ما دلّهُمْ عليه إلاّ قصيدتُه / الشاعر عبد القادر رابحي


عبد القادر رابحي

قصيدتي ( ما دلهم عليه..)في ( كراس الثقافة)الملحق الثقافي لجريدة النصر لهذا الاسبوع:
16/08/2016

ما دلّهُمْ عليه إلاّ قصيدتُه


التفاصيل
    نشر بتاريخ: الإثنين، 15 آب / أغسطس 2016  جريدة النصر

• شعر: عبد القادر رابحي
   1

الجدارُ
كنزٌ غامر
في تراب الوقت،
وفريضةٌ مُوَثّقة
في رحْل الأيتام..

  2
للجدارِ آذان..
للغابة كذلك آذان..
خيالُ القصيدةِ
الجارف..

 3
حيوانٌ أليف
يقودُ إنسانا متوحشا
إلى دغلِ القصيدة..

4
فراغاتٌ كثيرة
متروكةٌ للعراء
على ظهرِ القصيدةِ البارد..

5
تحت الجدار القديم
قصيدةٌ جديدة
لم ينتبه إليها الشعراء..

6
الشعراءُ
أيتامُ شجرةِ الزيت..
بُلَهاءُ اللّحظة
المتوّحدون..

7
غُصنُ الزيتون
ليس قصيدةً..
هو سلاحٌ فتّاك
لا يحسن استعماله الشعراء..

8
تجري الأعمدةُ خلف الشاعر
يجري الشاعر خلف القصيدة..

9
الشاعرُ
متخلّفٌ بطبعه
أمام القصيدة..

10
يسيءُ الشاعرُ فهمَ القصيدة
يسيءُ الجمهور فهم الشاعر..

11
هاربةٌ من مخالبِ شاعر..
مغشيًّا عليها
تسقط ُالقصيدةُ
في حضن شجرةٍ عجوز..

12
تقولُ الشجرةُ العجوز
للعصفور العابر:
كيف تكتبُ شعرا
وليس لديك ما تقول.!

13
لسانُ الطّير النّاطق
عجينةٌ لذيذة
في حِساءِ الشاعر الأبكم..

14
القصيدةُ
أسرابُ خيول..
الخيولُ
أعلمُ بفرسانها..


15
الشاعرُ
قارورةُ زجاجٍ
أمام عينيّ القصيدة..

16
أوّل ما ترى القصيدةُ
في جوف الشاعر
أعمدةَ الملح
المرتعدة في داخله..

17
لا تحتاج القصيدةُ
إلى خيّاط..

18
مِقصّاتٌ،
وألبِسَةُ،
ومقاسات..
كلّها
لا تناسب القصيدة..

19
الفقرُ
لباسُ القصيدة الأنيق
وقلبُها الرثّ
النّابض..

20
كثيرًا ما يعشق الشعراءُ القصيدة..
قليلاً ما تعشق القصيدةُ شاعرًا..

21
لا وفاءَ للقصيدة
دَمٌ نابضٌ
مِن خِدر الخيالات..

22
القصيدةُ
خيانة للشّعر..

23
لا شاعر كبير
فوق هذا البياض..
كلّ الشعراء صغار
أمامَ القصيدة..

24
لا تلتقي قصيدةٌ
وصورةٌ
في متن البياض..

25
وحدها القصيدةُ
تستطيع محاورة البياض..

26
القصيدةُ
صورةُ الكون
في مرآة اللغة..

27
ساعتان من الدماء
على جسد القصيدة..
مباشرةً
تنتحرُ الثورات
على زجاج مقهى الكورنيش..

28
هكذا يَغرَق الشاعر
في حوض البلاغات:
يُسمي الضلعَ
امرأةً
ويُسمِّي الكتابَ
مولوداً
ويُسمي القصيدةَ
دُميةً منزوعة العِفّة..

29
الرّاغبُ فيها
كالرّاغب عنها
سيّان
أمام القصيدة..

30
القصيدةُ
بئرٌ غائرة
تطلّ على الجهة الأخرى
من الأرض..

31
لا قاعَ لهذه البئر
الماءُ جارٍ
في عودِ الحرف..
القصيدةُ
جيئةً
وذهابًا..

32
خِطابٌ لا يملأ قاعة..
مائدةٌ لا تملأ عينًا..
شاعرٌ لا يملأ قصيدة..

33
تضع عينيك في البئر
ترى قمر اللّيل الآخر..

34
لم ينمْ العاشقُ بعد
في الجهة الأخرى من الأرض..
على مدار الساعة
تولدُ القصائدُ
في معصم الفراشات..

35
نهارٌ متواصِلٌ
في عينيّ عشّاقك
أيّتها القصيدة..

36
دِهليزُ مترو مستقيم
مغروزٌ في عمق الروح
هذه القصيدة..

37
شاعرٌ ضرير
يملك عشرةَ أحرفٍ
ينسجُ آلاف القصائد..

38
بنفسها
تتجدّد الحياة
في كلّ مرّة
القصيدةُ..

39
اللّيلُ
ضوءُ القصيدة النابع
من شلاّلات الحياة..

40
القصيدةُ
قعرٌ مظلمٌ
مُشبعٌ بالفوسفور..

41
القصيدةُ أفعى
تبدّل جلدها
كلّما غطس شاعر
في بركة اللغة..

42
فقرٌ في العين
كأنّه عمَشٌ طازج
ينتظر التشكيل..
يا لحزن القصيدة..

43
أرواقُ الربيع القادم
عصافيرُ الأمس النائمة
في جرح القصيدة..

44
ما دلّهم عليه
إلاّ قصيدتُه..

45
المفاصلُ: دليلُ تِيه..
السكّر: دليلُ مرَارَة..
الضغطُ: دليلُ قلق..
القلبُ: دليل استغراق..
السّكتةُ: دليلُ كشْف..
القصيدةُ: مرضٌ مزمنٌ
يؤدي إلى الحياة..

46
المتنبي
شاعرٌ قديمٌ
لا يزال يغرفُ
من حمإ العصر..

47
المتنبي
سُلّم طازجٌ
تتسلّقه أعمدةُ الملح
النائمة في قوارير العابرين..

48
المتنبي
شارعٌ حزين
تدثّره كتبٌ
لا يقرأها أحد..

49
رأسُكِ تضرّني كثيرا
أيتها القصيدةُ..
أسبرين الغبطة
ومواجعُ المضادّات الحيوية..

50
القصيدةُ
فراشة شاردة
لمْ تنتبهْ للأثر..

عبد القادر رابحي 
تيهرت/سعيدة:
 28 / 07 /2016


la photo de profil de ‎الأخضر بركة‎
الأخضر بركة
الأوراد العليا للتأمّل الباهر، يجرّنا عبد القادر رابحي، إلى النظر نحو عمق، حسبناه سطحا، وإلى قراءة سطح، حسبناه عمقا. كأنّنا نكتب معه، ونحن نقرأ له. شكرا لك أيّها الشاعر، على هذه الاستضافة المباغتة إلى ورشة صمتكَ الفاضح، والغامض الواضح. حقّ للقصيدة أن تعشق شاعرا مثلك، يعبرها عبور النيزك المحترق. قرأت نصك هذا الصباح لا أعرف كم مرّة. فحفرني، في جهات ما فيّ، ظننتها لا تقبل الحفر. كتابتك، تفتح مغاليق الكتابة على ممكنات الرّوعة التي تخرج الروعةَ عن طورها. سعيد أنا باشتغالاتك العالية الذوق. تحيّاتي وحبّي الكبير
Les valeurs d suprême pour méditer. Retentissant, n'suis Abdelkader Rabhi, à envisager de manière plus profonde, comme ci-dessous de la surface, et à la lecture de la surface, comme ci-dessous. C'est comme écrire avec lui, et nous reconnaissons-lui. Merci, poète, à cet effet surprise à l'atelier de votre silence manifeste, et mystérieux. Le droit de la ballade d'aimer un poète comme toi, elle reflète le passage de météorites brûlée. J'ai lu votre texte ce matin. Je ne sais pas combien de fois. Alors mon four, dans ce qui est en vous, je croyais qu'elle n'accepte pas de forage. Votre Écriture, ouvrir démontables mmknạt écrire sur l'homme et la femme qui sort cool de leur évolution. Je suis content de votre fonctionnement élevé de goût. Tous mes voeux et mon grand amour


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح