محمد الزتيلي، أحمد دلباني،حبيب مونسي،محمد بوكرش في : زمن الانفتاح على تقنيات الميديا فضائيات لصناعة أشباه المثقفين/ سهام عليوات يومية الحياة

محمد الزتيلي، أحمد دلباني،حبيب مونسي،محمد بوكرش في : زمن الانفتاح على تقنيات الميديا فضائيات لصناعة أشباه المثقفين
يومية الحياة الثلاثاء 13 جانفي 2015
http://www.elhayat.net/article13698.html


سهام عليوات

في زمن العولمة، أصبحت الفضائيات بمثابة نوافذ مفتوحة يمكنها تحويل المثقف لنجم معروف و مشهور و متابع، مثله في ذلك مثل نجوم السينما و الغناء. فبرنامج واحد تبثه الشاشة يمكنه تحويل المجهول لمعروف و المعروف لنكرة. و في هذا الصدد استطلعت "الحياة" آراء بعض المهتمين و المتابعين للمشهد الثقافي في الجزائر، و أجوبتهم المختلفة حول السؤال: "هل الفضائيات قدمت للمثقف خدمة كبيرة نحو المجد أم أنها أوقعته في لعبة "الميديا" و حولته لأداة يلعب بها كبار المنتجين الرأسماليين ليوقعوه في وهم النجومية، و يصنعوا من بعض الفقاعات بالونات منتفخة بالوهم؟

أشباه المثقفين لأشباه القنوات

علق الكاتب و الإعلامي، محمد زتيلي، حول قدرة الفضائيات على تحويل المثقف إلى نجم تلفزيوني، قائلا: "الفضائيات هي دائما مؤسسات إعلامية تجارية يمتلكها أشخاص سواء كانوا طبيعيين أو كانوا أشخاصا معنوية كالدولة أو شركاتها المتعددة الجنسية. و لو رأت الدولة فيها خروجا عن المجال المطلوب منها لأوقفت بثها في أسرع مما نتصور، هذا يقودنا إلى القول أن التلفزيون الجزائري الرسمي يعمل وفق دفتر شروط مكتوب وممول من طرف الخزينة العمومية، أما دفتر الشروط الخاص بالقنوات الجديدة فهو ضمني شفوي بين وبين الأشخاص الطبيعيين المالكين. والحقيقة هي أن السلطات العمومية لا تنتظر منها خدمة توجهات ثقافية أو استراتيجية معينة وما تقوم به هذه الفضائيات من مبادرات هي نابعة من قناعات شخصية نزواتية للمالكين فقط، لأن السلطات العمومية، من وجهة نظر شخصية، تنتظر منها فقط المساهمة في تحقيق صورة معينة ممكنة حاليا للديمقراطية ولحرية التعبير بإشراك أطراف حزبية مدرجة في قواعد اللعبة العامة، فالهدف الكبير هو خدمة السلم الإجتماعي والإستقرار الأمني، وهذه المهمة كبيرة ومساهمة القنوات اليوم في تحقيقها مساهمة مقبولة بالقسط الذي يجعل السلطات العمومية تغض الطرف عن كثير من "تجاوزاتها" بين قوسين".

متسولون للمجد

و بموضوعية لا تخلو من الاتهام، ذهب الكاتب و المفكر، أحمد دلباني، إلى وصف "مثقفي الميديا" بالمتسولين للمجد، حيث قال: " لدينا مثقفون وباحثون وكتابٌ لا يشكلون كتلة مُتجانسة ترتبط بلحظتها التاريخية ورهاناتها. و في لهجة أشبه لدينا – إذا شئنا تحري الدقة أكثر – مُتسوِّلون وباحثون عن المجد الشخصيّ في عصر اضمحلت فيه قيم الدفاع عن الإنسان والحقيقة والعدالة والتقدم، وتحطمت فيه بوصلة التوجه الإبداعي الطليعيّ. وقد مثلت الميديا في الجزائر – والعالم العربي بعامة – قوة استقطاب للمثقف استطاعت أن تخلع عنه بردة الالتزام التقليدي والوظائف النقدية التي كانت تميز حضوره كما هو معروف. ومن الضروريّ أن نُشيرَ، أيضا، إلى أنَّ النظامَ السياسيّ الحالي عمل جاهدًا، وبصورة لافتة، على احتواء الأصوات الفكرية والإبداعية وتدجينها واستخدامها ديكورًا يمنحُ المشروعية وكلابَ حراسةٍ لقلعة عرفت هشاشة كبيرة على كل المستويات. أصبحنا نعيشُ عهد شحوب وجه المُثقف الذي فضل الاستسلام – في أغلب الأحيان - لرمال السلطة المُتحركة مقابل الامتيازات والتكريس الإعلامي. ولكن أي إعلام وأي ميديا؟ إنها مؤسسات الاستهلاك والتسويق لما يُرادُ له أن يؤثث المشهد ويحجب جحيم الواقع الفعلي الذي يبقى مجال المثقف الأرحب للمساءلة والكشف. فكيف لوضع مُماثل أن تنتعشَ فيه الحياة الثقافية ويزدهر الإبداع ومُغامرة الفكر؟ كيف لوضع مُماثل أن يشكل أرضية تتفتحُ فيها النقاشاتُ الفكرية المُختلفة؟ كيف لوضع نجحَ - إلى حدّ بعيد – في قتل الجامعة وتحويلها من مركز لإنتاج المعرفة ومرتع للوعي النقدي إلى مؤسسة تكرسُ الرداءة وتساهمُ في الفشل التنموي العام أن يكونَ معينا لإنتاج النخب الفاعلة في المجتمع؟ أعتقدُ، بالتالي، أنَّ المسؤول الأول عن غياب النقاش الفكري والمناظرات الثقافية الكبرى حول القضايا المطروحة في الساحة هو المُثقفُ نفسه. لقد فضل الانسحابَ من المشهد والتخلي عن وظيفته النقدية منكفئا على نفسه داخل زنزانة الوظيفة، أو مُقدما الولاءَ لسلطة أصبحت تتمتعُ بسخاءٍ كبير في شراء الذمم وتدجين الفكر واحتكار الفضاء العام ونشر اليأس من العمل الثقافي الباحث عن استقلاليته ووظيفته النقدية. بهذا نكون قد قدمنا طبعة جزائرية من "خيانة المُثقفين" كما يقال".

