الإبداع والنقد الفني في مهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية / الباحثة دلال صماري


حملت شعار الإبداع العربي المعاصر

الإبداع والنقد الفني في مهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية

في  21 أوت 2016   
 
 la photo de profil de Smari Dalel

دلال صماري*
الوطن العمانية

قسم أشرعة
الأحد 21/8/2016



قسم أشرعة جاءت الدورة 29 لمهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية كالعادة لتعكس جهودا كبيرة تبذل سنويا ليتواصل هذا الصرح التشكيلي العالمي عراقته وصموده في وجه الصعوبات، ليحمل هذه السنة عنوان له “المحرس: ورشة الإبداع العربي المعاصر . حيث تميزت الدورة 26 بتنوع البرامج وتلاقح الفنون التشكيلية (رسم، نحت، خط عربي، فسيفساء، برفرمونس) الموسيقية، الشعر، وكانت قبلة للعديد من الفنانين والنقاد من جميع أنحاء العالم، لتقدم صورة متجددة عن هذا المهرجان مفادها أن الفن هو سبيلنا الوحيد لحياة بديلة تضمن لنا الحوار والتبادل في ظل ما يشهده العالم من صراعات مختلفة تقسمه وتقطع روابط التواصل بين مكوناته.

* حلقات عمل مفتوحة على الجمهور:
على عكس ما يحدث في الكثير من الملتقيات والمهرجانات التشكيلية في العالم لا ينفصل فنانو المحرس عن الجمهور بل يلتحمون به ويتواصلون معه طيلة فعاليات المهرجان، حيث ساهم ثلة من الفنانون العرب في تأثيث حلقات عمل مفتوحة مع اليافعين والأطفال في اختصاصي الخط العربي والفيسفساء،أين شهدت إقبالا كبيرا من قبل عائلات وأهالي المحرس، وكذلك من عدة مناطق من تراب الجمهورية بما أن المحرس في هذا التوقيت من كل سنة هي قبلة سياحية بحرية وتشكيلية يرتادها المصطافون وأحباء الفنون من جميع المناطق. أين تفاعل الزوار مع الفنانون ولامسوا مباشرة جماليات الخط العربي وقواعد كتابته الأساسية، كما جماليات وتقنيات تكوين مشاهد قطع الفيسفساء ومختلف مراحل إبداعها على مدى كامل أيام المهرجان. حيث تكمن أهمية هذه الورشات في نشر ثقافة بصرية تقرب الأطفال والناشئة والعائلات بمختلف شرائحها من الممارسة الفنية، حيث ساهم هذا المهرجان على امتداد 29 سنة من موقعه في ترسيخ مبادئ الجمال وثقافة تبادل الحوار والإبداع الجمالي وهذا كان هدف الفنان المرحوم يوسف الرقيق من تأسيسه لهذا المهرجان الذي لامسنا تعلق كل أهالي المحرس به ودعمه حسب الإمكانيات المتوفرة.

* حلقة عمل الرسم: فضاء لتلاقح الأجيال وتبادل الخبرات:
شكّلت حلقة عمل الرسم التي ضمّت عدّة فنانين من السلطنة وتونس، سوريا، المغرب، الجزائر، ليبيا، مصر، لبنان، العراق، السعودية، السودان، البحرين ، الإمارات العربية المتحدة، فرنسا، إيطاليا، تركيا، السويد، فضاء مفتوحا للإبداع وتبادل الخبرات والحوار بين الفنانين من ذوي الخبرة الطويلة في ميدان التشكيل وبين مجموعة من شباب جامعات الفنون. هنا في هذه المساحة المفتوحة شهدنا تنوع الأساليب والتقنيات والتوجهات والأفكار، ولم يمنع هذا الاختلاف الفنانين من التواصل وتبادل الآراء والنصائح وفتح أبواب النقاش يوميا حول مواضيع تمس الفن بماهو لغة
عالمية مشتركة. وقد زارت مجموعة من الجمعيات الناشطة في المجتمع المدني الفنانين وتفاعلوا معهم ومع أعمالهم الفنية بطرق مختلفة عن طريق الحوار وأيضا الأداء. كما تخللت حلقة عمل الرسم كذلك تجارب نحت وفيسفساء وخط عربي، ليفرز هذا اللقاء الحضاري في ختام المهرجان معرضا فنيا جاء ليتوّج هذا التلاقح والتواصل الذي وسم كامل أيام المهرجان.

* فن البرفرمونس حاضر ليخاطب الجمهور بما لم يألفه:
حضر فن البرفرمونس أو الأداء إن صحت العبارة خلال حفل الافتتاح من خلال العرض المميز الذي قدمته الفنانة الشابة فاطمة زهراء الحاجي على كورنيش المحرس بعنوان “ولادة” دام تسع دقائق، أمام جمهور جاء ليكتشف طريقة جديدة نوعا ما عليه في التعبير بالألوان والجسد. بدأ العرض بتواجد الفنانة داخل مكعب مغلق أين شهدنا تفاعلها مع الألوان بحركات سريعة تنبئ بمخاض ما قبل ولادة الأثر، شهد الجمهور تحرك المكعب والجسد معا في تفاعل سريع ولكنهم لا يعرفون بعد نتيجته، أين شهدنا دهشة واستغرابا وحالة من الترقب، إلى أن أحدثت فتحة في أحد جنبات المكعب وبدأ جسد الفنانة الملطخ بالألوان بالظهور شيئا فشيئا إلى العلن بماهو جسد حامل وفاعل في صراع أبدي مع الزمن والفضاء. ليفتح المكعب في النهاية ويتحول إلى لوحة طولها 4/ 1.75م وسط تصفيق الجمهور وتفاعله مع الفنانة أين أخذ في الإقترب منها وإلتقاط الصور معها. كانت تلك الدهشة والاستغراب الذي وسم جلّ ملامح الحضور هو هدف الفنانة التي اختارت التعبير بجسدها في الفضاء والتعامل مع الحامل التقليدي للوحة بطريقة مختلفة، ليخرج للجمهور في نهاية العرض بعملين واحد على حامل اللوحة والثاني على الجسد كحامل جديد ووقتي للأثر الفني.
كما حضر فن البرفرمونس أيضا من خلال عرض الفنان التونسي مراد الحرباوي في سهرة الاختتام أين اختار الفنان التفاعل مع موسيقى الفنان التونسي سمير العقربي وشعر المنصف المزغني خلال مدة إنجازه للوحة كبيرة الحجم أمام جمور غفير من الفنانين المشاركين وأهالي المحرس وزوار المهرجان من مختلف الشرائح، تفاعل الفنون وتآلفها كان هدف الفنان الذي كان سريع اللمسات والضربات كنتيجة للتفاعل اللحظي مع معزوفات وكلمات الفنان والشاعر، أين بدأت ملامح اللوحة الحدث بالظهور شيئا فشيئا مع تقدم الوقت، وتركيز الجمهور مع مختلف مراحل انجازها واختلاف التوقعات والانتظارات إلى ما ستؤول إليه في النهاية، وربما هذا التفاعل والانتظار والتخمين من شأنه أن يعطي للممارسة التشكيلية أبعادا إضافية في علاقة المتلقي بالأثر الفني التي باتت اليوم فاترة نوعا ما وعلى الفنان كما على المتلقي إيجاد سبل جديدة ومبتكرة لإيحائها، وهذا ما أتاه في نظري كل من فاطمة زهراء الحاجي ومراد الحرباوي اللذان كسرا حدود العلاقة التقليدية بين المنجز والأخر.

* منابر الحوار: دعوة للاختلاف :
طرح الفنان سامي بن عامر (فنان، جامعي، جامعة تونس) إشكالية “الفن التشكيلي العربي المعاصر، الاصطلاح، الرهانات والتحديات” كموضوع للنقاش كما قدمت بمعية مجموعة من النقاد والباحثون أراء مختلفة حول هذا الطرح وهم كل من فاروق يوسف (ناقد العراق/السويد) ، وأحمد الجنائني (فنان وناقد من مصر) ، و أحمد جاريد (فنان وناقد من المغرب) ، والدكتور سعد القصاب (فنان وناقد عراقي مقيم بتونس) ، والدكتور برهان بن عربية (فنان وجامعي جامعة صفاقس) ، وليلى الدو (فنانة وباحثة، جامعة تونس) .
حيث اختلفت الآراء حول مسألة المفهوم الذي اعتبره الأغلبية وخاصة فاروق يوسف مّركبا وذا طابع سياسي نظرا لغياب كل صلة أو تأثر وتأثير فيما ينتجه الفنانون العرب المعاصرون اليوم ولا بأي حال من الأحوال. ولكن يمكن قبوله على أساس انه هو ذلك الفن الذي ينتجه فنانون عرب وهذا من شأنه حسب الناقد أن يجعلنا نتحاشى الدخول في جدل عقيم حول مزج السياسي بالفني بدون وجه حق. والاهم بالنسبة له هنا هو مساءلة الفن المنتج عربيا عن حقيقة وجوده فنا معاصرا، فاعلا وحيويا ومؤثرا ومغيرا وصالحا للتداول. حيث طرح سؤالا جوهريا مفاده “ما الذي يفعله الفن في الأوقات العصيبة” فإذا كان لا يتأثر بما يحيط به فهذه فرضية تنزع عنه طابعه الانساني وتجعله حسب الناقد كالزائر الذي يمر بالأطلال دون أن تصيبه شظيّة أو يقع عليه سقف، فإذا كان من صنع البشر فعلينا أن نتأمل البشر قبل تأمله. ويخلص إلى أن الجدل الخفي بين الإنسان والفنان هو جدل لا يبقي الأشياء في مكانها ثابتة وخالدة كما لو أنها وجدت لتبقى هناك، فليس مطلوب من الفن أن يجترح معجزات في زمن الخواء بل المطلوب منه أن يستعيد القدرة على أن يكون إنسانيا بما أنه ليس إنتاج ملائكي وإنما من صنع البشر وهو حسب الناقد مطلب يصعب انجازه في الزمن العربي الراهن بحكم عدّة ظروف.
في حين جاء تدخل الناقد والفنان المصري أحمد الجنائني ليؤكد أنه ليس ثمة شك في أن الجغرافيا والتاريخ يشكلان معا الملامح الاجتماعية للإنسان ويجسدان بما يمتلكاه من تأثير الثقافة الإنسانية للسلوك البشري بكل مقوماتها بل ويرسمان في الغالب طرق ممارسته الحياتية التي تصبح في الواقع ملمحا من ملامحه، ومن هنا تتشكل المجتمعات بأشكالها المختلفة تحتفظ كل منها بذاكرة خاصة تشكل فيها الذاكرة البصرية جزءا مهما من تركيبتها فتؤثر-بما لا شك فيه –تلك الذاكرة في مستقبل تلك المجتمعات لأنها سوف تمثل مخزونا ديناميكيا وإستيتيكيا محفزا ومتدخالا مع احتياجاته ومتطلبات حياته، على المستوى العملي والفكري والفلسفي وبالتالي حياته الإبداعية تلك التي تشتبك مع صلب ما نحن بصدد الحديث عنه.
ويستعين بتفسير الكاتب السياسي محمد حسنين هيكل حين يقول “أن الجغرافيا هي التاريخ الثابت وان التاريخ هو الجغرافيا المتحركة” من هنا يقول أحمد الجنايني يمكننا أن نمسك بالخيط حين نود أن نتحسس بوعي طبيعة تلك الثقافة الإنسانية التي حتما تختلف من مجتمع إلى أخر، طبقا لإختلاف حركة التاريخ والجغرافيا فيكون المجتمع العربي على سبيل المثال بجغرافيته وتاريخه ـ رغم كل الدعاوي ـ مجتمعا واحدا تربطه الجغرافيا المتحركة ويدعم أواصره التاريخ الثابت برابطات شكلت حضارته وثقافته وذاكرته بكل مكوناتها.
في حين يرى برهان بن عربية أن الفن لغة عالمية إنسانية يصعب تقسيمها واقتطاع أجزاء منها تحت عبارة الفن العربي، بما معناه أن لا وجود لفن عربي معاصر ولكن في المقابل هناك فنانين عرب معاصرين ودليله في ذلك هو صعوبة فصل المنجز العربي عن سياقات ومدارس الفن الغربي ثم هذا التداخل بين السياسي والفني في تحديد ماهيات الفنون وصعوبة تحديد مقاربة جملية لها فكرها الخاص في ما يسمى الفنون العربية، من العسير اليوم إيجاد هذا المشروع العربي رغم وجود مبدعين عرب بلغوا في أعمالهم درجة عالية من الذكاء والجمال الإبداعي ولخص في النهاية إلى أن الرهان اليوم هو أن نتخلص من عقدة الرابطة العربية وان نفصل ماهو سياسي عن الفني، كما يرى من الضروري الانتباه إلى الماكينة الغربية النقدية لأنها تريد صنع فنان عربي فلكلوري وتحرمه من حقه في أن يكون عالميا.
وفي اللقاء قمت بطرح موضوع فاعلية ذاكرة المكان في مقاومة اغتراب الفنان من خلال 3 أمثلة مغربية وهم كل من فريد بالكاهية وخليل الغريب وتيباري كنتور، أين استطاعت هذه التجارب أن تجد لها طريقا يمكنها من بعض الخصوصية ولكن بطريقة مضمنة في الأثر الفني، بما يجعله أثرا كونيا انطلاقا من واقعه دون السقوط في اجترار ما سبق،أو الوقوع في مأزق المباشراتية، ومن هذا المنطلق يتمكن الفنان من مقاومة الاغتراب الداخلي في مرحلة أولى من ثم فتح باب الحوار مع الأخر المختلف عنه في مرحلة ثانية من خلال منجز فني بمواصفات كونية في انفصال عن أي إيديولوجيات أو متاهات أو توجيهات دخيلة.
وجاءت مداخلة الفنان أحمد جاريد تطرح الأسئلة أكثر من تقديم أجوبة، تحت عنوان “الفن العربي المعاصر الانتهاك المنتهك” بما معناه أن الانتهاكات التي أتتها الفنون المعاصرة بما هي نوع من التمرد هي بدورها باتت منتهكة من خلال اجتياح اللافن للفن حيث يرى أن الخلخلة التي بشرت بها ما بعد الحداثة ما لبثت تثير عاصفة غبار من الفوضى واضطراب المفاهيم. ومن هذا المنطلق طرح اشكاليات من قبيل مدى الحاجة إلى الصورة والتي حسب رأيه لم تعد ضرورية، كما طرح إشكالية الفن العربي المعاصر الذي أصبح رهينة بين يدي اللغة بما معناه هل الخطاب المفاهيمي الذي يستند إليه الفن المعاصر اليوم يتم من داخل الفن أو من خارجه؟ وختم بتساؤل حول ما يحرك الفنانين العرب وغير العرب المعاصرين هل هو فعلا السؤال الديني أو السياسي؟
وجاءت مداخلة سعد القصاب حول حضور التشكيل العربي في نسخته المعاصرة حيث يرى الفنان أن التوجهات الفنية المعاصرة قوة جاذبة للفنان العربي للانخراط في رؤية واهتمامات مختلفة بعضها هي في الضد من تلك الأسئلة التأسيسية السابقة للفن العربي (الاهتمام بنظام تشكيلي أكثر أصالة يصبح عاملا مساهما في النمو الثقافي والفكري والاجتماعي للمجتمعات العربية)، بذريعة اللحاق بتجربة جمالية ما بعد حداثية لا تتوافق تماما مع مفهوم الهوية الفنية بوصفها قيما أصيلة وفريدة للعمل الفني، مثل هذا النزوع جاء جراء الانضواء إلى توجهات دولية تدعي العالمية. وذلك ما يستدعي تساؤلا هو من صلب هذا المنجز، هل أن التجارب الفنية العربية المعاصرة تنطوي على اهتمامات أصيلة تنتمي لروح العصر وإفتراض خطاب يماثلها؟ أم في كونها تابعة لكشوفات جمالية تتجاوز الأسئلة من أجل عرض مبهر يدعي المعاصرة؟
وكان تدخل الباحثة ليلى الدو بخصوص رهانات الصورة الفنية العربية المعاصرة من خلال بعض النماذج من الفنانين العرب الشباب الذين أوجدوا لهم مكانة على الساحة الفنية العالمية وفي سوق الفن الدولية وذلك بتبنيهم لأدوات تقنية وتكنولوجية جديدة، غير أن السؤال الذي طرحته الباحثة هو حول المواضيع المطروحة التي ارتأت الباحثة أنها تفضح منهجا إستشراقيا جديدا يهتم بقضايا الإرهاب والتطرف والمرأة والحجاب بدليل بروزها بعد أحداث سبتمبر 2001 حيت خلصت في النهاية إلى أنها أعمال موجهة من قبل مؤسسات متحكمة في عالم الفن المعاصر.

* الجمعية العالمية للفنون التشكيلية ضيف شرف:
شهدت هذه الدورة مشاركة الجمعية العالمية للفنون التشكيلية وهي العضو المشارك في منظمة اليونسكو بوفد ترأسه بدري بيكام إضافة إلى نائبة الرئيس أني بورني وسكريتيرة الإدارة ايكو أراس بالإضافة إلى السيد محمد حداد ممثل العالم العربي، أين عقدوا جلسة عمل بالفنانين العرب المشاركين بالمهرجان لمناقشة العلاقة بين الجمعية والعالم العربي تحت شعار”الحالة الراهنة والتطلعات”. نوقشت خلالها عدة قضايا من قبيل توضيح دور الجمعية والمهام التي تقوم بها ووضعية الفنان العربي وسبل تواصله وانخراطه صلب الجمعية، إلى جانب عدة قضايا تهم واقع التشكيل العربي مقارنة بما يحدث في العالم كجهل السياسيين العرب بالفنون ومدى أهمية دعمها وإعطائها ما تستحقه من برامج واهتمام على عكس ما يحدث لدى الغرب، إلى غير ذلك من النقاط التي طرحها المتدخلون خاصة من الفنانين العرب والتي تعتبر إشكاليات، أين تدخل رئيس الجمعية ليوضح العديد من النقاط المهمة.

* بعض التوصيات:
صحيح أن مهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية هو مكسب لمدينة المحرس ولكنه مفخرة كل التونسيين والعرب بما هو مهرجان عريق تمكّن خلال مدة طويلة من الزمن من المحافظة على استمراره وصموده رغم غياب التشجيع الكافي لتظاهرة عالمية بهذا العمر. لذلك رأيت من واجبي كفنانة نالت شرف المشاركة في فعالياته أولا وتونسية ثانيا التنويه إلى عديد النقاط التي أراها مهمة لمزيد إشعاع هذا المهرجان العريق، وهي:
- ضرورة الاهتمام بالأعمال النحتية التي تؤثث فضاء الكورنيش بماهي مكسب تشكيلي عالمي وجب المحافظة عليه وذلك بالقيام بأشغال الصيانة كلما تطلب الأمر ذلك لأنه متحف مفتوح وقبلة للزائرين يوميا، أين لاحظت استغراب الكثير من الفنانين المشاركين من وضعية الأعمال الحالية وما هي عليه من إهمال.
- الاهتمام بحديقة الفنون بالمحرس والتي تحوّلت إلى مصب عشوائي للنفايات دون أي وعي وإدراك لما تحتويه من آثار هي بصمات فنانين مروا ذات يوم من هناك.
- ضرورة ملحة وقصوى لإقامة مقر خاص يكون بمثابة المتحف الذي تعرض به أعمال الفنانين الذين مروا على المهرجان طيلة 29 سنة خلت لتكون شاهدة على إبداعاتهم وكنزا ثريا يلهم الفنانين المشاركين الجدد في كل سنة ويضعهم أمام مسؤولية في حجم وعراقة هذا المهرجان وهذه الآثار الفنية التي يمكن أن تكون مجالا لدراسات وبحوث جامعية.

* باحثة وتشكيلية تونسية
http://alwatan.com/details/133914

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

حوار الخامات وولادة الأثر، قراءة في تجربة سامي بن عامر / رياض بنالحاج أحمد: باحث جامعي