حوار مع الفنانة التشكيلية التونسية الشابة فاطمة الزهراء حاجي / بوكرش محمد



حوار مع الفنانة التشكيلية التونسية الشابة فاطمة الزهراء حاجي / بوكرش محمد


تونس بإمكانياتها المتواضعة البسيطة وخاصة بعد الثورة استطاعت بفضل أبنائها المخلصين الحفاظ على استمرار مهرجان محرس الدولي للفنون التشكيلية وخاصة أبناء المحرس تحديدا الذين ترعرعوا على يد الفنانين المترددين على هذا المهرجان ومديري ورشات الأطفال التشكيلية بالعمل معهم آخذين بأياديهم وعفويتهم وبراءتهم.. ككل سنة مع نهاية شهر جويلية وبداية أوت أثناء العطلة الصيفية . تتحرك المحرس هذه البلدة الساحلية التابعة لولاية صفاقس سياحيا وثقافيا بمهرجانها المضياف وبأبنائها المقيمين بالداخل والمغتربين.. الكل يشترك لإحياء عرسها الثقافي الفني .. مدة تكوين الأطفال بورشات المهرجان كافية من سنة 1988 بداية الطبعة الأولى واستمرت الطبعات الى يومنا هذا.

عروس مهرجان محرس الفنانة الشابة فاطمة حاجي وأمامها الفنانة ريم عطية كمصور
من بين أطفال ورشات المهرجان الدولي التشكيلي"ريم عطية فراشة المهرجان" التي تابعت دراستها لاحقا في ميدان الفنون التشكيلية واليوم بعد التخرج أصبحت عضو تنظيم في نفس المهرجان..
أقول هذا للفت الانتباه الى الدور التربوي والتكويني الذي يقوم به المشاركون المحليون والوافدون من فناني العالم العربي والغربي وهو الدور الذي يقوم به مستوى المهرجان أيضا على المدى المتوسط والبعيد..
اختلفت طبعة 2016  وتميزت عن باقي الطبعات بحضور بناء قوي للفنانة التشكيلية الشابة فاطمة الزهراء حاجي باستعراض فرجوي تشكيلي سلب عقول أبناء المدينة وكسب استحسان النقاد ورجال الاعلام والفنانين المشاركين.. وخاصة تقول الفنانة : مؤطرها ومتابعها وراعيها الفنان سامي بن عامر القائل في مراسلات بيني وبينه (تخص عدم ذكر اسم الفنانة التي التقطت لها معه صورة نشرت بمقال الناقد فاروق يوسف) يقول سامي:  الصوره هي للفنانة الشابه فاطمة حاجي بعد تقديمها بارفورمونس في اطار المهرجان الدولي للفنون التشكيليه بالمحرس 2016. كنت حاضرا ونشرت بالمناسبه على صفحتي صورا توثق هذا العمل الفني لفاطمه الزهراء حاجي والتي هي من بين طلبتي الذين أعزهم.
الفنان سامي بن عامر وطالبته فاطمة حاجي
ترد فاطمة الزهراء حاجي موضحة بعد اطلاعها على الموضوع: مرحبا استاذ محمد بوكرش يبدو ان هناك  سوء فهم، سعدت بان فكرة أداء  العرض القياسي نالت اعجابك، ولكن يجب ان تعرف، ان من دعم هذه الفكرة و شجعها الدكتور الفنان  أستاذي سامي بن عامر و هو مؤطري في الاطروحة  و لا ينفك على دعمي و تشجيعي ، يكفي انه كان الى جانبي اثناء الانتهاء  من العرض كما بدا في الصورة ولم يتسارع الى الظهور في الصورة كما ذكر، بل انا من طلب منه ذلك و ايضا عدم وجود اسمي في المقال الذي كتبه الناقد فاروق يوسف فهو لم يكن متعمدا البتة بل هو عرج على المقال بلقطة راقت له من جملة صور احداث المهرجان ..فقط للتوضيح سيدي الكريم كي لا نجرح في قيمة اهرام كبيرة مثل الدكتور سامي بن عامر و الناقد فاروق يوسف و حتي ايضا ابدد بعض الالتباس الذي صار اثناء  اطلاعك على المقال أول مرة كما تفضلت و ذكرت.
انا سعيدة بصدور مقال الناقد فاروق يوسف فهو لبنة تحسب للمهرجان الذي انتمي اليه و اسعد بكلمة حق تقال في جهود الساهرين على المنابر و اولهم استاذي و مؤطري  وملهمي الدكتور سامي بن عامر وكافة القائمين عليه  مع احترامي سيدي الكريم..


تعمدت الفنانة فاطمة حاجي المغامرة وكانت بمغامراتها التشكيلية دائما محط أنظار واستحسان، تماما مثل ما يستحسن الكبار من طفلة أو طفل يعبث مثل ما يحلو له ببراءة تامة في لعبته، الشيء الذي يسيل لعاب الآخر (الطفل) المتلقي بل يستحسنه ويتمنى فرصة مثل ذلك..

الفنانة الشابة فاطمة الزهراء حاجي
استعراض فاطمة حاجي الفرجوي التشكيلي كان الحدث بدون مبالغة وقلب برنامج المهرجان النابض وروحه بفرحة الجميع وخاصة الأطفال حولها يتابعون الصغيرة والكبيرة من حركاتها وحركة الألوان المتدفقة بتوجيه منها..ألوان وألوان وألوان ، واللون النهائي وليس النهائي  حب الفنان للحياة ، حب الفنان للفن وبالأحرى حب الانسان للحرية.. بهذا كانت فاطمة الزهراء حاجي فراشة وعروس المهرجان (لأنها تحمل بالفعل قلب وروح فنان) مثل ما كانت ضيفة محراب التشكيل وعليه أردنا التقرب منها بهذا الحوار المقتضب لفائدة متتبعي محراب التشكيل.


