للجادين فقط...../ الروائية والشاعرة سها جلال جودت
للجادين فقط...../الروائية والشاعرة سها جلال جودت
لست داعية إسلامي، ولست ممن يؤمنون بنشر كلمات اﻷوراد الجميلة من دون تطبيقها على أرض الواقع عملا يحبه الله ويرضى عنه، في تلك الحكاية واقع عايشت مامنحني الله إياه من بركات الرزق والعيش الحميد.
سادة الحرف المدنف إليكم ما وقع معي:
القانون المدني السوري يمنح المرأة اﻷرملة والمطلقة والعانس حق إرث راتب والدها، شريطة أن تكون قد ترملت أو تطلقت قبل وفاته، أي وهو مايزال على قيد الحياة وقع ماوقع، وكذلك التي لم تحظ بفرصة الزواج ، وإذا تزوجت وكانت قد ورثت الراتب يسقط حقها في الميراث.
هل وراء هذا الكلام حكاية ما؟
نعم هناك حكاية قد لا يصدقها بعضكم، وقد يصدقها كثير منكم.....
وﻷنني واحدة ممن ذكرت، أي ممن يحق لهن اﻹرث في راتب والدهن، فقد قررت ونويت بيني وبين نفسي حين أقبض ذلك الراتب فسوف أقوم على الفور بجعل جزءا من هذا الراتب صدقة جارية على روح أبي وأمي، رحمهما الله، وأسكنهما فسيح جناته بوافر حنان الرحمن.
إحدى قريباتي ترملت، وبعض أولادها صغارا، فاتصلت بها وقلت لها:- لفلانة من أولادك مبلغ كذا تأخذه مني كل شهر
ضاحكة سألتني:- إلى متى ويتوقف ذلك المبلغ؟
قلت:- إذا تزوجت، أو وظفت في عمل مؤسساتي.
الحكاية هنا لم تنته بعد، عند هذا الكلام، الحكاية بدأت اﻵن...
في دائرة التأمين والمعاشات وأنا أستلم ورقة اﻹقرار بحقي الشرعي في استلام راتب والدي الشهري، فاجأني الموظف بقوله:- انظري يا أختي، هذا الراتب الذي تستحقين، إضافة إلى راتب التعويض العائلي مع الحوافز...
صرخت عاليا:- يا الله
بهت الرجل من ردة فعل انفعالي، وتلافيا للموقف، قلت له:- يا أستاذ حماك ربي ورعاك، إن ما منحته لقريبتي اليتيمة عوضني الله إياه بما لم يكن في ميزان حسابي.
كتبت هذه الحكاية اليوم الجمعة ونحن في الشهر الحرام، لندرك تماما أهمية اﻷعمال الحسنة أفعالا لا مجرد منشورات وأدعية، جمعني الله وإياكم على محبته وطاعته، وغفر لي ولكم
تعليقات
إرسال تعليق