق السالفة أيضاً، يبدو أنكم قسوتم قليلاً على هذه الجمعية رغم كل إحتمالات الأخطاء التي قد تحصل في جميع المناسبات حتى العائلية منها، ولن أحملكم شيئاً لأن الدوافع كثيرة، كي تكون فناناً يجب أن تغار على الفن أولاً ويكون لكَ وطناً تدفع لأجله كل شيء، هذا الضمير الحي الذي يدفع بنا كلنا للإنتقاد حتى ولو بكلام لاذع وقاسي، أنتَ من بين القلائل المنفتحين على جميع الملتقيات سواءا التي تتعلق بالفن التشكيلي أو الشعر والمسرح وغيرها، ولك باع طويل وعلاقات جيدة وسمعة طيبة وكلمة مسموعة ونظرة واثقة، تعرف جيداً كيف تبدأ هذه الملتقيات من الصفر، أنظر حولك حتى الثورات كيف تشتعل؟
زرت التظاهرات السابقة، كوني لا أسكن بعيداً على خنشلة، تعرفت على الكثير من اللوحات التي أعتقد أنها راقية، مادام المعيار في نوع المتعة التي منحتك إياها، وحسب الكثير من المتخصصين كانت لوحات في مستوى اسم التظاهرة، الإقامة والإطعام من إجتهاد رئيس الجمعية، وحضرت شخصيا تدخل أحد معارفه عندماً لم توفر الجامعة وجبة غداء وعشاء اليوم الأول، أمور كثيرة تمت بفضل إجتهاده، حتى أن القاعة التي خصصت للعرض منحه إياها رجل أعمال في أروقته وسط المدينة ولم تحرك دار الثقافة ساكنا، كان من المفروض دعم هكذا مبادرات طيبة، بالنسبة للحضور الجماهيري الذي تقاس عليه نسبة نجاح المعرض فلمن تقرأ زابورك يا داوود، لو كنا أصلاً مجتمع متذوق للفن لما بلغ بنا السيل الزبى، أما الدعوات فأظن أن جميع التظاهرات في الجزائر مهما كان نوعها لا تراعي قيمة الفنان أو الكاتب أو قيمة الأعمال المشاركة، بل لأغراض أخرى لايتسع المجال لذكرها، فلما نلقي جام لومنا على هذا الشخص عينه؟ وبهذه اللهجة القاسية، في حين كل الأطراف بما فيها الطبيعة والجمهور ضد الفنان، كان لزاماً أن نوطد علاقاتنا ونهمس في آذان بعضنا لعلنا نقضي ولو على بعض هذه المظاهر في الخفاء، لم أوفق في زيارة خنشلة هذه المرة لكني أثق أن صديقي مراد عبد اللاّوي لن يدخر جهدا لضيافة الفنانين وإن استلزم الأمر فتح ابواب بيته وأنت تعرف معنى ما أقوله لأنك واسع المعرفة به وملم بطباعه الكريمة، وجل من لا يخطيء...
هذه التظاهرة أعتقد أنها خرجت من طوق المديريات وفاعليها الذين كثيراً ما أذلوا الفنانين، وانبثقت في مايسمى بربيع الشباب، وللتسمية عمق فادح، وجب تحية كل هؤلاء الشباب للإختلاف الذي حققوه، والذي كان من المفروض أن يكون نعمة لا نقمة...
بالنسبة "للنيفو" الكلمة التي ترددت كثيراً في تعاليق الأصدقاء، فأظن أن أعمق وأفضع الفنانين الذين لطالما صنعوا الدهشة، وساهموا في رقي شعوب كثيرن، لم يكونوا من حاملي الشهادات وخريجي المعاهد والجامعات، والعودة إلى هذا الحديث في كل مرة أظنها مجرد إستفزاز فقط، أو أنه منطق إحتقار الأكاديمي للآخر ... الذي هو فؤاد في هذه المشرحة إن صح التعبير...
في الأخير أنوه الى وجوب تشجيع هذه المبادرات الطيبة في ضل هذا التهميش الذي تقوم به أعلى المؤسسات في الدولة على الفنان، في ضل الحياة البائسة التي يعيشها معظم الفنانين حتى في يومياتهم، في أرضٍ لم يرقى شعبها بعد لاحترام الفن، لقد كان من المفروض أن أجد مقالاً لمحاربة هذه الظواهر، لا أن نتحامل على بعض بشكل أو بآخر، كما أدعوكم لإصلاح ذات البين ومناقشة هذه النقاط المهمة بشكل سري وأتمنى أن تتمخض تظاهرة ناجحة تحتويكم جميعاً بألوان كاملة الألق...
تقبلوا محبتي / جلال حيدر
17/09/2016
تعليقات
إرسال تعليق