-    من هي فاطمة حاجي الطفلة التي أحبها الأطفال والكبار؟.
-    ماذا عن فاطمة حاجي والاستعراض التشكيلي في نصبة من النصبات؟.
-    ماذا يمثل الطفل في عيونك بين التربية والتكوين؟.
-    ماذا عن مهرجان المحرس 2016 ومشاركتك..؟.
-    وفي الأخير ماذا عن الاعلام والنقد في حياة فنان؟.


 
لا أنتظر إجابة من فاطمة ، فاطمة حاجي فقدتها وقطعت الاتصال بي بعد تعليقيها على موضوع كتبته يخص عدم ذكر اسمها على صورتها مع أستاذها سامي بن عامرالمنشورة في مقال الناقد  فاروق يوسف . انقطاعها ومقاطعتي كانت الإجابة الشافية والكافية.. وبهذا أرفع صوتي مكررا أنها فنانة بكل المعايير وقلب كبير .. وبالتالي نختم مقالنا بقولها تعقيبا على ما نشرت*:
 

شكرا لكم على التفاعل و لكن اود ان اوضح بعض النقاط سيدي الكريم، يشرفني ان اقدم عرضي ضمن برنامج حفل الافتتاح للمهرجان الدولي للفنون التشكلية بالمحرس في دورته 29 ولكن لا يمكننا الجزم بانها كانت انجح دورة لان هذا المهرجان عريق و تتالت عليه ثلة من المع الأسماء في الساحة التشكلية  وأهم النقاد الذين تركوا بصمة و اثار فنية قيمة تعد مرجعا للناشئة و انه لفخر كبير لي ان اكون الي جانب اساتذتي و أسماء كبيرة في الفن التشكيلي والنقد لاستمع الى نصائحهم و توجيهاتهم التي تطعم مسار بحثي و تدفعني لمزيد البذل و العطاء فكما تعلم تجربتي مازالت في طور البناء و التشكل و لازلت بأول الدرب و لازلت اتعلم من هذه القامات الكبيرة و احتذي بتجاربهم


لذا وددت فعلا لو كنت حاضرا بيننا وتمكنت من مشاهدة العرض مباشرة لأحظى بفرصة النقاش و تبادل الآراء حول تجربتي لان الصورة لا تشفي غليل الناقد ليتسنى له الحديث عن التجربة بصفة موضوعية و موغلة في الدقة فهي توثق للحظة الهاربة فقط، كما طلبت من الجمهور مشاركتي بعض اللقطات عند انتهاء العرض و من حسن حضي كان استاذي الى جانبي للدعم والتشجيع كما كان جلي في الصورة التي نالت استحسان الناقد فاروق و ادرجها ضمن اللقطات الهامة في المهرجان، وجودها في مقال يثمن جهود المنابر شرف و عرفان بما قدمت و هذا يكفيني و يحملني مسؤولية المزيد من البذل و العطاء و تطوير عروضي القادمة التي اتمنى ان تحضر احداها لنتمكن من تبادل الآراء و مناقشة الأداء و تكون خير شاهد على هذه الولادة مع كل الاحترام.

حضرت التظاهرة الباحثة والفنانة التشكيلية دلال الصماري وقالت:


فن البرفرمونس حاضر ليخاطب الجمهور بما لم يألفه:
(حضر فن البرفرمونس أو الأداء إن صحت العبارة خلال حفل الافتتاح من خلال العرض المميز الذي قدمته الفنانة الشابة فاطمة زهراء الحاجي على كورنيش المحرس بعنوان “ولادة” دام تسع دقائق، أمام جمهور جاء ليكتشف طريقة جديدة نوعا ما عليه في التعبير بالألوان والجسد. بدأ العرض بتواجد الفنانة داخل مكعب مغلق أين شهدنا تفاعلها مع الألوان بحركات سريعة تنبئ بمخاض ما قبل ولادة الأثر، شهد الجمهور تحرك المكعب والجسد معا في تفاعل سريع ولكنهم لا يعرفون بعد نتيجته، أين شهدنا دهشة واستغرابا وحالة من الترقب، إلى أن أحدثت فتحة في أحد جنبات المكعب وبدأ جسد الفنانة الملطخ بالألوان بالظهور شيئا فشيئا إلى العلن بماهو جسد حامل وفاعل في صراع أبدي مع الزمن والفضاء. ليفتح المكعب في النهاية ويتحول إلى لوحة طولها 4/ 1.75م وسط تصفيق الجمهور وتفاعله مع الفنانة أين أخذ في الإقترب منها وإلتقاط الصور معها. كانت تلك الدهشة والاستغراب الذي وسم جلّ ملامح الحضور هو هدف الفنانة التي اختارت التعبير بجسدها في الفضاء والتعامل مع الحامل التقليدي للوحة بطريقة مختلفة، ليخرج للجمهور في نهاية العرض بعملين واحد على حامل اللوحة والثاني على الجسد كحامل جديد ووقتي للأثر الفني).
بوكرش محمد الجزائر 07/08/2016
ملاحظة: أخذت الصور من صفحة المصور عمر عبد الله حرز الله

Amor Abadah Harzallah
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرجع:
فاطمة الزهراء حاجي عروسة المهرجان الدولي للفنون التشكيلية المحرس تونس 2016
http://mohamed-boukerch.blogspot.com/2016/08/2016.html

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

حوار الخامات وولادة الأثر، قراءة في تجربة سامي بن عامر / رياض بنالحاج أحمد: باحث جامعي