قصة قديمة جدا و النهايه بعد قليل / بقلم إيمى الاشقر

قصة قديمة جدا و النهايه بعد قليل




بقلم / إيمى الاشقر



عندما سيق اليه نبأ طلاقها فَرح فرحا شديدا و استعد بكل ما لديه من امكانيات و جمع اهله من اجل الذهاب اليها رغبةً فى الزواج منها فهى الحلم القديم الذى كان طوال حياته يتمنى هو و اهله تحقيقه , و لانها حلم سعى اليه الكثير و الكثير من الرجال فهى ست الحسن و الجمال صاحبة الاصل الكريم العريق , منحها الله الكثير من الخير و النعم و وهبها العديد و العديد من المميزات التى لا تتمتع بها انثى سواها , لذلك كان الزواج منها اقرب بالحرب و البقاء للاقوى , فلقد فاز بها طليقها و لكنه لم يحسن معاملتها و لم يتقى الله فيما تملكه من خيرات و اموال فلقد سلب منها اموالها من اجل ان يعلو بشأنه و يصنع لنفسه فقط مستقبل يضمن له البقاء فى النعيم و عدم العوده الى الفقر و الحرمان من جديد , و عندما فاض الكيل باهلها قرروا تطليقها منه لانه لا يستحقها ..

انتهز فرصة طلاقها و دخل اليها و الى اهلها من نقطة ضعفهم الا و هى انها لابد ان تستقر و لا تظل هكذا بلا رجل يعمل على حمايتها و ادارة ممتلكاتها و افضل الرجال هو , فهو صاحب الاخلاق و المبادىء !!.. فوافق اهلها عليه رغم تقدم رجال اخرين للزواج منها فى نفس الوقت الا انهم اعتقدوا انه هو الاصلح لابنتهم الحسناء لانه صاحب الدين و الاخلاق !!! ظنوا ان هذا هو من سيحاقظ على اموالها و لن يسىء معاملتها و لن يستغل خيراتها و ممتلكاتها مثلما فعل طليقها ...
و لكن بعدما باتت ملك يده فعل ما فعله طليقها بلا استحياء او خجل !!, اخذ اموالها و اعطاها لاهله الفقراء حتى يعيشوا حياه ناعمه و تكون بعيده عن الفقر و الشقاء , استغل اموالها من اجل رد الجميل لاهله و عشيرته فهم من وقفوا بجواره و اقنعوا اهلها بشتى الطرق بالمواقفه على قبوله زوج لابنتهم , ..و لكنها لم تتذوق معه شهر العسل و لم تجد معه الراحه و الاستقرار كما تخيلت و تمنت و يالها من سيئة الحظ !!!

عفوا سيدتى الجميله فان حسنكِ و جمالكِ و اموالكِ جعلكِ رغبه تحيا فى نفوس تهوى التملك و السيطره و حب الذات ليس حبا فى شخصك بل عشقا فى حب التملك فقط !!

و هكذا هو ابن ادم .. يسعى للامتلاك و الانفراد حتى لو كان لا يستحق امتلاك هذا الشىء و بدلا من ان يحمد ربه ان اعطاه ما تمنى , لا يحسن المعامله ولا يتقى الله !

اذا لم يكن لديك العلبه القطيفه التى تضع فيها الجوهره الثمينه فلا تسعى لامتلاكها .


إيمى الاشقر

مدونتى : لا استطيع النسيان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح