لماذا لا يعترف البعض للبعض الآخر ؟ / الفنان عبد الرحمن قماط



بسم الله الرحمن الرحيم


لماذا لا يعترف البعض للبعض الآخر ؟ عبر ما ينتجه المبدعون في كل المجالات

لا بد أن هناك ثمة أمر خفي !

لماذا لا يعترفون للجمال من حولهم ويحاولون طمسه بكل ما أوتوا من قوة ؟هناك خلل ما....هل هي الضغينة و الحقد ....طبعا لا .... لماذا ؟ ....لأن في دواخلنا كنوز لو حاولنا البحث عنها لتجلت لنا في أبهى صورها ، والانسان هو خليفة لله واستمرار جماله في الكون كله.
ما السّر في ذلك إذن ؟
نحن لا نخاف من المبدع الحقيقي لأنه يدرك المعنى ويحترم اللغة ودلالات الحروف والمعنى الخفي للريشة و الوتر مهما كانت مصادرها حتى وإن لم يدركها هو في زمن ما لابد أن تدركه هي لأنه يمتلك الآليات والقدرات الكافية لإستيعابها في زمن مقبل .
نحن لا نخاف ولكن نريد ان نقول إن المتسبب فيما نحن عليه من وضع كارثي أن اشباه المثقفين بطريقة او بأخرى احتلّوا المشهد الثقافي وأُوهموا أنهم قادة المجتمع و مفكروه عبر أنماط وكتابات وأشعار دخلت الساحة عبر فراغات ثقافية و سياسية أستمدوا منها وضعهم الحالي وأعتقدوا في لحظة أنهم لايمكن لأحد أن يزحزحهم .
عدم الكفاءة هذه كانت السبب المباشر في تحطيم المفكر و المؤلف و الفنان وساهمت في خلق جو من التعفن الثقافي .
عدم وجود هيئات ثقافية جادة و عالية المستوى ساهمت هي الأخرى في تفشي الضبابية على كل المستويات الفكرية ومنحت الفرصة لأن ينقلب المجتمع رأسا على عقب ويطغى الفن و الأدب الساقطان على الساحة الثقافية .
عدد المبدعين والمثقفين أيضا له دور أساسي ...فلو حاولنا عدّ الشعراء الحقيقيين في العراق أو في لبنان أو في مصر لوجدناهم عددا كبيرا بمعية المتلقي المثقف بامتياز أما لو فعلنا ذلك فنجد العكس ...عدد المتلقي قليل جدا وعدد المفكرين كذلك مما يسمح لتواجد صراع كبيربينهم لأنهم قلة أولا ولا توجد فرص أخرى لظهور أدباء وفنانين و شعراء آخرين .

تعليقات

  1. السلام عليك أستاذ بوكرش لقد قرأت ما نشرته وقبله كذلك واسمحلي القول أن هذا كلام قد قمت فيه المسرح الثقافيالعربي عامة والوطني خاصة وموضوع الثقافة اصبح من المواضيع الحساسة جدا فالفراغ الذي تتحدث عنه هو صانع أشباه المثقفين و مولد لدخلاء على الساحة الثقافية و ظهرت فئة من الناس جعلوا من أنفسهم صفوة المجتمع واصبحوا أوصياء على المبدعين و المفكرين .وبفضلهم انحط مستوى الإبداع إلى درجة اننا نري الرداءة قد لبست عباءة الفن وتجولت على خشبات المسرح وفضاءات العرض فانصهرت الكلمة لتصبح لجام يساق بها المشهد إلى الخزي والعار وتذوب الألوان حتى لاتصبح سوى خربشات مجنونة تراقصها انامل تعودت على مسك الصياط تضرب بها اللوحات على ظهورها فيفزع الابداع تاركاً فراغا. هذا هو حال القائمين على الثقافة.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح