دراسة عناصر الحركة ، أهميتها ودورها في إثراء العمل الفني من الجانب التشكيلي / جمال زنير Djamel Zennir



دراسة عناصر الحركة ، أهميتها ودورها في إثراء العمل الفني من الجانب التشكيلي

Djamel Zennir
جمال زنير
بعد أن تعرفنا على المدرسة التعبيرية و أهم خصائصها و روادها بدا لنا دراسة عناصر الحركة ، أهميتها ودورها في إثراء العمل الفني من الجانب التشكيلي ثم تسنى لنا أن نتغنى بتقاسيم الجسم وحركاته الذكية في إطار النظم العلمية المتمثلة في علم السيمياء كما عرفناه سابقا ـ
كان تركيزي في البداية على الالتحاق بأكاديمية الفنون الجميلة بالجزائر العاصمة ، حينها تعمقت في دراسة الألوان و أنواع الخطوط ورحت أتمرس فن الرسم ،المناهج الأكاديمية ونظرياتها الحية.
لقد كان تاريخ الفن بمثابة المرجع في عالم الفنون الجميلة في سبيل صقل الموهبة واكتشاف المدارس الفنية أهم خصائصها و روادها، بعد الدراسة التي استفدت منها والمتمثلة في تاريخ الفن وفلسفته، شرعت في دراسة الرسم وأهم تقنياته وتوظيفها بصبغة جمالية تتماش مع عصرنا الحالي، إذ تبادرت في ذهني الكثير من الأسئلة حول الفن و الإنسان، ما هو واقع الإنسان المعاصر؟ هل هو ما نراه هو ما نحسه في داخلنا؟ أخذني الشغف بدراسة تحليلية حول معالم الجسم و حركاته بهدف تقديم وإبراز دلالاتها ورموزها، وقد اقتصر على أهم ما لاحظته أن لأجسادنا وجهان وجه على العلم الخارجي في البعد القريب؛ الذي يشعر به ويحسه كل واحد فينا انطلاقا من معرفة فطرية في نوع الجنس وحركاته حيث يلتمس الآخر مع سطحه فيعرف كل واحد فينا ذاته وحدوده المتمثلة في المسافة الرمزية بين الأنا(الفنان) والآخر(المتذوق) حيث يحمل جسدنا من خلال حركته الدلالية معان ورموز من عالمنا الخارجي الواسع إلى الداخلي الأوسع أي أن الرموز ترسل رسالة من داخل الجسد إلى خارجه عبر حركاته لتفكك شفرته بقراءة تحليلية لأهم أعمال أشهر فناني المدرسة التعبيرية من فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى إلى عصرنا هذا والتي فقد فيها البشر حياتهم وأصبحت عشرات المدن تكافح شح الطعام وتعاني من الفساد الأخلاقي في الوقت الذي امتلأت فيه هذه المدن بجرحى الحرب السياسية ومشوهيها.
هذا مدخل إلى عوالم الإنسان المتحول إلى شكل مرسوم، قد لا يكون مدخلاً جمالياً خالصاً بقدر ما هو مدخل فلسفي وسيكولوجي متأثر بالفلسفة الوجودية وبنظريات علم النفس الحديث، يبحث في الخفيّ من الغرائز والرغبات الهاربة، أي أن يظهر الإنسان كأنه منسحب من مجتمع يرفضه ، يحتمي بذاته من قسوة الآخرين فينطوي داخلها، تتكاثر عليه هواجس الخوف من الحياة، ترتسم في مخيلته أطراف الجسد المتداعي أمام المرض والهلاك المؤكد بشكل عام وهو مقهور ومكبوت، ولكنه في ذات الوقت يوحي بنظرة تأملية لما تنبأ به واقعنا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح