الحالمون......... / الشاعر الجزائري الأخضر بركة
الأخضر بركة
الحالمون.........
الحالمون ينسون النوافذَ مفتوحةً
ينسون الملابسَ على حبل الغسيل أيّامَ المطر
ينسون الماءَ على النّار.
أقدامُهم في الطّين
ورؤوسهم مكتظّةٌ بالأجنحة.
أعمارهم في بحر آمالهم قطرتٌ ...
خواطرهم عسلٌ
لم تفكّر النحلةُ في صنعه بعد.
لهم قلقُ الأسماكِ في الماءِ
يتمايلون كحقولِ الذُّرة
منتظرين ساعي بريد السّحاب.
يُدَاوُون جراح الماضي بسرعةِ الرّقْن على آلة كاتبة
يدسُّون المستقبلَ في صرّة الحاضر..
كحليّ فتياتٍ يترقّبن الزواج.
***
هم دائما يذهبون...
حتّى وهم يعودون، هم يذهبون..
قلوبهم ممدودةٌ أمامهم كقصبات الصّيد في النّهر
عقولهم ترفرف كأشرعةٍ زوارُقها غارقة.
أبوابُهم نصفُ مفتوحةٍ، وهاوتفهُم يمزّقها الرنين.
سُكّان المرايا،
سُكّانُ الروايات، سُكّانُ الأرقْ
سُكّانُ الأغاني
سكّانُ التسكّع على سُطوحٍ تحسدُها الأعماق
سكّان الوجود المثير لضغينة العدم.
سكّان البُخارِ الصّاعدِ من قدْر القلق.
سكّان الهواء المُملّحِ بعَرَقِ البحر
سُكّان النقطةِ حُبْلى بالخطوط،
سُكّان السّفر.
***
الحالمون لا يملكون الوقت للنظر إلى الوقت،
بطيئون مثل النَّسْغِ في شجرة
سريعون مثل صحْنِ فُخّارٍ يسقطُ من يدِ الخادمة
بطيئون مثل صعود الخمر إلى الطابق الأعلى للدّماغ
سريعون مثل ورقةٍ ترْكُلهُا الرّيح
بطيئون كالمصْلِ في ذراع المريض
سريعون كنهضة عُشْبٍ يفاجئُهُ الرذَاذ.
***
يُربُّون الحجرَ،
ويربّون ريشاً للحجر
يحكّونَ البداياتِ من صدأ التردّد
يحكّون القمرَ بعُواءَاتِ ذئْبِ التَيَتُّمِ
يُربّون الأملَ كالخَمِيرةِ في طَنْجَرَةِ القَلْب/
***
الحالمون
كيميائِيُّو البُطْء، عُبّاد الوصول
سَمِّهِمْ عُزلةَ الضوءِ في نفَقٍ،
سمّهم زهرةَ الحائط
سمّهم نقطةَ الضَّعْفِ في ترسانةِ اليأس
سَمّهمْ طيشَ التغيّرِ والتحيّر،
سمِّهِمْ طعنةً ..
في عين سِيكْلُوب الطريق.
تعليقات
إرسال تعليق