المثقف بوصفه كاريكاتورا ... / فيصل الأحمر


المثقف بوصفه كاريكاتورا ... / فيصل الأحمر

المثقف بوصفه كاريكاتورا ... تلميحات غير بريئة على هامش "شارلي إيبدو"ــــــــ
طوال حياتي تشرفت بكوني مثقفا وجاهرت بقراءاتي المبكرة للمثقفين الأحرار المتحررين، وغالبا ما كان رفقائي اليوميون هم أناس مثل العقاد وتوفيق الحكيم وزكي نجيب محمود وابن تيمية وابي حامد الغزالي، ثم، لاحقا، أناس مثل فولتير ومالك بن نبي وهنري ميلر وسيلين والسيرياليين والحالمين من كتاب الخيال العلمي؛ وعلى رأسهم الدوس هكسلي وفيليب .ك. ديك
لم أكن أعلم ولم يهمني يوما أن أعلم اية سيارة كان يركبها اي من هؤلاء، ولا علاقتهم بالحكام، ولا مع من مِن أقوياء العالم أخذوا صورا او كانوا على صلة ومودة... كنت آخذ حقني المقوية من كتبهم وأطوي الكتاب فيتفتح العقل ويتفطن الذهن ويتسع الأفق...
أرى مثقفينا اليوم وألاحظ كثيرا من الصمت الحذر وتقرفني الأقنعة الثقافية التي يبالغ الجميع في تزيينها و ملئها بالماكياج من أجل ضمان شارة "مثقف" التي تعمل 24 ساعة في اليوم (بضمان عمر كامل مع إعفاء ضريبي)...
أرى مثقفينا اليوم وألاحظ كثيرا من الحنين السلبي إلى الماضي غير واضح الملامح الذي ينتهي بالإحالة على هذا المثقف فقط؛ من باب: اليوطوبيا حبيسة ذهني، فاتبعوني صامتين واثقين ولا تسألوا: متى هذا الوعد الذي تعدنا يا مثقف الله؟
أرى مثقفينا اليوم وألاحظ كثيرا من النفاق الفكري و الرياء الخطابي والتملق الاجتماعي، ويتجلى ذلك اساسا في ثلاثة اصناف شريفة نبيلة من القول تنتهي ثلاثتها بألا تقول شيئا: الخطاب الديني، الخطاب الوطنيّ/القبلي/القومي والخطاب الانساني( القيم المتفق عليها، والبديهات التي لا تتطلب موقفا واضحا)
مخرج على لسان هاروت وماروت ( نقلا عن جدتي رحمة الله عليها): كل شيء ينبئ بأنه آخر الزمان
ـــــــ فيصل الأحمر ـــــــ

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح