على هامش الزوبعة / مسعود بن لخضر غراب
. على هامش الزوبعة / مسعود بن لخضر غراب
اطلعت على مقال الدكتور أمين الزاوي عن المدرسة الجزائرية و دفاعه عن الوزارة ، و وزيرة التربية دفاعا عن قيم الجمال و التنوير و الفرح ، و قيم الحداثة و قبول الآخر، و الابتعاد عن قيم التخلف و الماضوية ،.. و تعجبت إن كان الدكتور يعرف الواقع التربوي و التعليمي في الجزائر ، و كيف يسمح لنفسه ، و هو الرجل الأكاديمي و العلمي ـ بتلك الاتهامات الخطيرة من قبيل : أن المدرسة الجزائرية تفرّخ الدواعش ؟؟!!! ، و أن قاعات الرسم و الموسيقى تحوّل إلى قاعات للوعظ و الصلاة ..؟! فعلى أي دراسة علمية اعتمد ، و على أي مسح استبياني شامل للجزائر من جنوبها إلى شمالها و من شرقها إلى غربها استند ؟ ، و هل أن جمعية العلماء المسلمين في نظره هي جمعية ارهابية داعشية ، و كيف ينظر لرائد النهضة الجزائرية عبد الحميد بن باديس ، و البشير الابراهيمي ، .. و هل يعتبر مثلا على بن محمد الوزير الأسبق و هو صاحب مشروع الإصلاح التعليمي و التربوي الحقيقي و العميق و التنويري الأصيل الذي عرض على المختصين ن و نشر على صفحات الجرائد الجزائرية ليطلع عليه الجميع ، والذي استبعد و أقصي بمكر مدبّر كما هو معلوم ، فهل يعتبره ظلاميا متخلفا ؟! معاديا للوطن ؟!
إن تزيين مقالاتنا و صفحاتنا بكلمات : الجمال و الفرح و المعاصرة و التحضّر و العلمية ... ، لا يجعل منها بالضرورة معبّرة عن تلك المعاني الغالية و القيم السامية التي أفسدتها ألسنتنا و أقلامنا بسوء الفهم و سطحية الاستعمال و السقوط المباشر و غير المباشر في التبعية للآخر ، قبل معرفة الذات أو العودة إليها ، و الانخراط في حسابات السياسة الملطّخة و خدمة الأهواء و المصالح النفعية ضيقة الأفق .
تعليقات
إرسال تعليق