أدب ..فن.. من القمر والمريخ.. هدفٌ ليس ببعيد* / بوكرش محمد


أدب ..فن.. من القمر والمريخ.. هدفٌ ليس ببعيد*

 
لا أستغرب صديقي العالم والأديب المبدع الكبير عدنان الظاهر، أن في عدد المائة مستوطني  القمر والذي  يكون في وسعهم المكوث هناك لعام أو أكثر بالقمر منصة الانطلاق لغزو المريخ، يكون من بينهم، من هو مثلك، عالم  وأديب  أو عالم وفنان، وبالتالي يكون لهم هناك أيضا متسعا ترفيهيا (وقت راحتهم)، يثمر أوتوماتيكيا أدبا وفنا بمستوى ومنظور آخر..  يتميزون به عن مثل الذي تميزت به سيدي عدنان الظاهر ، عن باقي الأقلام العادية المتواضعة أدبيا و فنيا على وجه الأرض، والسر في ذلك لمساتك العلمية المرافقة مطعمة مبنى  نصوصك الأدبية والفنية أو قراءاتك التحليلية النقدية.
هذا ما عاينته من مدة وأنا متتبع لكل ما هو موقع باسمك بالمقارنة مع ما يكتب ولا ضلع لكاتبه في المعارف العلمية ما عدى المسميات.
أستشف هذا من قولك:
 أ – (..تقول التقديرات الأولى إنَّ تأسيس مثل هذه المحطة سيؤشرُّ أول علامة هامة على الدور الذي يلعبه رائدُ الفضاء إذْ سيتحول هذا الرائد من زائر للفضاء إلى مستوطن له)*.
ب – (..هذه الفكرة قد جعلت العلماء يحلّقون في تهويمات شاعرية وخيالات رومانسية لأنها تؤثّرُ بشكل مباشر في العنصر الأساس للطبيعة البشرية بإثارتها لروح المغامرة وتحدي الإنسان في أن يُنجز أعظم ما يمكن إنجازه سعياً وراء الكمال وجمال الخلق والإبداع..)*.
نذهب معا الآن إلى نص آخر للدكتور عدنان الظاهر ونشير إلى الجوانب العلمية في نصه الأدبي ، ولن نجد أحسن من النص الأقرب لذاكرة القراء المخترمين، بين ما نشر بموقع مركز النور الأيام الفارطة ويكون موضوع الدكتور طبعا الموسوم بعنوان: خليل حاوي والبياتي - عرض تمهيدي مختصر*.
1-  يسترسل الدكتور في تحليله بقوله الذي يتعلق بالميكانيكا والحركة:
...وهذه محطة قاطرات واترلو التي تنفث مداخنها أدخنة الفحم المحترق الذي يُسخّن الماء فيتصاعد بخاراً يحرّك العتلات ومحوّلات الحركة فتتحرك العجلات ويتصاعد باقيه في أرجاء الفضاء تراه العين المجرّدة....
2- تعانق الجانب الفيزيائي والتصويرالفني وعلم النفس*
يقول الدكتور:
( فرآى الشاعرُ أو تخيّلَ أنَّ النهر غاضبٌ هائج داوٍ بالموج في هارموني قوي مع الجو النفسي المضطرب للشاعر الحيران الذي خلع نفسه عن نفسه وأعارها لشخص آخر يحاكيه في صورة وجهه وأنهما توأمان.... ثم أجاد فأضاف طقساً آخر ألوانه عميقة داكنة فربط أمواج نهر التايمس الصخّابة المدوية بأجواء محطة قطار واترلو حيث الهواء أسود جرّاء إحتراق الفحم الحجري ثم بخار الماء الذي يترك طبيعته الفيزيائية المعروفة [ سائل ] متحولاً إلى غاز ينتشر في الفضاء. التحوّلات ! تحوّلٌ في أعماق نفسية الشاعر الحائر وتحول في الفحم الحجري من حالة الصلابة إلى حالة الدخان الغازية ثم تحول الماء السائل إلى بخار فأين ومتى القرار النفسي والإستقرار المكاني ؟...
يواصل الدكتور عدنان الظاهر تحليله العلمي قائلا: إنَّ الشاعرَ مؤمنٌ بوحدة المادة ووحدة الوجود فالكائن الحي هو إمتدادٌ للمادة غير الحية وأعلى شكل من أشكال ودرجات تطورها. إضطرب الشاعر فاضطربت مياه النهر وجاش فجاشت . تغيّرت نفسيتُه فتغير الفحم الصلبُ وتغيّرَ الماء السائل. لا ثبات في الكون .. كل شيء وكل ذرة تتحرك فتتغير والإنسان جزء من هذا الكون.... ما أسباب إنحلال هذا الجسر وتهاويه ؟ ينهارُ الشاعر ويهوي مع هذا الجسر.... بعد أنْ خذله جسر واترلو حين التمس حديده  فلم يُسعفه ولم يعِنهُ على التماسك بل خانه وتحلل أمامه ثم هوى كما يهوي من السماء نجمٌ). .
بهذا القليل القليل من كثير أكون قد أشرت فقط  للدكتور الظاهرة عدنان الظاهر وما يتميز به من قدرات علمية تصنفه من مميزي الشعراء والأدباء المحللين والنقاد الأقلة في عالمنا الأدبي العربي منتظرين أدبا معاصرا ( قمري ومريخي) مستقبلا ... أساسه منصة انطلاق من مثل مستوى قوة شعر الدكتور والشاعر الكبير الحكيم والفيلسوف الأستاذ الرائع سامي العامري*.
بوكرش محمد 21/08/2012 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أ- عدنان الظاهر: المريخ .. هدفٌ ليس ببعيد
1- من نفس المصدر
3- من نفس المصدر
ب - خليل حاوي والبياتي - عرض تمهيدي مختصر
ج- لألاء ودخان / سامي العامري

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح