شيئية اللوحة التشكيلية كمنصة.. أو محطة.. بصرية / بوكرش محمد
شيئية اللوحة التشكيلية كمنصة.. أو محطة.. بصرية
الفنان آرام خالد الرز
تفضل الناقد والكاتب الأديب الفنان التشكيلي
خضير صالحي بحوار مهم جدا*، يخص النقاد (النقد..) والعمل التشكيلي أو التشكيل،
مركزا على أهمية الجوانب المادية أي التنوع المادي وخصوصية كل واحد منها، أي
الجانب الشيئي في العمل الفني التشكيلي أو مكونات لباس المسند، إن لم يكن المسند
نفسه الشيئي الأكبر أهمية والعمود الفقري كجزء رئيسي لانتصاب أو قيام شيئية اللوحة
أو شيئية العمل التشكيلي كلية، ليتحرر المسند هو الآخر في نظرنا، من كلاسيكيته
كعنصر جاهز بشكله النمطي .. والوسيلة المفروضة كعامل مشترك بين الفنانين، شارك
بقوة في تسطيح العمل بتسطيحه التقليدي المسبق كرقعة جاهزة ..أو كبساط تعلق عليه
تراكمات ما يراه الفنان ملفتا للانتباه، جذابا بما يمتع ، جذابا بما يدهش( غرابة)...
جذابا بإيحائية شكله أو بما يسببه بالقصد ..من مضايقة بصرية أو ميدانية بحجمه أو بمساحته
بين ضيق ومتسع المكان ( الفضاء). بما أن العملية هي عملية بصرية (أبعاد، ضوء، ظل،
ألوان وملمس) أو خدعة بصرية... قبل أن تكون شيئا آخر، السؤال الذي يفرض نفسه هنا:
الفنان مؤهل بماذا لتحق فيه هذه التسمية (فنان) ويصنف هذا التصنيف، إن لم يكن له
من المهارات والتجارب الهندسية التقنية والتشكيلية والمعارف الكيميائية
والفيزيائية، خاصة في بلدان تعتمد على الجاهز والمستورد، بدلا من أن توظف ما لديها
من مواد محلية تضمن على الأقل التميز والحد الأدنى من مواصفات، يكون بها عمر العمل
الفني من عمرها ، بحكم أنها بنت بيئتها تقاوم مناخ محيطها.
قارن الفنان خضير صالحي الجانب الشيئي في
اللوحة التشكيلية بالجانب الشيئي في النص الأدبي وغاب عنه الجانب الأقرب في نظرنا
للوحة التشكيلية كمثال في شقها الشيئي وهو الذي يخص شيئية العمل الفني الموسيقى.
الهوائيات والوتريات بين خشب ومعدن وجلد والآلات
الإيقاعية المختلفة من أسيا، العالم العربي، العالم الغربي وإفريقيا.
مخارج الأصوات البشرية ،التصفيق والصفير.
المهم هنا الشيئية في الأعمال الفنية، أو أسباب النتائج الفنية التي تكمن في
الدراية ومعرفة نوعية المعادن والخشب، وما يمكنها أن تؤديه وتقدمه وينال
الاستحسان...والأهم من ذالك ما يكمن في كيفيات التعامل مع هذه المواد بالترويض
لتكون في المستوى المادي المطلوب أو المنتظر توظيفه.
بهذا المثل تكون المقاربة بيانيا بين نفوذ المواد
الشيئية المعالجة في العمل الفني الموسيقي و معالجة مواد (أشياء) بناء العمل
التشكيلي، مقاربة بالمقتانيات المعالجة بالتوليف والتأليف لصناعة الوحدة الشيئية
كمنصة انطلاق (إثارة) أو كمحطة أنظار (جاذبية) أي محطة أو منصة حدث بصري أو سمعي.
بالنسبة لي، من لا يحسن ويتمكن من (الصنعة)
الجانب الشيئي للوحة لا يحق له أن يصنف من
الفنانين وإلا لكان الببغاء بترديد كلمات بشرية شاعرا أو خطيبا..
يكون بهذا الفنان والناقد خضير صالحي صادقا
عندما يقول بأن الفنان التشكيلي العربي متأخرا عن الفنان الغربي في تطوره مع ما
يتطور بتطور شيئية اللوحة الغربية.
لكن السؤال الكبير الذي يطرح نفسه الآن: ما الفائدة
من كل هذا، إن لم تكن كل هذه العملية الصناعية (ذكاء شيئية اللوحة أو ايجابية
شيئية اللوحة ).
هي النص الشيئي التشكيلي (أبجديته مفرداته
وجمله أي السرد الشيئي)؟.
بتوفر هذا كله (وهي من المسلمات المفروغ منها
في نظري لبناء وتشكيل لوحة)، أيعقل أن يكون الناقد الحقيقي كما تفضل الأستاذ
الناقد خضير الصالحي متفرغ ليطحن ما هو مطحون أو يعرفنا بأن الماء هو ماء..؟ .
الذي أعرفة وتؤكده المقولة أن: الحاجة هي أم
الاختراع. أي أن العمل الفني التشكيلي أو غيره، ما هو إلا وعاء يصنع شيئيا على
مقاس وشكل ما دار في ذهن وكيان الفنان(....) أو الإناء الذي يرشح بما فيه، أي يظهر
للوجود بمكوناته ومركباته، هذا الذي يتغير ويتطور بتغيير وتطوير المواد لتصبح
أمينة قادرة على تجسيد المشهد أو الحالة، أو احتوائه من جديد (نظرا لتدفق جديد المعطيات
أثناء العملية ).
يقول الناقد والفنان خضير الصالحي:( نعتقد كذلك ان العمل الفني واقعة تتألف من مستويين
بنائيين مستقلين: مستوى تحتي مادي شيئي ينتمي الى جوهر العمل الفني المادي (البصري
او اللمسي)، ومستوى دلالي فوقي ينشأ كهامش سردي على الواقعة الشيئية، وهو، أي المستوى
الفوقي، وان كان موجودا ضمن جوهر العمل الفني فإنه لا ينتمي إلى البنية المادية للعمل
الفني)*. انتهى قول الناقد والفنان خضير صالحي.
كيف يمكننا أن
نهضم استقلالية المستوى الدلالي الفوقي عن المستوى الشيئي التحتي ونهضم أنهما
ببنائين، والصحيح في نظرنا أنهما متلازمين والبناء واحد ثنائي الحدث، حدث تحتي
شيئي وآخر دلالي فوقي، تما بنفس الولادة
بين الظرف واللحظة أتوماتيكيا وهنا يتضح
أن الوجود الأول يعني وجود الثاني والعكس صحيح...
أين يضع
الاستاذ الفنان والناقد خضير صالحي ما دار
أو يدور بذهن الفنان ويخص البناء ثنائي حدث ما هو شيئي تحتي وما هو حدث دلالي
فوقي؟ وهو القائل أنهما مستويين بنائيين مستقلين.
وبالتالي أرى أن مهمة الناقد أو النقد لا
تتعدى أن تكون أكثر من أنها ردة فعل متلقي
جيد وهذا ما جعل منه ناقدا وليس فنانا تشكيليا وهو ما يحدث مع الفنان نفسه
بمجرد ما يبدأ بعرض عمله...
أما الأعمال التشكيلية التي لا يتوفر
فيها ما سلف ذكره، فهي من أساسها شبه ميتة،
لا تبعث في الناقد حب قول أو كتابة شيء تحليلي، وبالتالي هي فاقدة لأدنى شروط الإبهار شروط الاستفزاز والمغازلة لعدم توفر مختلفات
صناعية، صانعة الغرابة وذكاء شيئية اللوحة الإبداعي، صانعة النقد والنقاد
بمقارنتها كقيمة مع ما سبق أو مع ما هو موجود...
بوكرش محمد 25/8/2012
Boukerch
Mohamed
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1
2
نفس المصدر
تعليقات
إرسال تعليق