أسماء كثيرة صنعت في الوطن العربي بأيادي خفية

قال الناقد، حبيب مونسي: "أصبحت أومن أن كل اسم يلمع في الساحة العربية اليوم إلا ووراءه يد خفية تمسح عنه الغبار وترفع له المنصات وتقدمه للناس على أنه المفكر المبدع والفنان المجيد والفيلسوف المبهر..وو.. وكل ذلك لأنها تريد أن تصنع منه بوقا تنفخ فيه حينما يحين أوانه. واليوم نرى في كل مناسبة من يظهر وكأنه فقاعة صابون تتضخم في لحظات قليلة ثم تنفجر ولا تترك وراءها من أثر يدل عليها. هكذا مر كثيرون في درب الخدمة وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ولا أثر بعد ذلك. ربما نالوا بعض النياشين والرتب وربما كانت لهم بعض السطوة والرهب.

اليوم أصبح المثقف هدفه الجوائز والمسابقات بالتصويت والهواتف

وقال الكاتب و الرسام و النحات البارز، محمد بوكرش، في مشاركته أن "موضوع أشباه المثقفين جد حساس وخطير اليوم، أكثر من الأمس القريب على ما يميز الرقعة الاسلامية العربية تحديدا ولا يستثني أحدا.. الا بعض الأسماء التي تعد على رؤوس الأصابع وهي أسماء محترمة غير مرغوب فيها وفي فكرهم وفلسفتهم وابداعهم رغم قلتهم، اعتصموا بحبل الطهر الانساني، الحياء ، ماء الوجه والعفة، لن تثنيهم بعد رياح الغرب ولا امتيازاتها وتشجيعاتها التي باتت المهيمن والنفوذ المباشر وغيره على فكر من نزع يده طمعا..من يد ارثه من عادات وتقاليد ونمط حياة نزعوا أياديهم وقطعوا حبل وصلهم بالمرجعية والمراجع التي مازالت الى اليوم من الناحية الأخرى محل دراسات كبريات الجامعات والمخابر ذات السمعة العلمية والفكرية العالمية في الولايات المتحدة ألمانيا وأروبا وبعض من الدول الآسياوية..

أسماء لمعت كفقاقيع صنعتها ظروف نعرفها أكل الدهر عليها وشرب.. خفة وزنها وصغر أحجامها ساعد في سرعة وسهولة جرفها بتيارات الحداثة وما بعد الحداثة يلهثون وراء طعم دسم مسموم باذلين أقصى ما بوسعهم لإقناعنا بأنه وجبة الخلاص. وفرت لهم جميع الإمكانيات الإعلامية والدعائية التي ساهمت بنفخهم كل بما يتسع له حجم. ترجمت لهم أعمالهم للغات متعددة صورت لهم أفلام ووزعت، قدمت لهم جوائز وتحفيزات و...و...وبالتالي من يقرأ لهم أو يشاهد أفلامهم قبل أن يطلع على أسمائهم يظن أن الكاتب أو صاحب الفيلم اما يهوديا أو مسيحيا يكفر بالإسلام والمسلمين وكل ما عرفت به الحضارة الإسلامية العربية والإسلامية الأمازيغية..

عكس تماما ما عرف به القلم الجزائري باللغة الفرنسية والعربية أيام المستدمر..المجبورين على ذلك أيام المدرسة الفرنسية بالجزائر قبل وبعد الاستقلال ببعض السنوات.

أما اليوم بالتحديد أصبح الكاتب والمثقف هدفه الجوائز والمسابقات بالتصويت والهواتف.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح