موقف و توضيح : "اليهودي الأخير لتمنطيط" / ميلود خيزار
ميلود خيزار
موقف و توضيح.
محمّد بن عبد الكريم بن محمّد المغيلي هو إمام و فقيه تلمساني، من قبيلة "مغيلة" البربريّة التي سكنت تلمسان و وهران و المغرب. و هي إحدى فروع قبيلة صنهاجة العظيمة.
و الحديث عن "العنف المقدّس" (بتعبير المفكّر روني جيرار) (منشورات 1972) يبدو "مسلوخا" عن سياقه الفكري الفلسفي المجرّد و لأنه يتحدّث تحديدا عن "العنف العاطفي" و "فلسفة الرغبة" ثمّ انه يتّخذ من المنظومات الأسطورية في تاريخ أوربا "المظلمة" مرجعا توثيقيا لقراءته، و إقحام ذلك في سياق تاريخي مغاير يعتبر تعسّفا منهجيا و فكريا غير مبرّر خصوصا و أنّ الأمر يتعلّق بحادثة ذات سياق سياسي- اقتصادي خالص. و تلك الطريقة تنمّ عن "حقد" كبير تجاه "الآخر"،"المختلف"، "المغاير"، و بشكل يجعل من "الكلام الكبير" الذي يحمله بمناسبة و بدون مناسبة، مجرّد "شعارات إيديولوجية" لا سند إنساني حقيقيّ لها. هذا إضافة إلى محاولته المفضوحة لإظهار "الجالية اليهودية" كجماعة مستضعفة و مقموعة.
لكنّ "روني جيرار" قبل أن يتحدّث عن "العنف" تحدّث " عن فكرة "التضحية".
يهود تمنطيط كانوا آنذاك اكبر قوّة اقتصادية في المنطقة و كانوا يتحكمون في التجارة و أهمّ عنصر حيوي و هو "المياه" و يرتكبون "تجاوزات" خطيرة في حق أهالي المنطقة (منها إفساد أخلاق الأهالي، التحريض بينهم، و خروقاتهم المتكررة لقوانين و أعراف المنطقة ذات الأغلبية "المختلفة دينيا و ثقافيا". و يبدو أن سيطرتهم الاقتصادية زرعت في نفوسهم "بذور الغرور" فبنوا كنيسا دون إذن من السّلطة.
علما أنّ اليهود لم ينسوا و لم يغفروا للمغيلي جرأته على غرورهم فانتقموا منه واغتالوا ولده البكر عبد الجبار، أثناء غيابه.
المحيّر في الموقف "الإنساني الكبير" لامين الزاوي هو محاولة تبريره لذلك بإقحامه (لفكر جيرار) حتّى يمنح موقفه بعض المشروعيّة الفكريّة.
لم نسمع بكاتب صهيوني يندّد بمجازر "دير ياسين" و "غزة" و التطهير العرقي المستمرّ للفلسطينيين من أرضهم التاريخية.
اعتقد انّه صار من "الضروري" فهم سرّ " تبنّي خطاب المظلومية تجاه سيفرديم" المنطقة لدى الكاتب (و اعتقد أنّ كتاب "يهود الجزائر" لفوزي سعد الله، سيكون مفيدا في فهم جانب مهمّ من الموضوع) إضافة إلى "الاهتمام المبالغ فيه" تجاه "مواطنين" شكّلوا نسيجا اجتماعيا و ثقافيا في مرحلة معينة من تاريخ الجزائر قبل أن ينقلبوا على عهدهم و لم يشهد تاريخ اليهود "تعايشا سلميا و اندماجا " كالذي عاشوه في بلاد المسلمين و هذا باعترافهم هم.
أنا كنتُ سأستغرب فعلا لو أن أمين الزاوي اخذ موقفا مغايرا من تراكم "فضائح مهندسيّ المغامرة التربوية". الآن، آنا أكثر "طمأنينة" على بصيرتي و قيمي و أخلاقي. و شكرا جزيلا لهذا "الزمن الفاضح".
ميلود خيزار 17/09/2016
مقال محترم يستحق التقدر
ردحذفمقال محترم يستحق القراءة
ردحذف