للتأريخ :منحوتة بن خلدون بين النحات عمر بن محمود والرسام زبير التركي. / بوكرش محمد
للتأريخ :منحوتة بن خلدون بين النحات عمر بن محمود والرسام زبير التركي.
هدية مني للفنان الباحث والناقد التونسي برهان بن عربية الذي أرى فيه الإخلاص وأتوسم فيه خيرا ، للعمل على ترويج اعادة النظر الجذري في المواقف .. وتعزيز الإيجابية ليكون ما لله لله وما لقيصر لقيصر.
بعد سنه تخرجي من مدرسة الفنون الجميلة بالجزائر 1979 رجعت لتونس مسقط رأسي وبالضبط الى السرس ولاية الكاف التي غادرناها 1962 سنة استقلالنا من فرنسا اشتقت الى تونس التي درست بها بالمدرسة الابتدائية السنة الأولى بدائرة السرس والسنة الثانية والثالثة برأس الطابية بأحواز تونس العاصمة آن ذاك حيث كان يفصلها عن باردو هكتارات من شجر الخروب.
ويربطها بالعاصمة الطريق الرابط بين العاصمة وبنزرت.. والسكة الحديدية التي تمر من هناك عاريتان نهائيا من المباني التي غزتها اليوم وغطت المباني كل شيء وأصبحت رأس الطابية وسط تونس..
سنة 1985 أنجزت منحوتة العتال ( الحمال) بقلب العاصمة الجزائر وبالتحديد في ساحة تافورة المقابلة لميناء الجزائر.
اشتريت سيارة جديدة 504 (بوجو باشي) لنقل أعمالي التشكيلية وبدأت بمغامرة الترحال في ربوع البلاد وكل ما وصلت الحدود التونسية الا وضعفت.. يهزني الحنين لبلادي الثاني ولا أستطيع الرجوع الا بزيارتها بحثا عن الفنانين التونسيين.
أول من عرفت من الفنانين النحات المرحوم عمر بن محمود.. المولود سنة 1938 (والذي يكبرني بـ 16 سنة) لأنني بدأت بالسؤال : من أنجز منحوتة ابن خلدون فوجهوني اليه بحكم أنه نحات لكن دون أن يعرفوا بأنه هو الذي أنجزها..
عرفت هذا بعد الوصول اليه ، كان اللقاء بمقهاه الذي يجلس اليه كل ما ضاقت دنيا الفنون بعيونه.
بعد أن قدمت له نفسي رحب بي وكأنه يعرفني من زمان عارضا علي الذهاب لبيته رفضت.. (بعقلية الجزائري) وفضلت البقاء معه في المقهى..كان حديثه الأول عن مرارة العيش وصعوبتها وخاصة اذا كنت فنانا، غيرت له زاوية الحديث من الشكوى الى سؤال: من أنجز منحوتة بن خلدون؟ ضحك المرحوم الى حد الانتشاء ثم سكت برهة، وقال أنا من أنجزها بالتعاون مع الفنان زبير التركي وواصل قوله: يوم عرض علينا المشروع كانت مشكلتنا كيفية العثور على صور بن خلدون وكان جدلي مع الزبير كيف يمكننا الحصول عليها؟ فأجابني زبير التركي: ماذا عني أنا؟ فسأل عمر الزبير قائلا: كيف؟ فرد عليه الفنان زبير التركي ضاحكا: ألا ترى معي بأني اشبهه تماما.. وبالتالي ما عليك الا أن تشرع في تحضير نماذج ( اسكاتشات كروكي ) من وحي وجهي.
حان الوقت ليعرف المثقف التونسي وخاصة الفنان هذه الحقائق التي من شانها تعزيز الذاكرة الفنية التونسية بما يخدمها ويزيدها مصداقية وتوهجا..
عكس ما كان يحدث من تعتيم واستغلال الظروف لمصالح ضيقة تسيء في النهاية لحقوق الانسان وبالتالي لحقوق الفنان وخاصة المعنوية..
والخطير أيضا أن هذا التعتيم ما زال مستمرا الى غاية اليوم يستغله ضعاف النفوس لنفخ شخصياتهم على حساب الآخرين.
بوكرش محمد 19/08/2016
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرجع:
http://mohamed-boukerch.blogspot.com/2014/01/blog-post_27.html
تعليقات
إرسال تعليق